حسن البحريني
" واشنطن وسنة البحرين" / ابتزاز خليفي لامريكا
عندما يتحدث الطائفيون عن سنة البحرين فان حديثهم يبدأ بالتوجه الى واشنطن لتذكيرها بان "سنة" البحرين ومعهم اسرة ال خليفة كانوا حلفاء تاريخيين لها ‘ وان هذا التحالف هو الاساس لاستمرار حالة التعاون بين الطرفين من اجل كما يدعي هؤلاء الطائفيون الحفاظ على العلاقة التاريخية القائمة بين واشنطن وسنة البحرين .
هذا الخطاب الطائفي الموجه والمدجن تم تبنيه من قبل صحيفة السلطة المعروفة بعدائيتها لابناء الاغلبية في البحرين ‘ خطاب يتضمن في طياته اليأس وحالة الاحباط من تخلي واشنطن عن السياسات القديمة القائمة على احادية العلاقة واحتكار الحكومات الطائفية تلك العلاقات من اجل تهميش الشرائح الاخرى واقصائها عن المشاركة في العملية السياسية .
رغم التحفظ على كثير من مفردات ما ساقه كتاب صحيفة السلطة والتجييش الطائفي المستمر عبر سلسلة من المقالات البائسة ولكن من الواضح ان النظام بدأ يشعر ان الارض اخذت تهتز من تحت ارجله وان الحليف الامريكي لم يعد يثق به ولم يعد يطيق الاستمرار في التحالف مع سلطة كاذبة ومجرمة وقمعية لا تحترم الحقوق الاولية لابناء الاغلبية من الشعب .
بالطبع نحن نعلم ان الامريكيين ينظرون في علاقاتهم مع القوى الاقليمية الى معادلة "من هو الاقوى"! ولكن حتى هذه النظرة بحاجة الى دراسة وتحليل خاصة بعد احداث 11 سبتمبر وتعرض الولايات المتحدة لهجمات ارهابية من قبل مواطني دولة هي من اقوى الحلفاء في المنطقة وهي مملكة ال سعود تلك الهجمات التي كشفت التقارير ان لامراء ال سعود كان دور كبير في تمويل تلك الهجمات واليوم هذا الحليف نفسه يحتل البحرين وينفذ ادبيات تنظيم القاعدة ومفرداته على هذا البلد تلك المفردات التي كانت دافعا ومنطلقا لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر الارهابية .ولعل خطاب الرئيس الامريكي هذا اليوم ـ 19/5/2011 ـ والذي تتطرق فيه الى هدم مساجد ودور العبادة لابناء الاغلبية وكشفه جانبا من تلك الادبيات و من الانتهاكات الفظيعة لحقوقهم قد خيب امل ال خليفة ووضعهم في وضع ليس فقط محرج بل مخجل خاصة وان الخطاب لم يشير الى اي مديح للنظام بل اكد على امر يمارس اليوم كتاب السلطة من تجييش طائفي وتحريض واضح من قبل اغلب الكتاب المدعومين من النظام ضد ابناء الاغلبية .
ان نظام ال خليفة يعيش اليوم اسوء ايام عمره وما يواجهه هو تحدي شعبي واسع من قبل اغلبية سكان هذه الجزيرة التي انتفضت عن بكرة ابيها ضد عصابة تحكم البلد بعقلية القبائل والقرون الوسطى وتتوسل باساليب الخداع والكذب والتدليس للاستمرار في التسلط والفرعنة ‘ ولعل اساليب التحريض الاعلامي والتجييش الطائفي التي تمارسه النظام وتذكيره لامريكا بامور وهمية كي يحظى بدعمها وتتغاضى عن جرائمه بحق ابناء الاغلبية في البحرين تحمل بداخلها شرارة التفجير القادم للاوضاع وبمستوى اكبر من الذي حدث يوم خرج الشعب في 14 فبراير وفجر ثورته العارمة ضد طغمة ال خليفة الفاسدة .
خطاب كتاب ال خليفة يفتقد الى المصداقية رغم حدته الطائفية الا انه لايحمل شيئا جديدا لامريكا خاصة وان الاخيرة تعلم ان الخليج ليس فقط ال خليفة وال سعود ولا ال نهيان وال ثاني فالخليج ايضا العراق وايران او كما قال الكاتب كريم المحروس فان منطقة الخليج بات الشيعة يشكلون فيها الثقل الاعظم والاقوى من حيث العدد السكاني يتجاوز عددهم الـ160 مليون شيعي خاصة وان بلد مثل العراق وايران المطلتان على الخليج لهما ثقل لا يستطيع اي مراقب ان يتجاهل دورهما في تحديد مصير المنطقة ورسم خارطة الطريق السياسية للخليج بعيدا عن تهورات حكام ال خليفة وسياساتهم القمعية والاجرامية .
نحن نعلم وامريكا تعلم ان الدولة القوية اليوم والناجحة في المنطقة هي ايران لا تستطيع اي قوة في العالم تجاهل دورها وتأثيرها في مجرى الاحداث في المنطقة ‘ هذه الدولة وبمعية الدولة الناشئة في العراق تشكلان المحور الجديد الذي يقود المنطقة وبثقلهما السكاني وثرواتهما النفطية والطبيعية وامكاناتهما الاقتصادية والعسكرية تستطيعان لجم اي انهيار في استقرار وامن المنطقة بما يخدم مصالح شعوبها وليس حكامها الذين غدوا اليوم في وضع لا يحسد عليه !
ان حكام ال خليفة يستغلون علاقة البحرين مع الولايات المتحدة من اجل تنفيذ سياسة التهميش والاقصاء لابناء الاغلبية وممارسة ابشع انواع القمع والفصل الطائفي ‘ ال خليفة لا ينظرون الى علاقتهم بواشنطن من اجل التنمية او نشر الديمقراطية او احترام حقوق الانسان او من اجل تطوير منظمات المجتمع المدني وتحقيق المساواة والعدل بين ابناء الشعب الواحد وانما ينظرون اليها كجسر لتحقيق اهدافهم التسلطية وتكريس نظامهم القمعي وظلمهم لابناء الشعب واغلبيته المظلومة ‘ وقد تجلى ذلك واضحا في توجه النظام الخليفي في مد جسور العلاقات مع اللوبي الصيهوني في امريكا واسرائيل بالطبع ليس لحبهم لذلك اللوبي بقدر ما هو توجس من المعارضة الداخلية واستغلالا لتلك العلاقات من اجل التمادي في قمع الشعب وعدم تطبيق مبادئ حقوق الانسان والديمقراطية ومن اجل اسكات الرأي العام في امريكا من المطالبة باحترام ارادة شعب البحرين في تقرير مصيره بنفسه .
حسن البحريني
كاتب بحريني مقيم في السويد
https://telegram.me/buratha