بقلم السيد عبد اللطيف العميدي
وهذه ثمانية أعوام مرت على ذكراك وفجيعتنا بك يا بدر العراق وأمله المذبوح .. ثمانية أعوام لم تستطع ولن تستطع أضعافها من السنين أن تمحي من ضمائرنا صورتك وطلعتك البهية وما حملته شخصيتك من معالم وأخلاق وسيرة ، ذلك لانك إنطلقت من ضمير الامة وتطلعاتها حاملاً جراح العراق كله والتي تراكمت عبر سنين البعث العجاف ، جئت لتضمد جراح بلدك المذبوح بحراب البعث وعصاباتة السياسية الهجينة .. فلا زالت ذكراك في الاحشاء متوقدة ، وقبل ذلك وخلال أيام عودتك التي تمر علينا هذه الايام وبرغم قلتها أندفعنا ومعنا جماهير العراق لنحتفي بك .. بذلك الوجه النيّر الصبوح والذي كان يحمل في قسماته معاناة شعب لسنين عجاف طوال .
ومنذ اليوم الاول الذي وطأة فيه أقدامك المباركة أرض العراق عائداً لحضنه الذي فارقته مرغماً كان العراق كله يسكن في قلبك الكبير ، فأعلنت مشروعك السياسي والوطني ورؤيتك لتشكيل حكومة منتخبة والسعي لاخراج المحتل منطلقاً من منصة صلاة الجمعة في صحن جدك الكرار لتقود الجموع المؤمنة والفرحة بهذا الامل الكبير ولسان حالها يقول : عاد البدر .. عاد الكوكب الدري .. عاد أبن العراق البار .. عاد ابن الاسلام الشجاع (كما سماه الامام الخميني)
عاد ليمارس مسؤوليته الشرعية كما قال هو ذلك ، فبرغم تردي الوضع الامني آنذاك وتحذيرات الجميع من الرجوع السريع للوطن ، عاد لوطنه وليفتح له العراقيون قلوبهم مستبشرين بهذه العودة التي أعادت لهم الامل .. ولكنهم لم يعلموا أن القدر خبأ لهم ألم وصدمة الفراق وهم بعد لم تستمل عيونهم من رؤيته ، حيث لم يتحمل المجرمون وأيتام عفلق أن يروا هذا البدر يكتسح القلوب ببيانه وفكره فأتحدوا ومن و الاهم من التكفيريين ليرتكبوا جريمة إغتيال ذلك الهلال الذي لم يستتم كما له بعد .. أغتالوا (الامل الكبير) وهو بين ضريح جده وبين أحبابه ليحرمونا منه ومن ذلك الحلم الصادق الذي بدا لنا منذ دخوله والذي ما لبث ان إنقشع .
لقد انتهك قتلتك بهذه الجريمة حرمة المكان والزمان وحرمة الشخص المستهدف وحرمة الدم العراقي الطاهر كما فعلها جدهم عبد الشيطان أبن ملجم ، حيث عاد أبناءه لنفس الفعلة فالقوم أبناء القوم ، لقد خسرناك .. خسرك العراق الذي لتوه تنفس ريح الحرية .. خسرك الاسلام في وقت أحوج مايكون لمثل شخصك ياشهيد المحراب .ألا لعنة الله على الظالمين ، سيدي ياقمر العراق هنيئاً لك هذه العاقبة ولروحك الطاهرة آلاف التحية والسلام ونم قرير العين وطيّب النفس فها هو خطك الشريف المضمخ بالدماء الزواكي ، وعهداً منا أن نسير بنهجك المعطاء
شعبك قد نال حريته ببركة دمك الطاهر وذاك عدوك صنم البعث حوكم بذل وأعدمه شعبه مع باقي جلاوزته وباتوا معلنة التاريخ ، وهذا شعبك ياشهيد المحراب يحتفل بذكراك عاماً بعد عام ، فالسنون لاتأثير لها في شعبية الرجال العظام أمثالك ، فها هي النجف الاشرف التي فقدتك جسداً تخلد ذكراك عبر السنين روحاً ، فهنيئاً لك ياشهيد المحراب هذا السمو ولاحرمنا الله سبحانه شفاعتك ، فقدورد عن النبي (ص) ( إن المؤمن ليشفع في أهله وصحبه) فكيف لاتكون لك حبوة الشفاعة وقد مزجت بين العلم والجهاد والتضحية والتأليف ثم ختمتها بدخولك الباب الذي فتحه الله لخاصة أوليائه ألا وهو باب الشهادة ، وكفانا فخراً أن ننتمي لخطك الشريف المضمخ بالدماء الزواكي ، وعهداً منا أن نسير بنهجك المعطاء
https://telegram.me/buratha