المقالات

الشراكة الوطنية تعني الإيثار لا المناصب

583 10:39:00 2011-05-20

عمار العامري

يبدو أن التوافق على تشكيل الحكومة العراقية من قبل الكتل السياسية لم يكن الهدف الأساسي منه هو إيجاد حكومة توافقية يشارك فيها الجميع من اجل بناء الدولة العراقية الجديدة والتي تلبي احتياجات المواطن وتنهض بالدور الريادي للعراق على الصعيدين الإقليمي والدولي وتعيد العراق مكانة في المنظومة الإسلامية والعربية ولكن الظاهر أن اغلب المشاركين أرادوا منها أن تكون سلم لتحقيق الأهداف ضيقة والحصول على غنائم تقاسم السلطة وباتت شماعة لتعليق الفشل أو التقصير لذا أن المتابع لتكوين الكابينة الحكومية والتي زاد عددها على(55) وزارة وهيئة يبين من نتائجها المعكوسة في تجسيد لحالة الفوضى السياسية والترهل الحكومي والهدر في المال العام والذي لم يرق للمرجعية الدينية والتي تحفظت على هذا البناء ناهيك عن تحفظها على وجود بعض العناصر الساعية لنزف العملية برمتها لذا أصبح المنتقدين لهذه الأخطاء يوجهون لومهم على الشراكة الوطنية التي لم تكن هي السبب في ما أصاب العراق من تراجع وتلكأ وحراك في كافة المجالات فان الفساد الإداري والذي بات اكبر الحيتان كما يعبر عنه التي ابتلعت ثروات العراق وكذا التقصير الواضح في توفير الخدمات وما يرافقه من تكثيف إعلامي غير مبرر لأبسط ما يمكن إنجازه وصيرورته بإنجاز استراتيجي في حقيقة أمره لا يعبر عن ابسط طموحات الشارع العراقي والذي أصابه الغليان نتيجة عدم تحسن الظروف لذا فان الشراكة التي نادت بها بعض الكتل السياسية ليس هي التي أوصلت البلاد لهذا الحال ولكن أريد من تعزيز الشراكة هو عبور هذا المحطة المهمة من تاريخ العراق بدون تخاصم أو تنافر مما يؤدي إلى خلق حالة من التشاحن والتصعيد التي من المؤكد أن ترجع البلاد إلى المربع الأول كما أريد من الشراكة تعاون جميع الشركاء في العملية السياسية في بوتقة واحدة لتبادل الآراء والتشاور والتقارب والخروج بالية لبلورة القرار السياسي وعدم الانفراد به والخروج بالعملية السياسية مساراتها المرسومة لها وقد تجسد ذلك في اتفاق اربيل الذي رسم خارطة الطريق واضحة المعالم ولكن شركاء السياسة العراقية قد وقعوا في منعطف حاد وصبحوا أمام أما أنهم لم يختاروا الجهة المسؤولة التي ستكون المراقب والمتابع والمشرف على تنفيذ الاتفاق وتعديل مساراته والتحذير من الخروج عنها أو أن هناك ثمة عدم ثقة راسخة في أذهان المتفقين والتي اكتنفت في انفراج الإطراف عن بعضهم بعد التوقيع على الاتفاق لذا باتت الاتهامات والتصعيد تأخذ المأخذ السلبي على الاتفاق الذي مهد لذلك ويبدو أن هناك جهات داخل العملية السياسية لم تخدمها كل مقررات اربيل وانطلاقا من تبريراتهم لكل العقبات كانت هناك محاولات إلقاء الكرة دائما في ساحة البرلمان لكسب الوقت والمماطلة في إيجاد الحلول لذلك مع أن جميع المراقبين يؤكدون أن البرلمانيين ليس هم ألا أداة لتنفيذ ورقة الاتفاق والدليل قد رفعت الأيادي للتصويت على الكابينة المترهلة والتي تضجر الجميع منها بعدما تم تشكيلها ولم يحصل أي امتناع ولا حتى قناعة أكثرهم في تحقيق كل بنود الاتفاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك