احمد عبد الرحمن
في كل الامم والمجتمعات، وعلى مر الازمان والعصور شكلت المرأة عنصرا مهما وحيويا في المنظومة الاجتماعية، في أي موقع تشغله.ولاشك ان الدين الاسلامي افرد حيزا كبيرا للمرأة وشخص لها مهام وادوار محورية لايمكن للمجتمع ان يتقوم ويتعزز وينمو ويتكامل من دونها، وفي ذات الوقت حدد لها حقوقا تتناسب وتنسجم مع تلك المهام والادوار، وتتوافق مع تركيبتها.وفي مختلف مراحل التأريخ الاسلامي برزت نماذج عظيمة لنساء اضطلعن بمسؤوليات كبرى في المجتمعات التي عشن فيها، بدءا من السيدة خديجة زوج الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم، مرورا ببضعته الصديقة الزهراء عليها السلام، والعقيلة زينب، وغيرهن حتى نصل الى مراحل متقدمة لنتوقف عند اسماء عديدة تبرز من بينها اسم الشهيدة الخالدة بنت الهدى شقيقة الشهيد السعيد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر(قدس سرهما الشريف). اضف الى ذلك فأن القران الكريم يحدثنا عن نساء خالدات ، بدءا من السيدة مريم العذراء.وطبيعي ان مسيرة النضال والجهاد في مسيرة أي شعب من الشعوب تفرز الكثير من الظواهر والشخوص، فأن واحدة من ابرز مظاهر وظواهر مسيرة نضال الشعب العراقي ضد الديكتاتورية والتسلط الاستبدادي العفلقي الصدامي، هو الحضور الفاعل والكبير للمرأة العراقية بحيث انها تركت بصماتها الواضحة في مختلف محطات تلك المسيرة الطويلة المضمخة بالدماء والحافلة بالتضحيات.واليوم ونحن نحيي ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، لابد لنا ان نشير الى ان تلك المرأة الشجاعة والعظيمة كانت ولازالت وستبقى قدوة ونموذجا للنساء الرساليات، ولعل هذا ما جعل يوم ولادتها ليكون يوما للمرأة العراقية المسلمة، فهذا الاختيار يعبر عن منظومة السلوك السليم الذي ينبغي للمرأة ان تنتهجه، تلك المنظومة التي صاغتها ورسختها الزهراء عليها السلام، ويعبر عن اهمية التزام وتمسك بالقيم والمباديء الدينية والاخلاقية والاجتماعية الاصيلة، والتصدي للادوار والمهام الملقاة على عاتقها بحكمة وشجاعة، وخصوصا في بلد مثل العراق يشهد مرحلة جديدة تتطلب تظافر كل الجهود والطاقات للتقدم الى الامام، وبغياب المرأة او تغييبها يحدث الضعف والخلل الذي بالتأكيد اننا لانريده ولا نتمناه.
https://telegram.me/buratha