المقالات

بين الشفافية ونشر الغسيل ؟ /

757 16:51:00 2011-05-18

حافظ آل بشارة

مازال الجمهور يدعو الى الشفافية واطلاع الرأي العام على المعلومات التي تخص القضايا الخطيرة كأسرار الفساد والارهاب وحالات الفشل والتوقف واسبابها وعدم تحويلها الى ملفات سرية ، لكن مرت على العراق هذه الايام موجة عاتية من الشفافية المعلوماتية وليتها لم تمر فقد تركت الحليم فيهم حيرانا ، فقد تجاهلوا الملفات الخطيرة فبقيت كما هي مبهمة مجهولة التفاصيل وذهبوا الى نوع جديد من الشفافية التي تفضح حالات التناحر بين الشركاء ، هناك فرق كبير بين الشفافية وبين نشر الغسيل فالصراع الوحشي على السلطة جعل جميع الملفات قابلة للتوظيف ، المشكلة في طريقة تفكير البعض اذ يتصور انه لن يحقق اهدافه الا بتسقيط الآخر وتشويه سمعته مع ان الآخر مجرد منافس وليس عدوا ، بل يمكن ان يكون شريكا سياسيا في المستقبل ، كيف يمكن لمن يسقط منافسيه اليوم ان يعود اليهم غدا ويتخذهم شركاء وماذا سيقول للرأي العام ؟ قبل ايام فتح مجلس النواب ملفات مهمة كتهريب السجناء في البصرة ومناقشة حالات فساد مالي ، رافقها من خارج المجلس اتهام اشخاص واحزاب ودوائر ، اختفت القواعد المتبعة في توجيه التهم ، عاصفة من التصريحات المتنوعة يختلط فيها البهتان والاختلاق والانتقائية ، ومع وجود تصريحات أخرى مثال في الصدق والمهنية الا ان الرديء يأكل الجيد فتحصل لطخة من المضوعات الخطيرة ، هناك من سقطوا تحت الارجل فأصبحوا فريسة لقنوات الاوباش ومزايداتها الرخيصة الممجوجة ، ضحايا يحق لهم مقاضاة الدولة والاحزاب والاعلام والحصول على تعويضات مما اصابهم من اهانات ، ليت المسلمين يتعلمون من اهل الكتاب في بلدانهم اصول التعامل مع المنافس السياسي وعدم تحويله الى خصم بلا خط رجعة وبكل هذه القسوة ، اؤلئك اكثر نبلا وحياء في صراعهم السياسي ، امتد نشر الغسيل الى النخبة ، لم تعد هناك حرمة ولا سرية للقضايا الخاصة وما يتعلق منها بالامن الوطني او الخلافات الداخلية في البيت العراقي ، النقاشات التي يفترض ان تجري وراء الكواليس لحل الخلافات اصبحت تنطلق من المنابر الاعلامية ، شفافية آخر زمن ، ثبت ان التناحر الاعلامي بين الشركاء في العملية السياسية يترك آثارا مدمرة على الرأي العام ويؤدي الى فقدان الثقة بالعملية السياسية والقوى الوطنية الظالمة والمظلومة ، حسابات خاطئة تقف وراء المعارك الاعلامية ، يعتقد البعض انه بهذا الاسلوب يقوم بتسويق نفسه وتسقيط الآخر ، وهذا تصور ساذج يدل على جهل متراكم بالمحيط الشعبي وكيف يفكر ، اتضح ان اي طرف سياسي يشن حملة على طرف آخر فالسقوط يصيب الطرفين ويصدق عليهم قول امير المؤمنين (ع) (كطاعن نفسه ليقتل ردفه ) لأن الناس يضعون القوى الحاكمة في البلد في سلة واحدة ويعدونهم شركاء ومسؤولين بالتساوي عما يجري ، لذا من الافضل ترك هذه الشفافية المخجلة والعودة الى سياسة الكتمان لحفظ الحرمات وصيانة الاسرار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.عصام التميمي
2011-05-21
مع احترامي لرأي الكاتب لكن فيه خلط واضح بين الشفافيه التي يعتمد عليها البناء الديمقراطي والظلاميه التي يسعى لها الحكام للتغطيه على فسادهم. لا حدود للشفافيه ما دامت هي الحقيقه ، الحقيقه المره الحقيقه المخزي. ان تكون الحقيقه مخزيه فعلى اصحابها وليس على النظامولا يسوغ لنا بأي حال الترويج للظلاميه بحجه ان ذلك يؤدي الى فقدان الثقه بالعمليه السياسيه ، وهل ما زالت الثقه موجوده ؟ انهم الان قابضون على السلطه كأي دكتاتور وهناك من ينظر لهم ويجد المبررات للعوده الى الظلام كلما كانت هناك بوادر للشفافيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك