سعد البصري
يبدو إن مشكلة سوء الخدمات المقدمة للعراقيين سيتوارثها أبناء هذا الشعب جيلا بعد جيل . فلم تكن هناك خدمات بالمستوى المطلوب للعراقيين كشعب تحمل ما لم يتحمله غيره من الشعوب منذ فترات طويلة ، جدا بل إن مستوى الخدمات لم يرتقي إلى المستوى المطلوب للشعب العراقي منذ آلاف السنين ..؟! ومن ضمن المشكلات التي تواجه ملف الخدمات هي مشكلة العاطلين عن العمل . فباتت هذه المشكلة من المشاكل المتوارثة التي لا يمكن أن تجد لها حلا مهما تغيرت الأنظمة وتعددت الحكومات . وكحل لهذه المشكلة قرر العراق ترحيل العمال الأجانب وبضمنهم الآسيويون خلال الشهر الجاري في محاولة لحل أزمة البطالة في البلاد ، وفقا للجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية . فبعد أحداث العام 2003 قدم إلى العراق العديد من العمال الآسيويين وبخاصة إلى إقليم كردستان نظرا للوضع الأمني الذي يتمتع به ثم انتشر هؤلاء العمال في مدن العراق كلها . ويعمل معظم العمال الأجانب في تقديم الطلبات وفي التنظيف والأعمال الثانوية في المطبخ وفي استقبال وتوصيل المرضى وتنظيف الأرضيات في المستشفيات الخاصة ، وكذلك في الفنادق ومدن الألعاب الخاصة . ويفضل الكثير من العمال الآسيويين القدوم إلى العراق بالرغم من سوء الوضع الأمني العراقي مقارنة مع دول الخليج ، ويتقاضى العامل الآسيوي أجورا اقل بكثير من تلك التي يتقاضاها العامل المحلي وتتراوح من 100 إلى 300 دولار أميركي شهريا . ويأتي هذا القرار لتقليص ظاهرة الفقر في العراق من خلال وضع معالجات جذرية لمشكلة البطالة ودعم المشاريع الصناعية المحلية . ويشير مسح حكومي إلى أن معدل البطالة للذكور في العراق بلغ 30.2% في مقابل 16% للنساء . اعتقد إن هذا القرار جاء ليشمل جزءا من الحل وليس الحل كله . اذ إن على الحكومة العراقية أن تنتبه جيدا إلى إن ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) وبالتالي فان الحل يكمن في الاستثمار وإقامة المشاريع الضخمة ليتسنى للعراقيين أن يجدوا فرصتهم في هذه المشاريع .
https://telegram.me/buratha