احمد عبد الرحمن
يثير الواقع الامني والسياسي والخدمي في العراق الكثير من التساؤلات والاثارات المنطقية والمعقولة، بصرف النظر عن الجهات التي تثيرها، وبصرف النظر كذلك عن الخلفيات الحقيقية لدوافعها من وراء اثارتها.فحينما يسمع طرف ما ، سواء كان مواطنا عاديا، او سياسيا، او ناشطا في مجال ما من المسؤولين الرسميين بأن الدولة-الحكومة، خصصت كذا مليار دولار لاصلاح واقع الكهرباء، وكذا مليار لمفردات البطاقة التموينية، وكذا مليار دولار لاعادة الحياة للمنشات الصناعية، وكذا مليار دولار لتطوير الواقع الزراعي، وكذا مليار دولار لتحسين كفاءات وامكانيات الاجهزة الامنية والعسكرية، حينما يسمع بكل ذلك ويجد له مصاديق على ارض الواقع، فمن الطبيعي ان تتزاحم التساؤلات والاثارات في ذهنه، عن مصداقية المتحدثين، وعن واقعية ما يقولونه، وعن جديتهم في العمل على تحقيق ذلك، وكذلك عن المصير الذي تؤول اليه تلك الاموال الطائلة بعدما تبقى الخطط والمشاريع والبرامج حبر على ورق، والتصريحات والاقوال لاتتعدى كونها لقلقة لسان ليس الا.لاتخرج الامور عن عدد قليل من الاحتمالات والفرضيات منها، لجوء المسؤولين الى تضليل وخداع المواطنين عبر اطلاق الوعود الزائفة، وطرح الارقام الفلكية من دون ان تكون هناك رؤى واضحة وخطط مدروسة ومسارات محددة، ومن تلك الاحتمالات والفرضيات ان هناك قدرا كبيرا من الفساد الاداري والمالي المستشري في دوائر ومؤسسات الدولة وفي اعلى الصعد والمستويات ، يحول دون تنفيذ المشاريع التي تعود بالنفع والفائدة على المواطن، وفي ذات الوقت الذي يسبب بهدر جزء غير قليل من موارد البلد وذهابها الى جيوب وحسابات ضعاف النفوس ممن لايتورعون عن انتهاج شتى السبل والاساليب لزيادة ارقام ثرواتهم وامتيازاتهم، ومن تلك الاحتمالات والفرضيات ، هو ضعف الكفاء والخبرة التي تمكن الاشخاص الذين هم في مواقع المسؤولية من ترجمة النظريات والارقام الى واقع يتحرك على الارض بحيث يلمسه المواطن العادي.وعلى ضوء تجربة الاعوام الثمانية المنصرمة يبدو ان كل الاحتمالات والفرضيات المشار اليها انفا كانت -ومازالت قائمة-بحيث ساهمت في رسم تلك الصورة السوداوية القاتمة لواقعنا المؤلم امنيا وسياسيا وخدميا وحياتيا، بحيث ان فسحة الامل والتفاؤل والاستبشار تقلصت وانحسرت لدى الكثير من الناس، وهذا امر مخيف ومقلق ينبغي لمن بأيدهم زمام امور البلاد والعباد ان يلتفتوا الى ذلك ويبادروا الى اتخاذ اجراءات سريعة وحازمة وعملية لتصحيح المسارات الخاطئة، ولرفع مؤشرات التفاؤل الامل لدى ابناء شعبهم الذين منحوهم الثقة عبر صناديق الاقتراع.
https://telegram.me/buratha