حسن البحريني
في الخليج عودة لطغيان الطائفة والحاكم المستبد ولا حديث عن الديمقراطية فمن يتحدث عن تقرير المصير وحكم الشعب مصيره يكون غياهب السجون والتعذيب والقتل والتهديد في عرضه وشرفه كما يحدث اليوم في البحرين حيث عندما يرفض الحقوقي والمناضل الصديق العزيز عبد الهادي الخواجة تقديم عروض الولاء والاعتذار للحاكم المستبد يهدد في عرضه وشرفه ويتم ضربه واذاقته الوان العذاب وصنوف الاهانة للكرامة الانسانية .
الامريكيون لم يقدموا عروض الطاعة والولاء لاوباما رغم علمهم ان وطنهم بلد ديمقراطي الشعب ينتخب حاكمه بحرية مطلقة وله الحق في تقرير المصير دون ارادة الحاكم الذي يتغير كل اربع سنوات فهم يحترمون رئيسهم بقدر ما ان هذا الرئيس يحترم القانون وينفذ ارادة الشعب وليس ارادة الحاكم .
اما في البحرين هو العكس فان الشعب لا خيار له في اختيار النظام الديمقراطي الذي يريده وليس له الحق في تقرير مصيره فخروجه على ارادة الحالكم المستبد يجعله عرضة للانتهاكات والقمع والتعذيب وملأ السجون باالمعارضين واتهامهم بالولاء للخارج الاسطوانة القديمة المشروخة التي يريد ال خليفة من العالم ان يصدق بها ! ..
خطاب الرئيس الامريكي عن البحرين رغم البداية غير الموفقة وسعيه لترضية الجزارين والذين ملطخة ايديهم بدماء العشرات من ابناء شعب البحرين الا ان استمراره في كشف فضائح ال الخليفة على الملأ العام وامام المئات الملايين من البشر وعلى شاشات الفضائيات العالمية ولو بسطر او سطرين قد سبب احراجا كبيرا لال خليفة وكان فيه اعترافا صريحا بحقوق الشعب البحراني وحقه في ان يعيش بحرية .
كان ملفتا خطاب اوباما عن البحرين لما تضمن من تفاصيل غير متوقعة خاصة عندما تطرق الى مسئلة السجناء السياسيين و التعرض لهدم المساجد ودور العبادة وكأنه يبتغي بذلك الاشارة الى عملية التطهير الطائفي التي تقوم بها السلطات الخليفية وقد اثار خطاب الرئيس الامريكي االحضور اكثر عند تطرقه الى مسئلة المعتقلين السياسيين ومطالبته باطلاق سراح جميعهم حيث وقف الجمهور عند هذه النقطة مصفقا تصفيقا حارا اثار انتباه المراقبين .
بالرغم من جملة التناقضات الواردة في خطاب باراك اوباما خاصة عندما يدعي التزامه بامن البحرين واستغلال ايران للاحداث في هذا البلد وهي امور بحاجة الى شرح ودراسة ليس فقط لايصال الحقيقة الى الادارة الامريكية ورئيسها وانما لغرض ممارسة المزيد من الضغوط على الصعيدين الداخلي عبر التصعيد في المشهد السياسي وعدم ترك الفرصة للنظام كي يستعيد انفاسه والخارجي عبر المزيد من التحرك والتصعيد الاعلامي وضغوط من خلف الكواليس وعبر القنوات الديبلوماسية وبدعم من البلدان الصديقة والمتعاطفة مع مظومية ابناء الاغلبية المظلومة ‘ الا ان الخطاب بحد ذاته فيه الكثير من الدلالات والتوجهات الجديدة للادارة الامريكية التي تواجه ضغطا شعبيا قويا من اجل تغيير سياستها تجاه حليف لا يحترم ارادة شعبه يزج ابناءه في السجون ويقتلهم تحت سياط التعذيب ويمارس بحقهم سياسة الابارتاي الطائفي والعقاب الجماعي وتحويل مناطق الشيعة الى سجون كبيرة محاصرة بالجيوش والمرتزقة .
عندما نقول لماذا صفق الجمهور للرئيس الامريكي عندما تطرق الى حقوق الشعب البحريني من جانبه الانساني واطلاق المساجين السياسيين فان ذلك فيه عدة دلالات لا يفهمها الاغبياء في نظام ال خليفة ولا ابوابقهم الاعلاميين والاعلاميات ممن اعمت عيونهم اموال السحت والحرام وغشيت قلوبهم باحقاد الطائفية والكراهية الابارتية العنصرية :
الاول: ان تصفيق الجمهور الحار لاوباما عندما تم التعرج في خطابه نحو حقوق السجناء الساسيين اشارة واضحة الى عدم رضى الشعب الامريكي من المواقف السابقة للاراة الامريكية والتي كانت ـ ومازالت في غير مستوى المطلوب ـ تتسم بالصمت والمسايرة مع نظام القمع والفصل الابارتاي في البحرين .
الثاني: ان الجمهور الامريكي يتعاطف بقوة مع نضالات الشعب البحريني وانه بدأ يعي حقيقة الانظمة الفاسدة والمستبدة التي تستغل علاقات الصداقة مع بلادهم من اجل سحق شعوبها وقمع الاصوات الحر ة وارتكاب الانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان .
الثالث: الامريكيون كمؤسسات المجتمع المدني قوة ضاغطة لا يمكن الاستهانة بها ولابد من التواصل معها عبر كل الوسائل والطرق لاطلاعها على جرائم ال خليفة ومطالبتها الاستمرار في ممارسة الضغوط على الادارة الامريكية للكف عن اتباع الازدواجية في التعامل مع قضية شعبنا المضطهد وعدم التماهي اكثر مع سياسة ال خليفة الاجرامية والقائمة على الخداع والكذب والضحك على المجتمع الدولي .
نحن اذ لا نتوقع من اوباما وادارته اكثر من هذا الموقف الخجول والذي لا يعبر عن كل الحقيقة بل جزء بسيط لا يرقى الى مستوى اقل من المطلوب خاصة اذا عرفنا ان واشنطن مازالت تمتنع عن ممارسة دورها اللازم في الضغط على حليف لا يحترم مبادئ حقوق الانسان ولا مبادئ الديمقراطية التي تؤمن بها شعوب العالم الحر تلك المبادئ التي كان لها الفضل في وصول اوباما الى البيت الابيض ‘ الا اننا وباعتمادنا على ارادة وصمود شعبنا نستطيع نزع الاعتراف الدولي بحقوقنا ونوجه اللكمات المتتابعة على وجه النظام الخليفي و نفضحه على الملأ حتى يرحلوا من البحرين او يحاكموا على جرائمهم هم ومرتزقتهم .
حسن البحرينيكاتب بحريني مقيم في السويد
https://telegram.me/buratha