المقالات

انحسار فسحة الامل

815 00:39:00 2011-05-25

احمد عبد الرحمن

 يثير الواقع الامني والسياسي والخدمي في العراق الكثير من التساؤلات والاثارات المنطقية والمعقولة، بصرف النظر عن الجهات التي تثيرها، وبصرف النظر كذلك عن الخلفيات الحقيقية لدوافعها من وراء اثارتها.فحينما يسمع طرف ما ، سواء كان مواطنا عاديا، او سياسيا، او ناشطا في مجال ما من المسؤولين الرسميين بأن الدولة-الحكومة، خصصت كذا مليار دولار لاصلاح واقع الكهرباء، وكذا مليار لمفردات البطاقة التموينية، وكذا مليار دولار لاعادة الحياة للمنشات الصناعية، وكذا مليار دولار لتطوير الواقع الزراعي، وكذا مليار دولار لتحسين كفاءات وامكانيات الاجهزة الامنية والعسكرية، حينما يسمع بكل ذلك ويجد له مصاديق على ارض الواقع، فمن الطبيعي ان تتزاحم التساؤلات والاثارات في ذهنه، عن مصداقية المتحدثين، وعن واقعية ما يقولونه، وعن جديتهم في العمل على تحقيق ذلك، وكذلك عن المصير الذي تؤول اليه تلك الاموال الطائلة بعدما تبقى الخطط والمشاريع والبرامج حبر على ورق، والتصريحات والاقوال لاتتعدى كونها لقلقة لسان ليس الا.لاتخرج الامور عن عدد قليل من الاحتمالات والفرضيات منها، لجوء المسؤولين الى تضليل وخداع المواطنين عبر اطلاق الوعود الزائفة، وطرح الارقام الفلكية من دون ان تكون هناك رؤى واضحة وخطط مدروسة ومسارات محددة، ومن تلك الاحتمالات والفرضيات ان هناك قدرا كبيرا من الفساد الاداري والمالي المستشري في دوائر ومؤسسات الدولة وفي اعلى الصعد والمستويات ، يحول دون تنفيذ المشاريع التي تعود بالنفع والفائدة على المواطن، وفي ذات الوقت الذي يسبب بهدر جزء غير قليل من موارد البلد وذهابها الى جيوب وحسابات ضعاف النفوس ممن لايتورعون عن انتهاج شتى السبل والاساليب لزيادة ارقام ثرواتهم وامتيازاتهم، ومن تلك الاحتمالات والفرضيات ، هو ضعف الكفاء والخبرة التي تمكن الاشخاص الذين هم في مواقع المسؤولية من ترجمة النظريات والارقام الى واقع يتحرك على الارض بحيث يلمسه المواطن العادي.وعلى ضوء تجربة الاعوام الثمانية المنصرمة يبدو ان كل الاحتمالات والفرضيات المشار اليها انفا كانت -ومازالت قائمة-بحيث ساهمت في رسم تلك الصورة السوداوية القاتمة لواقعنا المؤلم امنيا وسياسيا وخدميا وحياتيا، بحيث ان فسحة الامل والتفاؤل والاستبشار تقلصت وانحسرت لدى الكثير من الناس، وهذا امر مخيف ومقلق ينبغي لمن بأيدهم زمام امور البلاد والعباد ان يلتفتوا الى ذلك ويبادروا الى اتخاذ اجراءات سريعة وحازمة وعملية لتصحيح المسارات الخاطئة، ولرفع مؤشرات التفاؤل الامل لدى ابناء شعبهم الذين منحوهم الثقة عبر صناديق الاقتراع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك