المقالات

ردا على مقال(( إلى السيستاني واتباعه ))

974 16:00:00 2011-05-22

وليد المشرفاوي

الإمام السيستاني يعتبر من أولئك الرجال الأفذاذ تتجلى في كل جزء من فكره أخلاق الأنبياء , ويتجسد في روحه السلم واللاعنف , وقد نهل من ذات المدرسة التي تعلم منها أستاذه وأستاذ الأساتذة والعلماء الأفذاذ زعيم الحوزة العلمية الإمام الخوئي (قدس) فالقنابل أينعت في يديه نخيلا (كنخيل دجلة والفرات )من العطاء أثمرت رطبا جنيا , أثمرت صمودا رائعا , الإمام السيستاني نموذجا للأخلاق الفاضلة , جامعة للعطاء , كان من حواري زعيم الحوزة (الخوئي العظيم) , من تلاميذه الذين أصبحوا عاصفة خير هبت على دنيا الإسلام في العراق , الإمام السيستاني أشعل بصمته وحواره وسلامه وخلقه وتواضعه الجم قناديل النصر , أيقظ ضمير الأمة , جعل الفجر ينهض كسرب حمام , استبدل الزمن السيئ بزمن الكرامة , زرع حقول الأجيال بثياب القرنفل , أعاد للمصابيح المنطفئة أنوارها , السيستاني في مجلس الفقهاء تراه الفقيه الاورع الصائب المسدد ,وفي الأخلاق الفاضلة معلم صديق أمين مجدد , وفي السياسة سهم ورمح وسيف مهند يأتي اليه الساسة ليأخذوا الدروس والعبر والمواعظ والإرشاد من سياساته الحكيمة , وفي الحوار تراه الرجل المحاور من الطراز الأول , وفي اللاعنف والسلام تراه كيف يحول البارود إلى رماد ورمل مفروش بالسلم والأمان , هذا هو السيستاني الذي تخرج من تلك المدرسة التي كانت سحابة تسقي الأرواح بمزن الربيع , وشلال فكر يمزق حجب الظلام , ليقول العالم انه تخرج من مدرسة باب مدينة رسول الله المدرسة التي تقول ((علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب )),ومع كل ماجرى في العراق منذ سقوط النظام ألصدامي بقي السيستاني اطهر من كل ألاعيب الساسة والقادة وفوق الاتجاهات والميول , ولطالما أكد ويؤكد حرصه على الجميع ورفضه لمحاباة زيد أو عمر ,فهو أبو العراقيين بعربهم وعجمهم , بشيعتهم وسنتهم , بمسلميهم ومسيحييهم وصابئتهم ,بمؤمنيهم وملحديهم , الخيمة التي يستظل بها الجميع , وهو ذو القلب الرحيم الكبير والعقل النير الحكيم , سيبقى السيستاني عصيا على الانتهازيين والفاشلين , وسدا منيعا بوجه كل المؤامرات التي تحاك ضد العراقيين ,وصمام الأمان في صراع الإرادات الوافدة على ارض الأنبياء والأوصياء , إن مرجعية الإمام السيستاني لم تسلم من حقد الحاقدين وكيد الكائدين وقد تم توظيف جهود كبيرة وحثيثة للإساءة إلى الإمام السيستاني بشتى السبل , فقد تعرضت هذه المرجعية الرشيدة إلى اكبر قدر من الانتقادات لمعرفة الحاقدين بأهمية هذه المرجعية وعظمة هذا الرجل بالذات , وظلوا يروجون الأكاذيب وترهات مفادها إن السيد السيستاني يهادن الاحتلال , وقد عاد هذا الزور والبهتان إلى أصحابه بعد المواقف السياسية الرائعة التي اتخذها السيد السيستاني واهما الدعوة إلى الانتخابات والتي أثمرت بانبثاق حكومة ائتلاف وطني يمثل جميع الأطياف العراقية ولعمري بان الانتخابات هي أول واهم الخطوات لتحرير العراق من الاحتلال وتخليصه من الأجنبي ,إن المتتبع لتاريخ المراجع يجد أمثلة رائعة على مقارعة الظلم ومقاومة الأجنبي , وكانت الحكومات المتعاقبة على العراق تحسب لمراجع الشيعة ألف حساب , ولكنها الحكمة البالغة التي كان يتعامل بها المراجع مع الحكومات ظاهرها المهادنة وباطنها الصبر على البلوى من اجل الحفاظ على بيضة الإسلام , إن تحرير العراق لن يتحقق بعمليات الاختطاف والقتل وذبح المدنيين الأبرياء وهذه العمليات لن تستنزف العدو أصلا لان الأمريكان تعلموا كيف يحصنون أنفسهم , العراق سيحرره السيد السيستاني بنداء سلمي سيأتي في وقته وستحسب أمريكا لذلك النداء ألف حساب ,خاصة وان أمريكا لم تهزم الجيش العراقي والعراقيين بل هزمت الجيش ألصدامي الذي انهزم من تلقاء نفسه لأنه جيش غير مؤمن بما يقوم به , فالتحرير عملية صعبة معقدة له طريقان احدهما سلمي والآخر عسكري , ولا يخفى عقلا استحالة إلحاق الهزيمة بالآلة العسكرية الأمريكية في مثل هذه الظروف ,وإما من الناحية السياسية نقول نعم ,وقد ثبت أن المقاومة السلمية هي الأخرى مقاومة , وقد تكون أقوى وانجح من المقاومة العسكرية وكلنا نعرف كيف استطاع المهاتما غاندي هذا الرجل النحيف ذو الرأس الحليق والذي يرتدي وزرة بيضاء وهو في أرذل العمر أن يحرر بلاده من الاستعمار وكيف انه لم يكن يدعو إلى عصبية بل كان يدعو إلى الهند الموحد ,وكان مبدأه التسامح فقاد شعبه الفقير المشتت ذو الأطياف المتعددة نحو الاستقلال ,ولم يسجل عنه بأنه رد على الغوغاء الذين تعرضوا له بالاهانة ,وهكذا السيد السيستاني الذي لم يسبق له أن دعا إلى إقامة دولة شيعية مع إن الشيعة هم الأكثرية ولم يدع إلى تغليب مصلحة الشيعة على الآخرين وقام برعاية العملية السياسية كأب لجميع العراقيين ,فهو صانع الديمقراطية وصانع السلام وصانع التحرير الأكبر , وان السيد السيستاني الذي درأ الحرب الأهلية بكوارثها سيدرأ الحرب مع أمريكا أكثر وأكثر ويوصل الشعب العراقي إلى غايته في التحرير بصورة سلمية وإذا لزم الأمر سيكون هو أول المضحين من اجل كرامة الأرض وهو سليل الإمام الحسين (ع) لذي علم البشرية كيف يكون الثبات والإباء والتضحية وعلم البشرية كيف ينتصر المظلوم , إن وجوده الشريف بركة وصلاح للجميع , لان من فجر اكبر وأقدس واشرف ثورة هي الانتخابات قادر على أن يحرك الأرض من تحت أقدام الغزاة الطامعين إذا استوجب الأمر وفي الوقت المناسب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أحمد الناجي
2011-05-23
السلام عليكم أخي وليد المشرفاوي جزاك الله تعالى خير الجزاء لأنك نصرت الحق بكلماتك الصادقة التي تنبثق من قلب صادق وهي تدخل قلوب المؤمنين بسهولة ولانحسب للمنافقين حساب لأنهم في كل زمان موجودين أولائك المارقين الذين يبيعون كل شي مقابل حفنة من النقود . بارك الله تعالى بك ونصرك على اعداء الحق ووفقك لكل خير وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام :( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه) أستمر بقلمك الحر وينصرك الله تعالى ويسدد خطاك إنه نعم المولى ونعم النصيرز أخوكم أحمد الناجي
خادم للسيد السيستاني
2011-05-23
والله كلامك ذهب وعاشت يدك على كتابة هذيه الكلمات الطيبة بحق السيد السيستاني دام الله ظله ،نعم سيبقى السيد السيستاني خيمه العرقين جميعن
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك