اسماعيل الماجدي
البطالة بصورة عامة هي ظاهرة اقتصادية بدأ ظهورها بشكل ملموس مع ازدهار الصناعة فإن العاطل هو كل شخص قادر على العمل وراغب فيه ولم يحصل على فرصة عمل دون النظر الى الفئة العمرية كبيراً كان ام صغيراً ، ومشكلة البطالة تعتبر واحدة من تلك المشكلات التي تستحق الدراسة والبحث لإيجاد الحلول المناسبة القابلة للتطبيق وقبل الخوض في أي مشكلة يجب تحديد المشكلة .
ويعاني العراق من كارثة البطالة الكبيرة سواء بين فئة الشباب القادرين عن العمل أو بين الخريجين الجامعيين بخاصة بعد دخول عدد كبير من الأيدي العاملة الأجنبية إلى العراق وخاصة (البنغلادش والاتراك) وظاهرة البطالة بين الشباب المتعلم هي الظاهرة الأشد إيلاما في مجتمعنا ، فالشخص الحاصل على شهادة اكاديمية بكل مراحلها وعناوينها لم تأتي إلا بجهدٍ جهيد ، وحينما تتوقف الخبرات في عقول هذه الفئة من الكفاءات دون استغلالها فانها تؤثر على العوامل النفسية لدى الشباب ولربما تحدث كوارث خطيرة كما حصل قبل ايام من حالة انتحار بسبب الفقر ونتمنى ان لا تتكرر هذه الحالة .
لايوجد شيء أثقل على النفس من تجرع مرارة الحاجة والعوز المادي فهي تنال من كرامة الإنسان ومن نظرته لنفسه وعلى الخصوص عندما يكون الفرد مسؤولاً عن أسرة تعول عليه في تأمين احتياجاتها المعيشية، فعندما تشخص إليك أبصار الأطفال في المطالبة بمستلزمات العيش وترى في نظراتهم البريئة استفسارات كثيرة يقف المرء عاجزا لا يدري كيف يرد عليها وبأي منطق يقنعهم بقبول واقعهم المرير، كيف تشرح لهم أن رب الأسرة عاطل لا عمل لديه ولا يقدر على الاستجابة لرغباتهم والجوع كافر كما هو معروف
كما ان للبطالة جوانب وسلبيات وخيمة واشد خطورة مما يتوقع المراقبون لهذه الحالة ، فانها تؤثر على الجانب الامني والاجتماعي ، فالشباب العاطل عن العمل ممكن ان ينحرف ويتدنى الى المستوى اللااخلاقي او تستغله بعض المنظمات الاجرامية التي تدفع الاموال الاغرائية وبذلك يكون قد خسرنا شبابنا وانحراف مجتمعنا .
وقد ازدادت في الاونة الاخيرة حدة البطالة في العراق ويعتقد بعض الخبراء الاقتصاديون أن التقديرات الإحصائية التي يصدرها الجهاز المركزي للإحصاء لا تعبر بالضرورة عن الواقع الموجود فعلا ، إن عدم وجود إحصائيات ثابتة في العراق للاعتماد عليها هذا يعني انه ليس بالإمكان معرفة المعدلات الحقيقية للبطالة، خاصة وأن تقدير البطالة متباين من مؤسسة الى اخرى ، لذلك لايمكننا حل المشكلة الخطيرة والسيطرة عليها وتجاهلها ، وهذا هو السبب الرئيسي في ازدياد النسبة من سنة الى اخرى .
وقد شاهدنا في الايام الاخيرة حراك بسيط نحو هذه المشكلة نستطيع ان نشبههه بحراك الطفل عندما يبدا يحبو فهي مسالة تسر الجميع ، هناك خطوتين ايجابيتين للحد من البطالة في العراق ، الاولى وهي فتح باب التعيينات امام الشباب العاطلين عن العمل كما نلاحظ في وزارتي الدفاع والتعليم العالي ، والثانية هي القرار المتأخر الذي صدر بترحيل الاجانب الاسيويين الذي كان لهم تأثير كبير في البطالة ، ونبارك لهذه الخطى ونتمنى من الحكومة متابعة هذه المشكلة ومعرفة الاسباب ودراستها للوقوف امام هذه الظاهرة وقتلها .
https://telegram.me/buratha