احمد عبد الرحمن
خلفت سياسات نظام البعث الصدامي العدواني على امتداد ثلاثة عقود ونصف من الزمن الى جانب الكوارث الكبرى -سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وامنيا-على الصعيد الداخلي، تصدعات واختلالات واشكاليات كبرى على الصعيد الخارجي، وتحديدا في اطار العلاقات بين العراق وجيرانه، بل ومجمل اطراف محيطه العربي والاقليمي.فكانت هناك حروب عدوانية مع ايران والكويت، ومؤامرات ضد سوريا، ومشاكل وازمات مختلفة ، ترتفع وتيرتها حينا وتخف حينا اخر، مع مصر والاردن وتركيا والسعودية واغلب بلدان الخليج.ومثلما ان التغلب على الكوارث الكبرى داخليا ليس بالامر الهين واليسير، بل لابد من سياسات مدروسة ومحكمة على ضوء الواقع القائم، ولابد من وقت طويل وجهد كبير، فأن معالجة التصدعات والاختلالات والاشكاليات الكبرة خارجيا، يحتاج هو الاخر الى نفس الشيء ليس من قبل العراق فحسب، بل من قبل جيرانه واشقائه واصدقائه، والانطلاق من حقيقة في غاية الاهمية تتمثل في ان المسبب بكل ما حدث من كوارث وماسي وويلات هو نظام صدام البائد، وبزوال ذلك النظام ينبغي ان يعاد النظر بالكثير من المسائل الحيوية والمهمة وفقا لمبدأ الحوار الهادف والبناء الذي من شأنه ان يوصل الى نتائج ايجابية وطيبة لكل الاطراف، ويصحح ركام اخطاء وسلبيات المراحل السابقة.والامر المهم جدا هو ان لايؤخذ المظلوم بجريرة الظالم، أي من غير المنطقي ان يتحمل الشعب العراقي الذي عاني ما عاني من نظام صدام تبعات جرائم وموبقات الاخير، وهنا ينبغي ان يأخذ الاشقاء والاصدقاء العرب وغير العرب هذا الامر بنظر الاعتبار، فالديون والتعويضات والحدود والمياه وغيرها من القضايا العالقة تحتاج الى اسلوب حكيم وهاديء وموضوعي، يؤدي الى انفراجات وحلول لا اسلوب انفعالي متشنج يزيد الطين بله.وهذه مسؤولية الجميع -العراق واشقائه واصدقائه-و مثلما ان لغة التصعيد من جانب العراق غير صحيحة، فأن لغة التصعيد والتصلب واغفال حقائق الواقع الجديد غير مقبولة ولا صحيحة.ولعل العراق نجح خلال الاعوام الثمانية الماضية الى حد كبير في ايصال رسالته الصحيحة للاخرين، ولكن ربما لم تقرأ هذه الرسالة بدقة وتمعن حتى تنعكس اثارها ومعطياتها الايجابية على ارض الواقع.
https://telegram.me/buratha