صادق سالم الوحيلي
إن نظرة سريعة لمنظمات المجتمع المدني العاملة عندنا سنجد إنها ذات طابع عمل عام , وبعيدة عن التخصص الذي يعتبر نوع من الرقي والتطور في عمل منظمات المجتمع المدني , حيث إننا سنجد في المنظمة الواحدة الجانب الإنساني والثقافي ورعاية المرأة والطفل بصورة عامة والأرامل والمطلقات والأيتام بصورة خاصة إضافة إلى الجوانب الثقافية والإعلامية والتدريبية وأمور أخرى حتى الأمنية منها .لكن لو دققنا النظر أكثر سنلاحظ أمر أخر , وهو إن كل منظمة لديها جانب أو جانبان على الأكثر تبرز بهما بصور كبيرة وتكون ضعيفة أو معدومة في باقي الجوانب وفي أكثر الأحيان ( وهمية ) , فنجد إن هناك منظمات تنشط في الإعداد والتحضير للمهرجانات الثقافية المختلفة بينما هناك منظمات تنشط أكثر في جانب رعاية الأيتام وأخرى يكون أكثر نشاطاتها فعالية هو الجانب الإنساني ومساعدة الفقراء وأخرى يكون أكثر تركيزها على الدورات التعليمية بينما نجد منظمات قد انصب جل عملها في جوانب التمثيل المسرحي ( خاصة فيما يتعلق بالتشابيه الحسينية ) , وهكذا مع بقية المنظمات .هنا نطرح فكرة جديدة ماذا لو اجتمعت واندمجت كل منظمات المجتمع المدني لمنطقة جغرافية معينة بمنظمة واحدة يكون لها عدة لجان فعلية وعاملة , وعليه ستكون المنظمة التي كانت ضالعة بإقامة المهرجانات الثقافية ستكون مسؤولة عن اللجنة الثقافية في هذه المنظمة الأم بينما بقية نشاطاتها توزعها على باقي اللجان ( المنظمات سابقا ) و المنظمة التي كانت بارزة أكثر في الجانب الخيري تكون مسؤولة عن اللجنة الخيرية وباقي نشاطاتها توزع على باقي اللجان , وهكذا بالنسبة للمنظمات التي كانت تبرز في جانب معين أن تكون المسؤولة عن اللجنة المختصة في هذا الجانب وتوزع باقي نشاطاتها على باقي اللجان ,هذا سيجعل من هذه المنظمة الجماعية منظمة قوية جدا وفعالة جدا بحيث إن كل لجنة فيها هي نتاج عمل أكثر من منظمة وبالتالي سيكون عملها من القوة بحيث يكون له تأثير كبير على الساحة التي تعمل فيها . وأيضا سيكون لهذه المنظمة الأم لجان حقيقية وليست مجرد مسميات تأخذ بعض من جهود المنظمات دون عمل يذكر وسيكون لهذه المنظمة الأم نظام داخلي حقيقي ونظام انتخابي واضح وشفاف عندها سنقول إننا أصبحت لدينا منظمة مجتمع مدني على المستوى العالمي الصحيح وليس مجرد تجمع لمجموعة من الشباب لمساعدة مجموعة من الناس .
https://telegram.me/buratha