المقالات

الصراع من اجل عراق ضعيف

749 23:09:00 2011-05-17

صلاح السامرائي

الصراع نوعان الأول سلبي والثاني ايجابي وأثبتت الدراسات المتخصصة في علوم الإدارة والسياسة إن الصراع يمكن استثماره بشكل ايجابي فيما بين الأطراف المتصارعة لخلق حالة من المنافسة لتحقيق أهداف عامة وهذه السياسة متبعة في الدول المتقدمة كنوع من أساليب الإدارة أما بالنسبة إلى الصراع السلبي دائما يحتاج إلى معالجة وقطع دابر الاختلاف الذي أدى إليه وساحة العراق السياسية تتميز الصراع السلبي الذي سيطر على العقول السياسية والكيانات الحزبية مما أوجد حالة من فقدان الثقة ولهذا لم يتم الاتفاق على كثير من المسائل الخلافية وحتى التي تصب في المصلحة العامة لان كل طرف يريد أن يكون هو صاحب المبادرة ويعمل بشكل دؤوب على تسقيط الطرف الأخر من خلال التهميش وإلغاء دور المشاركة في عملية اتخاذ القرار وهذه الحالة جعلت من العراق بلد الأزمات والمعضلات وفرض الإرادات والأجندات الخارجية الذي يعمل وفقها هذا الطرف أو ذاك والشواهد كثيرة ومعبرة عن الحالة منها قصف المناطق الحدودية للعراق من قبل بعض دول الجوار وأخرى تخرق القانون والاتفاق الدولي كما يحصل اليوم في ميناء مبارك في الكويت الذي يحاول سد المنفذ البحري الوحيد للعراق إضافة إلى الخروقات الأمنية في الداخل وعمليات الإرهاب المتزايدة وكل هذا الضعف الذي خلق بسبب ضعف الإدارة العراقية حكومة وبرلمانا 0والحلول متوقفة ولا اجراء يعالج المشاكل التي يعانيها بلدنا فبالرغم من مرور تسعة سنوات على سقوط النظام السابق لم تستطيع الحكومات من التقدم والنهوض بواقع السياسة العراقية مما انعكس على الوضع العام للبلد وتدهور كل قطاعاته الاقتصادية والخدمية 0ومع شديد الأسف استمرار هذا الصراع وبدون انقطاع له اثأر سلبية على وضع العراق بالمستقبل القريب وآثاره في المستقبل البعيد أيضا وفي نفس الوقت استمرار إضعاف العراق إلى انه سيصبح لقمة سائغة سهلة في أفواه الطامعين ومتصيدي الفرص وعلى من تقع المسؤولية الكبرى على الحكومة والبرلمان والكيانات التي تعمل بآفاق ضيقة من دون الالتفات إلا لمصالحها الشخصية 0 كما وتقع بعض المسؤولية على أبناء الشعب العراقي الذي يجب أن يبدأ التغيير من داخله يشير الباري عز وجل ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فالكثير يتحدث عن الفساد الإداري وينتقد ويطالب بالمعالجات وهو أول الناس الذين يمارسون شكل من إشكاله فنحتاج إلى انقلاب بل ثورة على الذات أولا قبل أن نطالب الحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة بالإصلاح فكل هؤلاء جاءوا نتيجة لما أكده المواطن فنحن من انتخب واختار كل هذه الشخصيات التي تقودنا اليوم والتي أثبتت فشلها في تمثيلنا إذن اختيارنا لم يكن صائب وعلينا أن نرفض كل حالة شاذة وغير متوافقة مع القانون والعرف والدين ليتسنى لنا خلق مجتمع يؤمن بالصحيح والخدوم ورفض المفسد والنفعي وعزله حتى اجتماعيا فهل نستطيع أن نرتقي لهذه الحالة ؟وهل نستطيع أن نقف بوجه المتصارع من اجل السلطة ؟ هل نستطيع أن نفرض الكيان الذي يريد أن يعمل من اجل بناء العراق ؟ والأسئلة كثيرة والإجابات قليلة ولكن من يقوم بهذا الدور في عملية إصلاح المجتمع وفي إقناع الآخرين أن انبذوا الخلاف وعملوا لصالح العراق0

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك