بقلم علي الموسوي / هولندا
شهيد المحراب الغائب الحاضر / الجزء الأول بقلم علي الموسوي / هولندا
بسم الله الرحمن الرحيمولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لايضيع أجر المؤمنين ... صدق الله العلي العظيم
اليك سيدي ياأبا صادق ... أيها الباقر الحكيم ..لقد انتهت مسيرة الآلام ... مسيرة العذاب ... مسيرة الهجرة الى الله ... مسيرة الجهاد الى الله ... هذه المسيرة التي بدأتها قبل أربعين عامآ ... أيها القائد الفذ ... لقد انتهت هذه المسيرة المباركة متوجة بالشهادة .... انتهت عن أقرب طريق ... انتهت بالعاقبة الحسنة ... فهنيئآ لك سيدي ياأبا صادق ... الجنة والخلود من نصيبكم والعار والنار لأعدائكم ...
في مثل هذه الأيام الحزينة على قلوبنا امتدت يد الغدر والخيانة لتنال من دين محمد ص بقتلها العالم الرباني والخليفة القرآني .. امام الأمة .. سليل المرجعية .. المفكر الاسلامي والقائد الميداني شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره ) ... وجمع كبير من صحبه واخوانه المصلين من شعبنا العراقي المظلوم في حرم أمير المؤمنين علي ع ...لقد هوى نجم من نجوم آل محمد مقطع الأشلاء .. تبكيه السماء وتشكو حال الشهيد المظلوم فبأي ذنب قتلت ، ليهتز معها عرش الرحمن ، ويبشر بها الصابرين بمغفرة ورضوان وجنة نعيم ، والعاقبة للمتقين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين .الحديث عن شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره ) حديث ذو شجون خصوصآ لمن عاش حقبة الجهاد والهجرة في سبيل الله ، ومن رابط وعمل وكان في خدمته وارتوى من حديثه ونصائحه . وقد كان السيد الشهيد مثالآ رائعآ لدماثة الخلق وحسن الأداء ، والصابر المجاهد في أقوى المحن والشدائد ، ولم يكن ذلك غريبآ على مثل هذه الشخصية التي ترعرعت في بيت العلم والفقاهة وتفوقت منذ الصغر على أقرانها لتصل الى مراحل البلوغ والكمال والاجتهاد لتشد من أزر المعلم الأكبر والصاحب والأخ المجاهد شهيد العصر آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) ، هذه الشخصية التي كانت الساعد الأيمن والعضد المفدى للمفكر والفيلسوف السيد الصدر رضوان الله تعالى عليهما لترتقي بعدها الى قيادة الأمة ، بعد صراع طويل مع التيارات الفكرية والعلمانية والتصدي للعفالقة البعثيين وتحمل الأذى في سجون النظام ومعتقلاته ، ثم جاءت مشيئة الله باختياره لخاصة عباده في التصدي والقيادة وتأيدها بالنصر المبين للشهيد السعيد رضوان الله عليه الذي كان صادق الوعد مع الله .... ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ... ويأتي التغير في عراق الأئمة الأطهار ع ، ويسقط الطاغوت وتنتهي معه حقبة من التاريخ الدموي والطائفي المقيت الذي ظل جاثمآ على صدور العراقيين لتبدء معها بشائر الخير في التغيير لعراق تعددي فيدرالي تسوده الحرية والعدالة والمساواة .. تلكم الأهداف التي سعى اليها شهيدنا الغالي السيد الحكيم ، وبذل الغالي والنفيس وضحى بعشرات من الشهداء الأبرار من عائلته الكريمة وتوجت القائمة بروحه الطاهرة ليبقى اسمه رمزآ خالدآ وسرآ يكمن في محمد ذو النفس الزكية !! ، والدم الحسني الذي يبشرنا بالفرج القريب وظهور صاحب العصر والزمان الامام المهدي المنتظر (عج) !! .لقد نذر السيد الشهيد نفسه الزكية للعراق كله والعراقيين على اختلاف ألوانهم ومذاهبهم وقومياتهم وكان همه الأكبر تحرير العراق وازالة حكم العفالقة ، وسعى طيلة حياته الشريفة الى تأسيس الجمعيات والمؤوسسات والاتحادات الاسلامية والخيرية والاجتماعية والحقوقية خدمة لأبناء شعبه ودعمآ لقضية العراق التي حملها معه همآ أينما حل وارتحل في زيارته السياسية المؤثرة ، والتي انتزع معها الحقوق والقرارات التي كانت تدين النظام الصدامي وذلك بحكمته ودهائه الكبيرين وقد كان الشهيد السعيد ندآ قويآ لهؤلاء الطغاة في تأسيسه للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق والذي ضم معه معظم الأطراف السياسية الحالية وبضمنهم أحدى الفصائل الكردية ، مع التواصل والتنسيق مع جميع الأطراف الأخرى التي لم يتسنى لها المشاركة ولم يهدأ له بال حتى قام بالتنسيق مع الفصائل الاسلامية الأخرى في توحيد العمل العسكري المسلح ضد طاغية العراق وحزبه المشؤوم ، وكانت ثمرة هذه الجهود فيلق بدر الذي ضم مجموعة العراقيين المجاهدين في الداخل والخارج والتي كان له الأثر الكبير في تزلزل أركان النظام واضعافه .لقد كان الشهيد السعيد قدس سره قدوة لنا في التعامل مع جميع الأطراف وعلى رأسها المرجعية الرشيدة وكانت له كلمات معبرة بحق المرجعية حين قال ...ان من أول الأولويات لدينا هي وحدة كلمتنا .. وان كلمتنا واحدة .. ومراجعنا متحدون .. ونحن في خدمة المرجعية .. وان الحوزة مشروع الهي جاء به النبي محمد ص وهي تشكل جزءآ من أجزاء رسالته ..
كما حرص السيد الحكيم في علاقته مع أبناءه واخوته في حزب الدعوة وخاطبهم بهذه العبارات الأخويةوقال ... يجن أن نتعاون جميعآ من أجل الوصول الى الهدف الكبير وهو أن يكون عراقنا حرآ مستقلآ ولاهيمنة للأجانب والآخرين عليه ...عراق تسوده العدالة والاحترام والمحبة والألفة والمودة لنتمكن أن نخرج بالعراق من هذا المأزق وهذه المشكلات المعقدة الى عراق آمن مستقر ، مزدهر ...( واني أحيي كل الدعاة الصالحين والرساليين والمؤمنين المعذبين ) ..
قد يعجز القلم في التوصل الى مخزون المعرفة والتفاصيل الدقيقة لشخصية السيد الشهيد وقد حاولت هنا وباختصار شديد جدآ استذكار الوقائع التاريخية والسياسية لحقبة زمنية محدودة عايشتها واقعآ وعملآ واختزلتها بأسطر قليلة محاولآ ترك الكثير من الجوانب العلمية والاجتماعية لأخوتي الأعزاء الذين سبقوني في كتاباتهم عن شخصية الشهيد السعيد وسأكتب ان شاءالله في الجزء الثاني عن البعد السياسي ومقتطفات من أحاديث الشهيد السعيد في مختلف المناسبات لنربط الماضي بالحاضر ونجدد العهد والوفاء لهذه الشخصية التي أعطت الكثير الكثير وبقى تأثيرها حاضر حتى بعد أن توفاها الله .... رحمك الله يا أبا صادق والسلام عليك وعلى روحك وعلى جميع الشهداء الذين سقطوا معك على أعتاب حضرة أمير المؤمنين علي ع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://telegram.me/buratha