علي جبار البلداوي
عن الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم (إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالاً؛ فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوافما أفجع الأمة بموت العالم؛ فموت العالم ليس كموت أحدٍ من النا س موت العالم ثلمة لا يسُدُّها شيءٌ ما اختلف الليل والنهارولا شك أن لكل عصرٍ من عصور الإسلام علماؤه الذين يَسّرهم الله تبارك وتعالى لحفظ دينه؛ فهم الأمناء على هذا الدين، وهم ورثة الأنبياء الذين يقومون بتبليغ دينه، وبيان أحكام شرعه، وإرشاد الأمة إليه، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه واله وسلم يَقُولُ: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَمَنْ في الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، فموت العالم له الأثر العظيم في أهل عصره؛ لِمَا يتركه من فراغٍٍ كبير بينهم، ونحن هنا نتكلم عن العالم الرباني الذي لا يفارق قوله عمله، ولا يختلف نطق لسانه عن عمل جوارحه. وتتفاوت درجات العلم بين العلماء كما الشهاده ايضا تتفاوت بين العلماء فكثير من العلماء ماتوا وهم على الفراش بالتاكيد انهم ماجورين اجرا عظيما ولكن الشهاده لها مراتبها الخاصه بها ما لاشك فيه ان شهيد المحراب محمد باقر الحكيم (رض ) قد اختار الله له تبارك ونعالى درجه عاليه فشهادته في اول الاشهر الحرم من شهر رجب المرجب وفي المكان من اقدس البقع المباركه عند مرقد الامام علي ع وفي الايام من اقدس الايام من يوم الجمعه اي شهاده هذه ان مصاب الامه الاسلاميه بفقد اللامام محمد باقر الحكيم لم تفقد رجلا عاديا بل فقدت الامه الاسلاميه عالما ربانيا كان شهيد المحراب (قدس ) يعلم الجميع اذا تكلم واذا سكت لقد ترك شهيد المحراب رض حملاً ثقيلاً بوفاته، وحمل امانه في عنق كل مَن تتلمذ على يديه بأن يسير على خطاه، ويُكمل ما بداه شهيد المحراب وأرساه، حتى تصبح هذه البذرة الطيبة الصالحة شجرةً عظيمة يتفيؤ ظلالها ويأكل من ثمرها كلُّ مسلمٍ في مشارق الأرض ومغاربها.
https://telegram.me/buratha