عماد الاخرس
عنوان المقال هو التسمية الصحيحة التي يجب إطلاقها على مجلس التعاون الخليجي وخصوصا بعد موافقة الدول الأعضاء فيه على انضمام مملكتي المغرب والأردن ورفض العراق الجمهوري . ورغم مضى ما يزيد عن الثلاثة عقود على تأسيس هذا المجلس إلا إن الدول الأعضاء فيه لازالت تعيش في صراعات وخلافات لا تُعَدْ ولا تُحصى وهى لا تتفق في اى قضيه إلا عندما يتعلق الأمر في الحفاظ على كراسي حكم ملوكها . لقد هزت انتفاضة الشعوب العربية الأخيرة العروش الملكية بعد أن نجحت في الإطاحة بالبعض من الحكام الجمهوريين الوراثيين ولازالت مستمرة لتشمل الآخرين منهم .. لذا بدأ ملوك المجلس يعيشون في هاجس الخوف من نيل نفس المصير ولم يبقى أمامهم سوى خيار توسيع مجلسهم بانضمام دول عربيه ملكيه له لأنهم يتصورون بأنها قد تزيد من قدرات قواته الأمنية الدفاعية واستعدادها في التصدي لثورات شعوبهم وإمكانية إخمادها .باختصار يمكن أن يوصف مجلس التعاون الخليجي بأنه اتحاد الملوك ضد شعوبهم للحفاظ على كراسي حكم عوائلهم والاستمرار في توريث سلطتها إلى الأبد .لقد صرح وزير خارجية سلطنة عمان ( يوسف بن علوي ) قبل أيام في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الأمين العام للجامعة العربية في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب بأن سبب عدم قبول انضمام العراق لمجلس التعاون الخليجي رغم قربه من الــخليج هو النهج السياسي "غير الحكيم" الذي انتهجه في العقود القديمة. حقا أمر عجيب أن يُعَلِمْ ( بن علوي ) السياسيين العراقيين الحكمة ويتهمهم بانتهاج السياسة الغير حكيمة ! ولا اعلم إن كان هناك فعلا توجه حقيقي لساسة العراق الجديد للانتماء إلى هذا المجلس .. وأسئلتي لهم .. أبداها .. ما هو السر الذي يدفع دوله جمهوريه ذات سياسة ديمقراطيه انتخابيه أن تُفَكِرْ في الانضمام إلى مجلس دول يحكمها ملوك وتغيب عنها ابسط أشكال الديمقراطية ؟ هل يمكن أن يكون القرب من مياه الخليج مبرراً كافيا ًلاتحاد دول ذات إيديولوجيات وسياسات متناقضة لا تلتقي حتى في الأحلام ؟ لماذا تفكرون بالانتماء إلى هذا الاتحاد الذي مصيره التمزق والانهيار الحتمي مثلما انهارت الجامعة العربية التي جمدت كل نشاطاتها بانتظار موجة التغيير الكبرى لحكام أعضائها ؟ وأخير أسئلتي .. أليس الأفضل الانتظار لحين امتداد التغيير ليشمل الملوك والانضمام إلى مجلس بقادة جدد منتخبين يمثلون إرادات شعوبهم ؟ ولا اعلم أيضاً الأسباب التي تدفع ملوك الخليج للتصور بان العراق مستميت من اجل الانتماء إلى مجلسهم .. وسؤالي الوحيد لهم رداً على كبريائهم واستغلالهم لظرف بلدنا العصيب الذي هم سبباً فيه.. هل تعتقدون بان عاصفة الديمقراطية سوف لن تقلع جذوركم من كراسي حكم طال جلوسكم عليها ولا تستحقونها ؟ إن التفسير الوحيد لاتهام ( بن علوي ) للسياسة العراقية بغير الحكيمة هو الدعم والتضامن مع الشعوب العربية الثائرة لأن السياسة الحكيمة في نظره هي إرسال الجيوش لإسناد الحكام الطغاة الوراثيين!وللأسف يبقى الملوك يتصورون بان البلدان التي تقودها انظمه جمهوريه ديمقراطيه انتخابيه تنتهج سياسة خاطئة ولابد أن تزول بينما الأنظمة الملكية الوراثية تسير في النهج الصحيح و تستحق الدوام والبقاء إلى الأبد !ولا عجب من هذا التصور فهم سَخّروا كل إمكانياتهم طيلة عقود من اجل إيهام الشعوب به ولن يبخلوا في استخدام الدين وشراء ذمم البعض من رجاله لإصدار فتاوى تؤكد سلامته وبطلان غيره .أخيرا أقول للملوك الذين يريدون أن يُعَلِموا العراقيون الحكمة .. لا تفرحوا بانتهاء انتفاضة البعض من شعوبكم .. إنها تأجيل مؤقت لن يطول أمده وسيبدأ يوم الحساب من جديد بمجرد خلاص الشعوب العربية من الإطاحة ببقية الحكام الجمهوريين الوراثيين !
https://telegram.me/buratha