مصطفى الهادي
الجزء الثاني :السر الكامن وراء علاقة المهدي بالحجر الأسود .هو سرٌ خطير تدركه كل الأمم فمنهم من هو مكابر ومنهم من هو معاند أو منكر.فماذا تعرف عنه الأمم ولماذا الحجر الأسود صديق الأنبياء والشاهد لهم في كل مراحل دعواتهم ؟فهذا الحجر هو الذي وصفه الكتاب المقدس : ((ها أنا أوسس ( فيها) حجرا ،حجر امتحان حجر زاوية كريما أساسا مؤسسا من آمن لا يهرب )) ( 1) .وهو الذي نطق به لسان سًطيح الكاهن فكان يقسم به فيقول : ((حلفتُ بالبيت والحرم والحجر الأصم ))وهذا الحجر هو الذي أشار إليه شهراجاثلبيت ( Aggathalbaeth) الذي ذكره أبيفانيوس والذي كان يُنبئ في ملامحه عن وجود معبد في الشمال فيه الحجر الكوني الذي لا نظير له في الأرض .ثم لماذا هذا الحجر بالذات والذي قد لا يملأ الحضن هل هو حجر العهد الذي يُذكّر الإنسان بالعهد الذي قطعهُ مع ربه ، أم هو حجر الميثاق كما يقول النبي (ص) فكتب تعالى كتاب العهد ثم ألقمه هذا ا لحجر .أو هو يمين الله في الأرض .أم انهُ المراقب الذي يشهد يوم القيامة حيث يأتي ولهُ لسان وعينان ويتكلم بلسان ذلق عربي فصيح يشهد لمن استلمهُ أو أومأ إليه من بعيد .هذا الحجر يمين الله في الأرض مستودع العهد وخزانة الميثاق . لو حذفنا منه حرفا واحداً لأصبح ( حج ) فتتم بذلك كلمة مبرورة مقبولة وإذا أرجعناها إلى أصلها كانت (حجر) فهو كناية عن الحجر الأسود الذي لا يتم الحج إلا باستلامهأليس هو نفسهُ حجر الزاوية في شريعة موسى (ع) . الذي وصفه الله تعالى بأنهُ حجرا كريما أساسا مؤسسا من آمن لا يهرب . فقال : (ولا يثبُت ميثاقكم مع الهاوية ) . أهي إشارة إلى ميثاق العهد الذي ألقمه الله جوف هذا الحجر المبارك .أليس هو نفسه حجر زاوية الأرض الذي ذكره تعالى لأيوب فقال)) : أين كنت حين أسست الأرض ... على أي شيء قرت قواعدها ؟ أو من وضع حجر زاويتها )) ؟ألم يشهد يعقوب لذلك الحجر بأنهُ عمود بيت الرب فقال : ((ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء . وبكّر يعقوب في الصباح وأخذ الحجر ... وأقامه عمودا ودعا ذلك المكان بيت إيل ... وهذا الحجر أقمتهُ عمودا يكون بين الله .((أليس هذا الحجر هو نفسه يشهد ليشوع : ((وكتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله وأخذ حجرا كبيرا ونصبهُ هناك ثم قال يشوع لجميع الشعب : إن هذا الحجر يكون شاهدا علينا لأنه قد سمع كل كلام الرب الذي كلمنا به فيكون شاهدا عليكم لئلا تجحدوا إلهكم ))أليس هذا الحجر هو الذي ألهم داود ترنيمته الخالدة فكانت أساس مزاميره وبها أشار إلى نبوة الحبيب فقال مرنما : ((الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيبٌ في أعيننا .((ولربما هذا هو عينه الحجر الذي شهد لهُ (يسوع ) المسيح في متى فقال : وقال : ((الحجر الذي رفضهُ البناؤون هو قد صار رأس الزاوية .((وهذا الحجر هو نفسهُ في إنجيل متى حجر الزاوية الذي رفضه البناؤون .وهو الحجر الذي ذكره لوقا . فقال عنه بأنه حجر الزاوية الذي رفضه البناؤون .وكذلك هذا الحجر في أعمال الرسل الذي قال عنه بأنه الحجر المرفوض من البنائين .وكثير كثير من هذه الأقاويل التي رمى بها المشككون هذا الحجر وكأن هناك سرا خطيرا يكمن في هذا الحجر لا بد من تغطيته والتعمية عليه .فهل هناك فعلا سر يحيط بهذا الحجر حاول المنحرفون وأعداء الإسلام إخفاءه عنا لتضيع حقيقة شيٍ ما .الذي اجزم به ـ وعلى ضوء الدليل والبرهان ـ بأن هذا الحجر الأسود رمز السر الإلهي ، شاءت الحكمة الإلهية أن تمنع الرسول (ص) عن البوح بأسراره للناس في ذلك الوقتكما اقتضت الحكمة الإلهية ألا تكشف للناس أسرار الروح عندما سألوا النبي (ص) عنها ، فأمر الله نبيه بأن لا يخبرهم أي شيء فقال تعالى : يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .وكذلك شاءت الحكمة الإلهية أن لا يكشف تعالى أسماء المنافقين وهو القادر على ذلك فقال تعالى : ومن حولك من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم .وهكذا كان الحجر الأسود الذي لا يتم الحج إلا به وبإستلامه فقد تركه تعالى وأمر نبيه بأن لا يُحدث منه ذكرا فكان النبي (ص) لا يُجيب على الأسئلة التي تدور حول هذا الحجر إلا بما يرد به السائل كقوله : إنه حجر من الجنة ، او أنه حجر الميثاق ... الخ فترك هذه المسألة للزمان وأن هناك من يأتي ليُجيب على الكثير من الغموض المحيط ببعض ما تركه النبي (ص) ولربما تركه لمن يتحقق لديهم من العلم القدر الكافي لفهم تلك الرموز ولربما لم يتحقق بعد ذلك ولم تتوفر شروطه لأن ذلك لم يتوقف عند حدود زمان معين لأن أهداف القرآن أعظم من أن يحدها زمان .إن الإسلام ليس دين مظاهر خارجية و مادية فحسب . وذلك لأن كل جانب من جوانبه المتعددة مشتمل على رموز لا تُحصى وأسرار لا تندرج تحت العد ، لأنها صادرة عن الذي لا يتناها ، وما يصدر من المعنويات عن الذي لا يتناها ، لا يتناها . فلا حدود لعلمه ولاحدود لقدرته .ولكنه ومن نافلة القول : أن الحجر الأسود لما كان وسيطا في تطهيرنا من آثامنا وخطايانا واحتمالها عنا فقد أمر النبي (ص) تقبيله إشارة إلى عرفان الجميل . إما كيف ؟ لا نعلم فقد ترك النبي ذلك ولم يردنا منه إلا تلك الاشارات القليلة مثل قوله : كان ابيضا مثل الثلج فسودته خطايا البشر ، وإنه يشهد لمن أستلمهُ ، وأنه يمين الله في الأرض ..الخفالحجر الأسود كاد ـ في كثير من المواقف ـ أن يكون سببا في تبلبل عقول بعض المسلمين ابتدءا من الخليفة الثاني الذي كان أول من شكك في كون الحجر الأسود ينفع ويضر ، وإنه إنما يفعل ذلك لأنهُ رأى الرسول يستلمهُ ويُقبلهُ ، وكان علي ابن ابي طالب (ع) وارث علم الرسول خلفه فقال له : نعم يا عمر أن هذا الحجر ينفع ويضر . ولما كان عقل عمر لا يرقى إلى مستوى الإجابات الغيبية فقد أجابه الإمام علي بما يُناسبهُ ، فأسكت عمر ، وأعلم علي بذلك المسلمين بأن هذا الحجر ينفع ويضر .أما كيف ينفع و كيف يضر ؟وهذا ما سكت عنه الإمام كما سكت عنه الرسول (ص) أيضا الذي طالما رفع شعاره الخالد : نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نُكلم الناس على قدر عقولهم .بعد أن استعرضنا فيما تقدم من البحث الكثير من النصوص التي تؤكد عالمية فكرة الإمام المهدي عليه السلام وأنه لا توجد أي عقلية او مخيلة أوفكرة تخلو من قضية الامام المهدي ثم ذكرنا طرفا من أسرار الحجر الأسود . نأتي هنا لنبحث في ((السر الأكبر)) قضية جدا خطيرة حول علاقة الإمام المهدي بالحجر الأسود ((حجر الجرال المقدس))( 2) ولكن المذهل في هذا البحث أننا سوف نعالج مسالة غريبة تتكتم عليها الديانات وخصوصا النصرانية التي تحاول إماتتها بكل ما أوتيت من قوة . فقد أشارت المسيحية إلى رمز الحجر الأسود في الإسلام وشهد النصارى أن هذه المسألة من مختصات المسلمين وحدهم . وأسندوا القدح المعلى في ميدان الرمز إلى الإٍسلام وحده . وشهدوا لهذا الحجر كل الصفات التي تنزهه عن العبادة الباطلة الأخرى . وشهدوا للإسلام الذي يحضن الحجر الأسود في أقدس بقعة لديه شهدوا لهُ بالقيادة والإرشاد .الجرال أو الحجر الأسود . شيءٌ مادي يرمز في المخيلة الغربية إلى سرٍ خطير مقدس ( 3). وهذا الشيء المادي هو حجر نفيس نزل من السماء إلى الأرض بواسطة الملائكة .يحمل في طياته سرا لا يستطيع الوصول إليه إلا شخص واحد ، لو وصل إليه لأمتلك مفاتيح العالم وتسلم زمام القيادة في الكون كله وخضعت له كل ذراته . ( 4)ففي أواخر القرن الثاني عشر ظهرت بغتة في أوربا ثلاث أقاصيص تعالج موضوعا واحدا وهو القيام بحملة مكثفة للبحث والتنقيب عن (( الجرال المقدس )) وكشف أسراره الغريبة التي تترك تأثيرها على قلوب الملايين من الناس فتشدهم إليه ملبين طائعين .هذه الأقاصيص تحدثنا بأن ذلك الجرال مودع بطريقة غامضة في قصر خفي بين جبال شاهقة ، يحرسهُ خمسة من الفرسان توافرت فيهم الفضيلة .وقد اتفق مؤلفو هذه الأقاصيص الثلاث على أنهم ليسوا سوى مسؤولين أمناء لرواية مأثورة ظلت تتداولها الشعوب فترة طويله من الزمن حتى هذا الحين الذي قرروا فيه إظهارها للعلن . وهذه الأقاصيص الشعبية الثلاث راجعة في أصلها إلى جذور سماوية .في رأي هؤلاء أن قضية الجرال ـ الحجر الأسود ـ ظلت لغزا يكتنفهُ شيء من الغموض يتفاوت كثرة وقلة ولم تتضح قط تمام الاتضاح .ولكن الافتراضات كثيرة التي تدور حول فائدة هذا الحجر الجرال ، فعند البعض أن هذا الجرال رمزٌ للغوث الإلهي على الأرض . وعند آخرين نهجٌ لعبادة معينة ، وعند البعض الآخر هو حجر العهد ، أو حجر زاوية الأرض ... الخ.ويذكر لنا أحد هؤلاء المؤلفين تأويلا جديدا مؤسسا على معارف اقتبسها من مؤلفات المغفور له الأستاذ (( رينيه جينون )) (5 )أو الشيخ عبد الواحد يحيى الذي أسلم وحسُن إسلامه وكتب عن الإسلام صفحات خالدة مفعمة بالجلال .ومن المنابع التي انتهل منها المؤلف هذه التأويلات أيضا كتب الشيخ محي الدين بن عربي وابن مسرة والجيلي .وفي الأقصوصة الثالثة التي كتبها المؤلف الألماني (( فولفرام فون ايشانباك )) كان المؤلف أكثر وضوحا فقد كانت أكثر اشتمالا على العناصر الإسلامية ، وكشف فيها على أن مؤلفي الأقصوصتين اللذان سبقاه قد أخفيا قصدا مسألة البحث في سر هذا (الحجر المقدس) . عندما علما أنهُ يُشير إلى الحجر الأسود في العقيدة الإسلامية. وقد حذا فولفرام حذوهما حيث اتهم علنا أحد سالفيه بأنه أتلف ((مخطوطة سر الحجر الأسود)) ، أو شوهها على اقل تقدير حيث اختفت من بين ثنايا المخطوطة الفاتيكانية القديمة معالم الشخصية الإسلامية العربية التي سوف تستلم عهد القيادة من جوف هذا الحجر .أما الأستاذ (( بيير نونسواي )) فإنهُ يرى أن الجرال ـ الحجر الأسود ـ رمز للوجود الإلهي على الأرض وأن البحث عن سر ذلك الجرال طريقٌ دينيةٌ خالصة عميقة للوصول إلى كنه الحياة الكونية برمتها مما دون الله وأن الظفر بذلك السر هو الشهود الإلهي المؤدي إلى التصرف بكل ذرات الكون المادي (6).أن العالم المسيحي بكامله يجهل أو يتجاهل ـ بغرور وحقد ـ المكان الذي أخفي فيه الجرال الحامل للسر الإلهي ـ من وجهة نظر الديانة المسيحية ـ وكل ما يعرفونه هو أن هذا الحجر الغريب العجيب أخفي في الغرب في جهة أخرى من العالم .ففي رأي الأستاذ بيير ـ من الناحية الفلسفية ـ أن فكرة الجرال تمثل بعثٌ غربي للتيار الكوني الفطري الذي أختفى أصلهُ في غياهب الزمن ، وعز مناله على الذاكرة البشرية . وأنهُ يتعلق بالسر الجوهري لكل وحي حقيقي ، أي أن في هذا الحجر سرا لو كُشف فإنهُ سوف يُساهم في معرفة سر الإله والمساهمة في العرفان السماوي وكل هذا سوف يتحقق على يد مستلم كتاب العهد من جوف الحجر .ولكن ماهو أصل هذه الأقصوصة التي تتحدث عن سر الحجر الأسود وعلاقته بالسماء ؟يحدثنا فولفرام : أن هذه الأقصوصة قد أكتشفها عالم مسيحي في أحد المخطوطات العربية في (( توليدو)) باسبانيا ، وأن مؤلفها عالم كبير يُدعى (( فليجتانيس )) كان يعرف أسرار الكواكب والأفلاك ومساراتها ، وكان قد قرأ في النجوم اسم الجرال وهو (( الحجر الأسود )) وعرف كذلك أن فريقا من الملائكة قد أنزلوه إلى الأرض يحفون به كأنه عروس .ثم عادوا من حيث أتوا ومنذ تاريخ نزوله وإلى يوم نهاية الكون تقرر أن يقوم على حراسته خمسة من الفرسان وهم رجالُ طهرت قلوبهم حتى دنوا من الملائكة . (7)ومن هذا الأساس يكون الإسلام هو الذي يُقدم إلى الناس فكرة وجود الجرال (( الحجر الأسود)) على الأرض فقط لا غيره .وأخيرا توصلوا إلى معرفة السر وراء العلاقة بين الجرال وذلك الفارس الذي سيحكم الكون بعد فك رموز كتاب جاهموريه التالفة باستخدام اعقد الأجهزة في ذلك فقالوا: أن لهذا الجرال علاقة بأعظم شخصية أسلامية أو سلطة روحية دفعت ((جاهمورية )) والد بارزيفال ـ وهو المنحدر من أرومة مصطفاة ـ إلى أن يُخصص نفسه لخدمة أعظم سلطة روحية معروفة في زمانه وأن هذه السلطة كانت إسلامية .وقد حاول الغرب المسيحي بمفكريه أن يبتعد عن الهدف الأساسي لخدمة جاهموريه لهذه السلطة الروحية ويحرفوها عن مسارها الحقيقي حسدا منهم فقالوا : بأن هذه السلطة الروحية هي سلطة خليفة بغداد المعاصر لجاهموريه .!!ولكن فولفرام الذي فك بنفسه اسرار تلك الحروف يذهب إلى أن هذه السلطة الروحية العظيمة ما هي إلا (( قطب الوقت )) ـ صاحب الزمان ـ المسيطر بسلطانه على أكثر الأرض بما فيها مناطق غير إسلامية . وقد اعتمد في ذلك على آراء فليجتانيس الذي كان خبيرا بمسارات النجوم وكذلك على آراء محي الدين بن عربي بعد أن قارن بينهما حيث أن رينيه اعتمد في ذلك على أسرار علماء الأندلس بمقارنة ما جاء في مخطوطات الأديرة القديمة بلغاتها الأصلية .ولهذا اندفع جاهموريه المسيحي في خدمة قطب الوقت وأن يعلن استعداده أن يقاتل في سبيله في الشرق والغرب .ولربما يكون جاهموريه المسيحي يُشير إلى شخصية السيد المسيح عليه السلام الذي سيُقاتل بين يدي قطب الوقت او صاحب الزمان ، الذي ارتبط اسمه ارتباطا وثيقا بالحجر الجرال الأسود الذي يحمل أسرار تلك اللحظة التي يقف فيها أمامهُ صاحب العصر والزمان (عج) منتظرا مختاريه أن يجتمعوا إليه كقزع الخريف حيث تختطفهم يد القدرة من فراشهم ليلا ومن محاريبهم نهارا لمثُلوا بين يديه الكريمتين وحجر العهد على يمينه والتابوت بين يديه فتتم البيعة حيث يكون الحجر الأسود شاهدا عليها ثم يُشاهد الناس المهدي وهو مستقبل الحجر الأسود ودموعه تنحدر انحدار الجمان على خديه.ولربما يعني الاستاذ بيير بأن الحجر الأسود أحدث انقساما في عالمنا هذا جعله نصفين نصف ((مفروغ)) ونصف ((مستأنف)) وهذا العالم هو العالم الافتراضي الذي يُقدم إجابات في خلفية الذاكرة قهقرائية المعنى تعود في جذورها إلى ((بعدا خامسا)) لا تصل إليه إلا شخصية المعصوم عليه السلام الذي هو بالضرورة مكان سكن المهدي فهذا البعد لا مفارق لكوننا ولا داخل فيه .كما في قصة الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه وهو يطوف في عالم المفروغ ، بينما لا يزال صاحبه جالسا أمامه في عالم المستأنف فيقول له : هل سمعت بعالم طاف العوالم السبعة وهو جالس في مكانه ؟ فُيجيبهُ الضيف : لا لم أسمع . فيقول له الإمام : إنه أنا .وقد بدأ العالم الغربي يُقدم لنا من خلال ثقافته وأفلامه شيئا يقترب من ذاكرة الزمن المنفصل حينما قرر افتراضيا ان هناك عالما آخر لا ينفصل عن عالمنا وإن لم ندركه وقد أحدث انفصاله عن عالمنا هو (نزول حجر من السماء) تسبب ارتطامه بالأرض بذلك الانفصال ولو حدث الاندماج يوما لكان هذا العالم أكمل وأتم مما نراه عليه اليوم ، وهذا ما سيحدث يوما على يد قائد أسطوري يقود العالمين معا ولكن يجب عليه أولا أن يجد ذلك الحجر الذي فيه رمز القوة الإلهية الخفية التي يدمج فيها العالمين في عالم مفروغ انتهت فيه الأحكام ، وعندها سيقود هذا القائد بمساعدة ذلك الحجر الذي يحمل بين طياته الميثاق والعهد ، سيقود الكون وما فيه إلى نقطة البداية حيث سينتهي الزمان بظهوره فيحدث الاندماج وتحدث الانتقالة الكونية الكبرى حيث لا حزن ولا موت فإما إلى جنة أو إلى نار .((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)) .يليه التكملة : العودة الغربية للبحث عن المهدي عج احتلال العراق نموذجاالهامش :ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1- من آمن لا يهرب . أي من اعتنق الدين الإسلامي لا يرتد نظرا لمتانة العقيدة وصلابة الإيمان .2 - الجرال في اللغة أصلها عربي، ونقول أنها من الكلمة العربية جرل. والجرل (بالتحريك) الحجارة، ويقال مكان جرل أي صلب غليظ، والجمع أجرال. قال جرير: من كل مشترف، وأن بعد المدى ــ صرم الرقاق مناقل الأجرالفاستعملت الكلمة في الأندلس للدلالة على الأواني من الحجر . والغرب المسيحي يطلق على الحجر المقدس أو الحجر الأسود إسم الجرال المقدس .3 - لأمر ما سكت تعالى عن الإشارة إلى الحجر الأسود ، كما أن نبيه ص أيضا لم يذكر شيئا من أسراره وتركه كما كان عليه منذ الأزل .وقد شاءت الحكمة الإلهية أن تمنع الرسول (ص) عن البوح بأسراره للناس في ذلك الوقت كما اقتضت الحكمة الإلهية ألا تكشف للناس أسرار الروح عندما سألوا النبي (ص) عنها ، فأمر الله نبيه بأن لا يخبرهم أي شيء فقال تعالى : يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .4 - ومن هذا المنطلق ولمعرفتهم بقوة هذا الحجر وأسراره التي تؤدي بمن يمتلكها أن يحكم الكون ، وأنهم عرفوا شخصية هذا القائد وانه عربي ينحدر من أرومة طيبة , ومن هنا فإنهم يسعون دائما لتدمير هذا الحجر وتحطيمه قبل أن يصل إليه هذا القائد ، ويكون هلاكهم وهلاك حضارتهم على يديه .ولذلك نرى الصيحات كثرة في الآونة الأخيرة الداعية لضرب مكة بالصواريخ وتدمير مركز الشر والعياذ بالله .5- رينيه كينيو ( جينيو ) وهو كاتب ومؤلف ومفكر فرنسى وبقى شخصية مؤثرة فى عالم الميتافيزيقيا وولد سنة 1886 وتوفى سنة 1951 واعتنق الإسلام واطلق على نفسه عبد الواحد يحيى .
6- - كتاب الإسلاموالجرال ، للأستاذ بيير بونسواي .7-- لعل المراد هنا من الفرسان الخمسة ، هم أصحاب الكساء الخمسة الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، او شارة إلى الصلوات الخمس اليومية التي يتم التوجه فيها للكعبة حاضنة الحجر الأسود أو أصول الإسلام الخمسة .
https://telegram.me/buratha