المقالات

مفاجأتان في خطاب اوباما فلسطين والعراق

1083 19:26:00 2011-05-23

باسم العوادي

مفاجأتان في خطاب اوباما فلسطين والعراق

ردود الافعال تقاس بطبيعة الفعل ولو لم يكن خطاب اوباما الجمعة الماضية له ذلك الفعل المحفز القوي لما جاءت ردود الافعال بتلك الصيغ المختلفة ولما حضي بكل ذلك الاهتمام الاعلامي من التحليل والتفسير والاضاءات والمواقف بين القبول الرفض تبعا للخلفيات السياسية لكل من علق عليه وان ادعى الاستقلالية .فيما يتعلق بالشأن العربي رسم الخطاب سياسة امريكا القادمة في طريقة التعاطي مع الواقع العربي بصورة واضحة لا لبس فيها من خلال دعم ثورات الربيع العربي على حساب الانظمة ، هنا ردت وسائل الاعلام العربية الحكومية مخاطبة اوباما بانك سلكت نفس طريق الرئيس بوش السابق الذي رفع شعار تصدير الديمقراطية وان كانت بقوة السلاح كما حصل في افغانستان العراق والان انت وبعد ثلاث سنوات من تأكيدك بان برامجك مختلفة تعيد رسم ملامح نفس البرنامج وبنفس التسمية ، على الرغم من اختلاف الأساليب فبوش قد فرض التغيير بقوة السلاح الامريكي والان يحصل التغيير بقوة الشعوب العربية وفي كلا الحالتين تحصد امريكا نتائج ايجابية رغم الفارق بين حظ بوش العاثر حيث قدم الكثير ليحصل على القليل فيما حصد اوباما كل النتائج بدون ان يقدم شيء سوى الخطاب الجميل المنمق وعبارات الود ، على اية حال هذه سنة الحياة هناك من يزرع وهناك من يحصد !!!!

فلسطين هي المفاجئة الكبرى في خطاب اوباما حيث اعتبر حدود 1967 هي الخط الفاصل في المفاوضات وهذا معناه العودة الى نص القرار الأممي 242 والذي هو ((قرار أصدره مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة في 22 تشرين الثاني 1967 وجاء في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في 4 حزيران 1967 والتي أسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة وقد جاء هذا القرار كحل وسط بين عدة مشاريع قرارات طرحت للنقاش بعد الحرب وورد في المادة الأولى الفقرة ( أ ) : (( انسحاب القوات الاسرائيلية من الارضي التي احتلت في النزاع الاخير )) وقد حذفت ( ال ) التعريف من كلمة ( الأراضي ) في النص الانكليزي بهدف المحافظة على الغموض في تفسير هذه القرار اضافة الى قضية الانسحاب فقد نص القرار على انهاء حالة الحرب والاعتراف ضمنا باسرائيل دون ربط ذلك بحل قضية فلسطين التي اعتبرها القرار مشكلة لاجئين ويشكل هذا القرار منذ صدوره صلب كل المفاوضات والمساعي الدولية والعربية لايجاد حل للصراع العربي والاسرائيلي ))والمفاجئة تكمن في انها المرة الأولى التي تتبنى فيها الادارة الامريكية مشروعا وتعتبرة هو الاساس فيما كانت ومنذ انطلاق ما يسمى بمفاوضات السلام لا تتبنى اي مشروع وكانت تعمل كوسيط في استلام المشاريع من الطرفين العربي والاسرائيلي ثم تحاول التوليف والتقريب بينهما للوصول الى مشروع مشترك .

بكل تأكيد هناك قلق اسرائيلي امريكي اوربي على اسرائيل في المنطقة بعد سقوط قادة وانظمة كانت تعرف بانها حليفة لهم وهم يعلمون ان الديمقراطية هي عامل قوة للشعوب العربية وبالخصوص بعد ارتفاع وتيرة المشاعر المعادية لاسرائيل والهتافات ضدها مؤخرا في تونس ومصر والحديث عن توجه مليون مصري الى حدود سيناء وتظاهرات الفلسطينين نحو الحدود من ثلاث دول مجاورة والمصالحة بين فتح وحماس والاهم غياب الراعي العربي القوي السوري او المصري وعدم وضوح ما يمكن ان تؤول له الاحداث في سوريا وهذه التطورات عاجلا ام آجلا سيكون لفلسطين ترتيبا فيها وبالتالي يمكن اعتبار طرق هذه الورقة وهي ورقة العودة الى حدود 1967 كمسكن فعال جدا للعرب انظمة وشعوب في وقت يعترف فيه المختصون ان الفترة المقبلة سوف لن تشهد اي مفاوضات سلام بسبب اوضاع المنطقة وغياب الزعامات الثابته الجديدة وعدم المقدرة على استقراء المستقبل بشكل صحيح وطبعا فان الرفض الاسرائيلي لذلك هو سيكمل المشهد لانه يوحي وكأنما ان الموقف برمته مؤيد للفلسطينين على حسابها وبالتالي فهي تماطل وترفض والوقت يسير في صالحها الى حين انجلاء غبرة التغييرات العربية الجديدة واتخاذ القرار المناسب آنذاك.

كذلك فأوباما بالدرجة الاساس يكمل برنامجه الخاص بعد تحقيق انتصارين هامين الاول هو الالتزام بوعده امام ناخبية بسحب القوات الامريكية من العراق نهاية 2011 ، والثاني مفاجئة قتل اسامة بن لادن ، والثالث يريده لتحقيق نصر على مسار الصراع العربي الاسرائيلي باعتبارة مشخص كأول حالات التأزم الحادة عربيا واسلاميا والتي تقود الشباب العربي الى التطرف الديني ومهاجمة امريكا ومعاداتها وبالتالي فكل هذه نقاط تصب في صالح الحملة الانتخابية القادمة لاعادة انتخابه لدورة ثانية .وعلى الرغم من كل التفسيرات والتحليلات التي كتبت وعلى الرغم من كل المواقف الاقليمية والعربية المضادة للخطاب تبقى عملية اعتراف امريكا بالرجوع الى تفاصيل القرار 242 واتخاذ حدود 1967 هي الاصل ورغم اختلاف النص باللغات الانكليزية والفرنسية والعربية يعتبر ذلك نصرا للشعب الفلسطيني ودماء شهداءه و انتفاضاتهم واجهاض لمسيرة 45 سنة من جهود اسرائيلية حاولت ان تفرض امر واقع على العرب و المسلمين عادت ليست هي بالعالم باجمعة ليعترف بالحق العربي.

اما العراق فقد جاء بصيغة مقتضبة جدا في الخطاب لكننا نستطيع ان نضع بعد تلك العبارات علامات استفهام عديدة ان لم تكن بصيغة المفاجئة حيث قال اوباما : (( شاهدنا في العراق الوعد الخاص بتأسيس دولة ديمقراطية متعددة الأعراق والطوائف وهناك رفض الشعب العراقي مخاطر العنف السياسي من أجل عملية ديمقراطية ... ويستعد العراق الآن للعب دور رئيسي في المنطقة ))؟؟؟ومكمن السر هو في جملة (( ويستعد العراق للعب دور رئيسي في المنطقة )) ، ما هو هذا الدور ؟؟؟ وما هي ملامحه ؟؟؟ هل هناك نية ليكون العراق قائدا لتكتل ديمقراطي عربي شرق اوسطي مستقبلا قد يكون مكونا مثلا من العرق ومصر وتونس وستلتحق به ليبيا واليمن لاحقا او كل من يلتحق بقافلة التغيير مستقبلا في العالم العربي ؟؟؟ هل هذه العبارة هي اعتراف ضمني بان التجربة العراقية رغم ما اكتنفها من اخطاء هي المحرك اللاشعوري الذي ظل يعتمل في لاشعور النخب العربية خلال السنوات الماضية ليقود في النهاية الى لحظة الانفجار الشعبي العربي ؟؟؟ هل هي عملية استقراء سياسي لواقع عراقي خارجي قد يكون مؤهلا لريادة المنطقة العربية رغم عدم وجود ما يشير الى ذلك في الوقت الحالي ؟؟؟ ام هي عبارة عابرة في خطاب وصف بانه الاكثر اهمية في كل خطابات الرئيس اوباما ؟؟؟ اسئلة واستفهامات كثيرة وقراءات متعددة يمكن ان تكتب وتقال بحق تلك العبارة التي اشارت الى استعداد العراق للعب ليس دور فقط وانما رئيسي في المنطقة ، انها برايي مفاجئة تستحق ان نقف امامها لاستنطاقها حيث من اللامعقول ان يقول اوباما ان العراق سيعلب دورها رياديا هاما في حين ان الواقع السياسي العراقي لايستطيع ان يتعرف على ذلك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي يكره البعثيه
2011-05-23
لانتجراء ونقول عقما اصاب المبدع العبقري الاستاذ باسم جعله لايقوى على اي نتاج كتابي خلال اكثر من سنتين مضين لكنها استراحة محارب مع ان مثله لايستريحون بل شعلة وهاجة من الحركة الولبيه الدائبه في الانتاج والابداع.. نتمنى من القلم العملاق العوادي ان يستمر في ضخنا بالجواهر والأليء التي ينثرها على صفحات براثا نورا متناثرا هنا وهناك .. سلمت يداك ومن ابداع الى ابدع منه وتحياتي العميقه
muhammadd
2011-05-23
ياسيد باسم المفاجأة التي نسيتها وهي ام المفاجأءات ان السيد اوباما لم يتطرق الى سحب القوات الامريكية من العراق بعكس كل خطاباته السابقة وجعل الامر معلقا كي لاينتقده احد فيما لو تم تمديد قواتهم المشؤومة في حين اشار الى سحب القوات الامريكية من افغانستان ابتدءا من شهر تموز المقبل فعن اي دور للعراق تتحدث الظاهر ان السياسية ابعدتك عن الرؤية السليمة بعكس الماضي
أبو الحسن البغدادي
2011-05-23
حين أرادت الدول العربية اختيار أمينٍ جديدٍ للجامعة العربية، كنتُ أظن أن العراق سيبادر إلى ترشيح شخصية عراقية، ولكن خاب ظننا حين علمنا أن دولاً أعلنت اعتزامها الترشيح لهذا المنصب، ولم يُعلن العراق ذلك !!. لربما يكون الجواب أن العراق غير مؤهّل الآن، أو أنّ الدول الخليجية وغير الخليجية ستعترض على الترشيح؛ ولكن هذا لا يُعفينا من المحاولة التي تُشير إلى أثر العراق الإيجابي الآن أو في المستقبل القريب. سياسيونا لا يؤمنون بالتغيير الجديد، ولا يثقون بقدراتهم، فنراهم مرعوبين، تُرعبهم الاتهامات المزيّفة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك