المقالات

دماء العراقيين الأبرياء تنتصر على سيوف الطغاة والأعداء

624 10:26:00 2011-05-20

سالم كمال الطائي

لا شك أن العراقيين هم أول المنتفضين ضد الظلم وحكم الطاغية "صدام حسين" صنيعة الأمريكان والغرب أنفسهم!! وفي مناسبات عديدة وكلما سنحت لهم الفرصة أو ضاقت بهم الأحكام الجائرة وضيقت عليهم حلقات الكبت والحرمان والتعسف ولم تخيفهم نتائج التحدي والانتفاضة ضد حكم البعث الجائر, وكادت انتفاضة عام 1991 أن تكون ثورة عارمة حاسمة لولا اختراقها من عناصر فاسدة وجدت في تلك الانتفاضة فرصة للسطو والسرقة والنهب والتخريب والتدمير مما أفسد خطط قادة تلك الثورة ولم يستطيعوا السيطرة على زمام الأمور؛ الواقع الذي حدا بالقيادة السياسية للقوات الأميركية والحليفة لها أن توقف الزحف العسكري لإسقاط نظام البعث الصدامي في بغداد؛ بل سمحت لما تبقى من قوات صدام أن تعود لساحة المعارك وتسحق تلك الثورة سحقاً ماحقاً وذهبت ضحايا كثيرة وسالت دماء زكية طاهرة وهرب اللصوص والقتلة والمجرمين إلى الحدود السعودية وتعرض المرابطون وأبناء الشعب الباقين إلى حملة إبادة دامية والقتل بالجملة في شوارع البصرة أقضيتها ونواحيها ثم سرت تلك الحملة الحاقدة بقيادة القطاعات المهزومة!! من الجيش "الصدامي" إلى أن صفيت تلك الثورة بقرار سياسي من القيادة الأميركية وسمح لعميلهم "صدام" أن يبقى سنين أخرى ولكن "تحت السيطرة"!! ومن أقوال "بوش" التبريرية لذلك الموقف الجبان والغادر أنه "لو قضينا على "صدام" في تلك الفترة لأصبح رمزاً للقادة العظام في الأمة العربية!! ولخلق لنا موته متاعب ومشاكل مع "حلفائنا" في المنطقة نحن في غنى عنها.. دعوه يموت رويداً رويدا وتحت أنظارنا وإرادتنا", والسبب الآخر هو الخوف من سيطرة "الشيعة" لصالح إيران!.

لقد أصاب العراقيين أذاً كثيراً وسالت دمائهم البريئة تشكو إلى بارئها! ظلم الإنسان "لأخيه" الإنسان!, إلا أن حكم القدر! لم ينس صرخات المظلومين وبكاء الأمهات وحسرة الآباء على أبنائهم بل وعائلاتهم وأطفالهم الذي قتلوا وذبحوا ودفنوا جرحى وأحياء انتهوا في مقابر جماعية عرفها واستنكرها الرأي العام العالمي ذو الضمير الحي؛ وأنكرها الرأي العام العربي ذو الضمير الميت ؛ وأنصار "صدام" وحلفاؤه والمرتزقة والمنافقين والجبناء الذي فقدوا الجرأة وقول الحق خوفاً من بطش الطاغية المجرم الجبان "صدام حسين" أو طمعاً في ماله وهداياه وما ينفقه من أجل تزييف الواقع وطمس الحقائق الواضحة.

ودارت الأيام وحدثت الثورات في "تونس" و "مصر" و"ليبيا"و "اليمن" وسوف تليها المغرب والجزائر وكل القادة والحكومات التي سكت عن ظلم "صدام" وقسوته وكذبت كل الحقائق والوقائع التي تدين وحشية وقسوة النظام البعثي الصدامي في العراق والتي عرفها وعاشها الشعب العراقي المظلوم بكل تفاصيلها المؤلمة؛ إلا أن الكثير من شعوب تلك الحكومات وأجهزتها الرسمية كانت تكذب وتستنكر ما يقال عن "القائد الضرورة" وظلمه وكانت تمجد الزعيم الأوحد ووالي أمر المسلمين!! بدوافع لا إنسانية ولأسباب إما قومية عمياء أو طائفية غبراء! أو مصلحية دنيئة أو خوف وجبن! أو من أجل الحصول على "البطاقات النفطية" الشهيرة!! والثمن هو الاستهانة بدماء العراقيين والحقد عليهم لأنهم يناضلون من أجل التخلص من طاغية ظالم, شاء القدر أن يكون مصيره يقرره أسياده والذين أتوا به في ظروف كانوا بحاجة إلى ابن شارع ومجرم محترف وشاب طموح!! يسعى لتحقيق هدفه بأي وسيلة فكان الخيار يقع على "صدام حسين" ومن ثم أصبح "صدام حسين" بعد أن طغى وتكبر أنه {عميل تمرد على أسياده فحق عليه القول فدمروه تدميرا في الوقت المناسب}!!؟

أولئك القادة الجبناء الخونة والعملاء في نفس الوقت وقسم كبير من أبناء شعوبهم الجهلة والمتخلفين والحاقدين على العراق وأهله يدفعون اليوم ثمن جهلهم وحقدهم على الشعب العراقي ونصرتهم للنظام البعثي الصدامي ؛ وثمن عمالتهم وعبوديتهم لما يسمى قائدا مثل "صدام حسين" ابن شارع متشرد!! كان عميلا وأصبح زعيما؛ وحل بهم الغضب الإلهي وثأرت السماء للمظلومين في العراق على أيدي حثالة المجتمع العراقي؛ فاليوم يتساقط قادتهم سقوطاً مهيناً ويذلوا ذلا ما بعده من ذل, وينال الظالمون منهم والجهلة والمتخلفون والسلفيون والمجرمون الذين كانوا يناصرون الطاغية الظالم "صدام" وعصابته في العراق؛ ينالوا عقاباً ثقيلا جزاء ما اقترفوه من جرائم ضد الشعب العراقي, فلقد دارت الدوائر عليهم ولن تدور علينا لأننا ثرنا هنا في العراق ووضعنا أسس ومنطلقات الثورة في تلك البلدان وقد باشر الثوار الشرفاء من الشباب فيها بهدم تلك النظم وإطاحتها وعملائها الفاسدين وعلينا أن نمد لهم يد العون والمساعدة والمساندة لأنهم يسعون للقضاء على تلك الأنظمة التي كانت تساند نظام البعث الصدامي في العراق رغم علمهم بأنه ظالم وقاس فضيع ولكن ملة الكفر والطغيان واحدة يشد بعضهم بعضا!! أذلهم الله في الدنيا والآخرة والنصر والنجاح والتوفيق لشباب الثورة في كل مكان عسى أن يعرفوا الحق فيتبعوه وينكروا الباطل فيتجنبوه. وإن تنصروا الشعب المظلوم ينصركم ويسند ظهوركم ومن الله التوفيق.

وقرة عين المظلومين فقد دفع الظالمون الثمن غالياً مؤلما وسوف يدفعون...!.. وبعد الحبل على الجرار!!؟ وعلينا نحن الآن في العراق أن نستمر في ملاحقة القتلة والمجرمين ونقضي عليهم بسلاح فتاك إلا وهو الوحدة الوطنية ترعاها حكومة متماسكة يجب مساندتها لا التآمر عليها والتظاهر ضدها, كما أن دعوات التظاهر ضد الحكومة باءت بالفشل الذر يع ولم تجد لها صدى واسعاً وتضاءلت جمعة بعد جمعة!! لأنها إرادة أعداء الشعب العراقي وعناصر النظام البعثي المهزوم والشعب العراقي يعرفهم جيداً ويعرف نواياهم الشريرة فلا تناصروهم لأنهم دعاة شر وجريمة يقف وراءهم كل قوى الشر والتآمر..إلا فئة قليلة تطالب بقضايا يمكن مساندتهم ودعمهم والطب من الحكومة الاهتمام بتلك المطلب وحلها وهي ليست عصية الحل أو صعبة التنفيذ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك