المقالات

الهوة الهائلة بين الاثنين

585 23:01:00 2011-05-22

احمد عبد الرحمن

مازالت الهوة واسعة جدا بين المسؤول والمواطن.اين يكم الخلل في ذلك؟..لاشك ان الاسس الدستورية والقانونية التي استندت عليها التجربة الديمقراطية في العراق الجديد، هي اسس صحيحة وسليمة رغم وجود بعض الملاحظات والتحفظات والمؤاخذات عليها من قبل هذا الطرف او ذاك، وهذا امر طبيعي جدا ومتوقع ازاء تجرية حديثة العهد ولم تتعد وتتجاوز بعد مخاضات التأسيس والنشوء والولادة، ولم تتغلب على الكثير من المصاعب والمخاطر والتحديات.والمشكلة قد لاتكمن في الاطر النظرية الا بمقدار قليل جدا، ولكنها بجزها الاكبر تكمن في امور اخرى تتعلق وتتمحور حول السياقات العملية ومنظومات السلوك، وثقافة الادارة والتوجيه.وفي النظام الديمقراطي-أي نظام ديمقراطي-ينبغي ان يكون المسؤول، وخصوصا في السلطتين التشريعية والتنفيذية قريبا جدا من هموم المواطن ومشاكله وطموحاته وتطلعاته، وان يبذل اقصى جهده من اجل تحقيقها، وان يكون مستعداد للمساءلة والاستجواب والاستيضاح، ويمتلك اجوبة مقنعة يطرحها عبر المنابر السياسية او من خلال وسائل الاعلام، بعيدا عن الخداع والتضليل والتمويه واطلاق الوعود الزائفة والبراقة كيفما اتفق.ولكن ان يحيط المسؤول نفسه بمظاهر الابهة والفخامة مستفيدا من الصلاحيات الممنوحة له والامكانيات الكبيرة الموضوعة تحت يديه، ولايكلف نفسه النزول الى الشارع للوقوف على الحقائق، بل واكثر من ذلك لايكلف نفسه متابعة ما تنشره وتبثثه وسائل الاعلام من تقاريري عن الناس ومشاكلهم، والاكتفاء بالتقارير المضللة التي ترده من جهات تتعمد تزييف الحقائق وقلبها، ورسم صور غير الصور الموجودة على ارض الواقع، لنيل رضا المسؤول وكسب الامتيازات، اذا كان الامر كذلك، وهو بالفعل كذلك في العراق حاليا، الا استثناءات قليلة، فهذا يعني ان هناك خللا كبيرا وخطيرا ، تزداد خطورته عندما يغيب نكران الذات ووتفاقم وتستفحل ظاهرة الانا لدى المسؤول، بحيث يصبح جل همه التفكير بأمتيازاته ومكاسبه، وفي افضل الاحوال الاهتمام بالدائرة الضيقة المحيطة به من اقاربه وذويه واتباع حزبه.ما يحصل في مجلس النواب من تعاطي مع القضايا التي تمس حياة الناس وشؤونهم، ومايجري في الحكومة، ومايجري في عموم المشهد السياسي الراهن يؤشر بوضوح الى المسؤول لم يقم بواجبه حتى الان، والمواطن لم ينل ولو جزء من حقه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك