حمودي جمال الدين.
يبدو إن الحكومه العراقيه ماضية بمسلسل الانبطاح وتقديم التنازلات للبعثين والصدامين والرضوخ الى أملاءاتهم بحجة المصالحه الوطنيه والمشاركه بالعمليه السياسيه ,متناسين ان هؤلاء لا يرتضو ابدا بانصاف الحلول فاما ابتلاع السلطه كاملة واما دونها خرط القتاد, هذه هي مقاصدهم التي خبرها العراقيون وعاشوها وفق تجاربهم مع هذا الحزب ابتداء من تأسيسه المشؤم في الاربعينيات الى اليوم ,حيث كان جل همه يرتكز على كيفية الانفراد بالسلطه وكيفية اقصاء الاخرين . والان كل الظروف المتاحه تكاد تكون ممهده ومهيئه لعودتهم والا ماذا يعني إن تدعو الحكومه رجال الامن والمخابرات من الصدامين والبعثين لتسجيل اسمائهم بغية اعادتهم الى مراكزهم ووظائفهم السابقه أو تعينهم بالاماكن والوظائف التي يختاروها أو إحالة الكثير منهم على التقاعد حتى ممن هم الان قابعين في السجون وصدرت بحقهم احكام الاعدام لادانتهم بجرائم حرب اقترفوها بحق ابناء شعبهم ابان الحكم الجائر الاسود في زمن الطاغيه المقبور.
وتوغلف الحكومه ذلك بالتمويه لشعبها انه مجرد تثبيت موقف لهذه الاجهزه والعناصر لكي لايتعاملو مع الارهابين والتكفيرين ومن لم يسجل نفسه يعتبر متواطئ معهم ,وبنفس الوقت تعقد حكومتنا مؤتمرات مصالحه مع فصائل مسلحه كانت ولا زالت ايديها ملطخة بدماء الابرياء من شعبنا ولا زالت مآثرهم التخريبيه بائنة على اقتصادنا الوطني وبناه التحتيه.كما عقدت مؤتمرات متكرره مع الضباط الكبار ممن كانو رأس النفيظه ومرتكزات القوه والقمع لجيش صدام ومؤسساته الامنيه ,حيث اعيد القاده وكبار الضباط الى الخدمه الفعليه في المؤسسات الامنيه الحاليه وهم الان يتبؤن اعلى المناصب القياديه سواء في الجيش او الشرطه او الامن الوطني وكانه تعويضا عن الوظائف او المناصب التي فقدوها بعد التحرير ..وكاءننا عدنا بخفي حنين,,, وياترى ممن حررنا العراق وممن انقذنا شعبه ؟؟من الحيوانات الاسطوريه ام من الملائكه ؟؟.والله انه امر محير ومخجل كيف تواجه حكومتنا شعبها وهي تدوس على مشاعره وعواطفه وارواح ودماء بنيه التي ازهقت على ايدي هؤلاء القتله والمجرمون ؟؟.باي وجه تقابل الضحايا والايتام والارامل وابناء المقابر الجماعيه التي تسلقت هذه الحكومه على اكتافهم وطافت بدمائهم لتعتلي السلطه وتتاجر إلى اخر لحظة باشلائهم حين تحتفل مع الجلاد بيوم المقابر الجماعيه وبنفس الزمن الذي تدعوهم فيه لمشاركتهم السلطه ؟؟. ولكن حكومتنا وللاسف تبدو انها اغلقت كل حواسها ومشاعرها مستهينة ومستخفه بارواح ودماء شعبها ...اهذا هو رد الجميل المرجو من حكومة وسلطة كانت تدعي وتولول باسم المقابر الجماعيه وباسم الملاين من العراقين الذين راحو قرابينا فداء للحريه والانعتاق من هذه الزمر التي تدعوها الحكومه للمشاركه والاحتفال على رموس واشلاء ضحايانا .والانكى من ذلك إن البعثين يسخرون ويستهينون ويهددون اتابعهم ومنتسبيهم بالانجرار وراء تنازلات واغراءات الحكومه ويديرون ظهورهم لكل عروضها ويفضلون التعامل والحوار مباشرة مع المحتل على إن يتعاملو مع اذنابه وعملائه بهذا الغرور والاستعلاء والتبجح الوقح يتعامل البعثيون مع السلطه الحاكمه .ولا ندري لماذا الخضوع والخنوع لعدو الامس اهو ضعف او هوان ؟؟ام تشبث بالكراسي خوفا من الانزلاق ؟؟.ام ترى انها احزاب وتكتلات اقتطفت ثمار السلطه جاهزة مجهزه دون ان تقدم أي عناء وتعب بعد ان ادارت ظهرها لضحاياها ودمائهم التي قارعو بها اعتى دكتاتورية عرفها التاريخ ؟؟ام ان بريق السلطه وبهرجتها ومااكتنزوه وملؤ ارصدتهم وجيوبهم من خلالها اكثر لمعانا وسطوعا من دماء ضحاياهم ؟؟.وليذهب العراق وشعبه وتضحياته الى الجحيم اذا ما فقدوها واعادو اليه قتلة الامس وسفاحوه.
وتبقى كل التصريحات والشعارات وخطب المسؤلين الرنانه المشحونه بالحماس والتهديد من(( انهم لم ولن يسمحو من اعادة عقرب الساعه إلى الوراء وان المسيره ماضية في طريها دون إن توقف عجلتها عصي وعثرات المغرضين الحاقدين)) تبقى طنينا اجوفا لااثر يذكر له على ارض الواقع الحكومه متواطئه جهارا مع الامريكان وجهات الضغط المتنوعه والمختلقه والتي تود وباصرار إلى عودة الببعثين ابتدء من مؤتمرات المصالحه والتي لايعرف أي عراقي عن أي مصالحه تتحدث الحكومه اذا كان الكل مشتركا في العمليه السياسيه وبكل اطياف ومكونات الشعب العراقي فهل تتصالح هذه الحكومه مع نفسها ؟؟ولكن وبدون مغالطه ومراوغه تريد التصالح مع حزب البعث من اجل اشراكه في العمليه السياسيه بعد إن بداء العجز والوهن والاعتلال ياءخذ منها ماخا وبداءت غير قادره للصمود والتصدي لمؤامراته وضغوطه سواء لعملياته الارهابيه المسلحه التي لاتتونى من اكمال حصادها لشعبها الذي طال لثلاث قرون ونيف .او الاستعانه باربابه وولي نعمته ولضغوطهم المؤثره المتمثله .
بالدول العربيه الرسميه وشعوبها والتي ماحنت يوما على شعب العراق ومحنته وهو يقع فريسةمتهالكه تحت نير وتسلط هذه الزمر العاتيه لسنين مثقلات باالرزايا والهموم .والان كل همها وديدنها ينصب من اجل اشراك البعثين في سلطة القرار والدوله الجديده . فالمؤشرات و الاعتبارت والتلميحات التي توحي بها لتوسيع العمليه السياسيه في اشراك اكبر قدر ممكن من السنه ما هو الا تضليل وهراء فارغ يظهر عكس ما يبطن فالبعثيون ألان وفي نظر الكثيرين من العرب اضحو يمثلون اهل السنه في العراق واصبح الكل ينتصر لهم ويشكو مظلوميتهم من خلال تباكيهم على تهميش اهل السنه في العراق وهذه الاسطوانه المشروخه التي يرددها العرب لم تعد تنطلي احابيلها على احد .فالعمليه وبكل شفافيه ووضوح لالبس فيه إن العرب والمحيط السني عموما لايروق لهم ويحز في نفوسهم إن ينسلخ العراق مذهبيا عن محيطهم السني وبالتالي سيكون عمقا ستراتيجا لايران الشيعيه والتي تهدد مصالح المنطقه برمتها وتخل بتوازنها المذهبي والسلطوي المحتكر ومنذ قرون لاهل السنه وهذا خروج ومروق واخلال في المنظومه الطائفيه المسيطره والمتنفذه على المساحه العربيه منذ صدر الاسلام.لهذا تظافرت جهود هذه الدول ومنذ سقوط الصنم والى ألان في التامر وخلق الذرائع والاحابيل من اجل اسقاط ومحق هذا النظام الجديد من خلال جعل حدودها مشرعة للغازين والتكفيرين ولعصابات القتل والجريمه ولا تتوانا من مدهم بالسلاح والمال وهي تنظر وعن كثب ما تفتكه هذه المجاميع بشعب العراق وبناه التحنيه وبحجة المقاومه وتحرير العراق من الغزاة ,,لكن حقيقتها الجوهريه هو تحرير العراق من الروافض الذين يشكلون عمقا وامتدادا لايران الشيعيه وبالتالي تشكل هذه الدوله تهديدا لعروشهم وكياناتهم المتهاويه المبنيه والقائمه على التعنصر المذهبي والطائفي فكثير على الشيعه في نظرهم إن تكون لهم سلطه ودوله تمثلهم في هذا المحيط السني .وما مؤتمر شرم الشيخ الذي الذي عقد في 2005 ووثيقة العهد الدولي والتي اتت وباصرار ودعم من الدول العربيه وجامعتها الا دليل على فرض الهيمنه والتدخلات بالشاءن العراقي وتوجيه مسيرة عمليته السياسيه وفقا لمعاير واملاءات وشروط على القياده الساسيه العراقيه من اجل انتهاجها وتطبيقها والا سيكون العراق في معزل عن العالم وستكون حكومته تسبح عكس التيار العالمي فهي إن ارادت الخروج من مازقها وحراجة موقفها ما عليها الا إن ترضخ للامر الواقع وذلك بتوسيع قاعدتها السياسيه والمتمثله باهل السنه ظاهرا لكنه يصب في مصلحة وتخطيط حزب البعث .فالبغثيون خير من يمثلهم في دولة العراق الجديد ويعيده إلى حضيرتهم بعد إن حاول الخروج عن منظومتهم الطائفيه وهم الشوكه الضامنه والدرع الواقي من التوسع الشيعي والامتداد الايراني في منطقة الخليج لهذا جاء ثقلهم كبير ومهيمن في مؤتمر شرم الشيخ .وامريكا هي الاخرى من مصلحنها التعامل مع حزب قوي ذو خبره وتجربه طويله في الاداره والاداء السياسي وليس مع كيانات واحزاب مهزوزه ضعيفه منقسمه مع نفسها تتصارع من اجل السرقة والنفوذ اضافه إلى انها تشكل طابورا خامسا وعمقا حيويا ممالئا لايران عدو تها اللدود التي تهدد مصالحها وهيمنتها على عموم المنطقه العربيه .والبعثيون بمكرهم ودهائهم يتفاوضون في الخفاء مع امريكا مباشرة لمنحهم الثقه وتسليمهم السلطه مقابل إن يعطوها تعهدا ببناء عراق ديمراطي تعددي. وبالتالي تستطيع الخروج بوجه ابيض من المطب الذي اوقعت نفسها فيه فمن ناحيه انها حررت العراق من نظامه الدكتاتوري التسلطي وانها استطاعت إن تبني له نظاما ديموقراطيا ومن الناحيه الاهم والهدف غير المعلن لمغامرتها من عزو العراق كان الثاءر والانتقام من صدام الذي تطاول وتمادى في غيه لتحدي جبروت امريكا وعزتها .فاعدامها لصدام ارضى غرورها واعاد اعتبارها الذي حاول ابنها وربيبها الضال التنكر لها وتمريغ كرامتها. وهي ايضا ساومت باعدامه جميع الاطراف الداخله بالعمليه السياسيه فالشيعه وهم المتضرر الاكبر من عنت وجبروت صدام الذي اذاقهم صنوف العذاب والتنكيل أيام حكمه فكان اعدامه يوم فرح وبهجة لانظير له ,,لكن مقابل سكوتهم وتحفظهم على تجريد الميليشيات الشيعيه من اسلحتها وحلها نهائيا وبذلك ضمنت تاءيد السنه العرب وسكوتهم عن اعدام صدام لانها استطاعت إن تحقق لهم امنيتهم بالقضاء على الميليشيات الشيعيه التي اقضت مضاحعهم وسلبت الراحه والامان من حياتهم.فضلا عن انها انقذت البعثين انفسهم من عقدة صدام وتسلطه وفرض ارادته بالقوه عليهم لذا كان اعدامه بمثابة الخلاص من بؤرة الخوف التي مسختهم طيلة سنوات عمرهم الحزبي تحت امرته وقيادته.
https://telegram.me/buratha