مهند العادلي
اثناء متابعة الاوضاع السياسية في العراق و العالم العربي والدولي ومن خلال القنوات الاعلامية الفضائية اثار الاهتمام تصريح نسب الى رئيس الوزراء حول مواقف الكتل السياسية من بقاء القوات الامريكي ورحيلها حيث كان يتضمن التصريح ان الكتل السياسية العراقية لها موقفان متناقضان في الظاهر والباطن وان لها موقف سري برغبة البقاء يختلف عن الموقف العلني الراغب بالرحيل ,,هذا الحديث اثار حفيظة المتابع له وخاصة وان البلد يمر بحالة سياسية متأزمة ومن عدة جوانب وتحت ضغوط داخلية سياسية وجماهيرية وواحد من اسباب تدهور الوضع السياسي العراقي هو قضية القوات الامريكية وبقاءها ورحيلها .ففي فترة من فترات الازمات السياسية التي يمر بها وتحت ألحاح من قبل المرجعية الدينية والشعب تم توقيع اتفاقية بين الجانبين العراقي والامريكي ونصت على الانسحاب والتدريجي وحتى الرحيل النهائي مع نهاية عام 2011م. وكانت هذه الاتفاقية بموافقة و ألحاح جميع الشركاء في العملية السياسية ومطلب من المكونات الموجودة في الساحة وبعد التوقيع على هذه الاتفاقية التي كذلك على ان يكون هناك تعاون استراتيجي بين الطرفين وتحول العلاقة من العلاقة العسكرية الى التعاون المشترك وفي مختلف قطاعات الحياة وكذلك بناء تعاون اقتصادي متين بين الجانبين ولتعلن واشطن على اثر ذلك عن نيتها لبناء اكبر سفارة امريكية في العالم ويفوق تعداد موظفيها اكثر من عشرة الاف موظف ,, الى حد هذه الاتفاقات لم يكن هناك أي تعارض من قبل القوى السياسية العراقية وكان سمة الترحيب هي السمة الغالبة لدى الجميع .ولكن بعد التراجع في طبيعة العلاقة السياسية بين القوى والكتل وتكشف الحقائق والنوايا بينها وتسارعها وتصارعها في الفوز بالمناصب التنفيذية وحسب الادعاء انها مكاسب تحققت عبر بوابة الانتخابات آخذت المواقف لتلك الكتل تختلف عما سبقها خلال فترة التوقيع على الاتفاقية الامنية حيث بدء الحديث يدور وتكشف الاوراق حول وجود موقفين متناقضين من تلك الكتل بخصوص هذا الشأن وما تصريح رئيس الوزراء ألا دليل على ذلك وكذلك الحديث والمبررات لرغبة البقاء هو بدعوى عدم جاهزية القوات الامنية العراقية وحاجتها الى التدريب والمهنية في هذا المجال ولحين اكمال التسليح الناقص للقوات العراقية وما شجع الدعوى الى البقاء هو التراجع الامني في الشارع العراقي وازدياد العمليات الارهابية النوعية من قبل عصابات القاعدة واعوانها , كل ما تقدم قد يكون من الاسباب الاولية والهامة لتراجع في المواقف والتي كانت تدعو الى الرحيل في السابق , واما تصريح رئيس الوزراء وحديثه عن كشف المواقف فما هو ألا ردا على دعوة من منافسه في الفوز في المناصب السيد اياد علاوي ودعوته السابقة الى ايضاح الموقف الرسمي لدولة رئيس الوزراء وامام الشعب في هذا الخصوص والعجيب ان الساسة لا زالوا يتعاملون بالمثل القائل (اليك احكي بنت .. واياك اعني يا جارة ) وبدل ذلك كان لزاما عليه الكشف بالأسماء والمسميات حتى يعرف الشعب المواقف الرسمية لتلك الكتل و بناءا على ذلك يحدد من هم المستفيدين من البقاء الامريكي ومصالحه مرتبطة ببقائه في العراق بوضعه الحالي او باي شكل اخر .
https://telegram.me/buratha