" رياض المانع"
بعد أن اخذ اليأس يسيطر على فكر المواطن العراقي وهو يتحسس مايدور حوله في أروقة دوائر الدولة ومؤسساتها من عمل مفرط باستخدام الروتين على المعاملات التي يروم المواطن انجازها في بعض الدوائر ......إذا بات من المؤكد للجميع انه لايمكن بناء دولة مؤسسات كما يدعي المسؤولين دون القضاء على الروتين المقرف ......سيما إن الدولة العراقية اليوم تغرق في بحر متلاطم من الأمواج للأساليب المتعدد باستخدام الروتين دون التوصل إلى حلول تذكر من السلطة لما يجري من عمليات فساد مقنع وإمام أنضار كل المسؤولين في المؤسسة الحكومية ........أحيانا ترفع شعارات محاربة للروتين ويتحدث بعض المسؤولين في الدولة في خطابات وتصريحات رنانة حين يسمعها المواطن يسرح في عالم من الخيال وكأنه سوف تتحق جميع مطالبه وحقوقه ويخفف عن معاناته...........ولكن بعد أن ينتبه إلى نفسه لا يجد شيئا حقيقيا على ارض الواقع مما سمع من تصريحات أولئك المسؤولين سوى سرابا متبدد والعودة بكل أحلامه الى المربع الأول كالمثل العربي الذي يقول ( اسمع قعقتا ولا افقه شيئا) ..........ما يجري من روتين في دوائر ومؤسسات دولة العراق الجديد هو ضرب من الخيال حيث تغوص في عالم الروتين وأنت تتعثر بين غرف ومكاتب السادة المسؤولين ليصبح ملف معاملتك سجلا يحمل كل خصوصيات حياتك وأسرتك موثقا بالصور والوثائق الرسمية منذ الولادة إلى يوم يبعثون ثم في نهاية المطاف ترمى في سلة النفايات دون اعتبار وقد كلفتك معاناة كبيرة ربما سفر إلى أماكن بعيدة ناهيك عن المبالغ الهائلة التي تصرف على هكذا معاملات أساسها الروتين. والسادة المسؤولين في غياب تام عن ما يجري في المؤسسات الحكومية ...............هناك اسالوب جديد يمارس في دوائرنا اليوم إذ لا تجد الموظف في مكتبه أثناء الدوام الرسمي أحيانا حتى مدير الدائرة وبعد الاستفسار عن سبب غيابه تجده قد ذهب إلى تأدية واجبات شخصية ك(زيارة مريض أو حضور مجلس فاتحة ). وما شابه ذلك من أعذار تاركا الدائرة ومراجعيها في طي النسيان وهذه الحالات هي جزء من الروتين المقنع الذي يمارس من قبل الكثير ..........يا ترى من هو المسؤول المباشر الذي يضع حدا لهذه المئسات الأزلية ولحد اللحظة لا يوجد نظام صارم وجدي يحاسب من خلاله المخالفون وحسب مايقال ((من امن العقاب ...أساء الأدب ) .......إذا متى سيصبح العراق دولة مؤسسات كما نسمعها دائما من خلال تصريحات الساسة المسؤولين هل هي حقيقة أم مجرد شعارات استهلاكية ليس إلا ........
https://telegram.me/buratha