المقالات

صلاة الجمعة بين المشروعية والإصلاح

1425 17:24:00 2011-05-27

حسن الهاشمي

تعد صلاة الجمعة سببا من أسباب القوة عند المسلمين حيث أنها تمثل التجسيد الواعي للحضور الإسلامي والالتزام بالشعائر الإسلامية، ودورها البناء في واقع المسلمين ومستقبلهم، حيث إن منبر الجمعة له أهداف وغايات أهمها بيان العقائد الحقّة وبيان المنهج التربوي والأخلاقي للإسلام في جميع جوانب الحياة وبيان الأحكام الشرعية والنصح والموعظة والإرشاد وتبصرة عموم الناس بما هو مطلوب منهم لدنياهم وآخرتهم.لا شبهة ولا خلاف في مشروعية صلاة الجمعة فهي واجبة في الجملة، بإجماع الأمة، بل إنها تعد من ضروريات الدين، وعليها دل الكتاب العزيز والروايات المروية عن النبي (ع) وأهل بيت العصمة (ع)، وإنما الخلاف في بعض شروطها كحضور الإمام وإذنه وبسط يده أو بسط يد نائبه العام (الفقيه)، بعد الاتفاق على أغلبها كالعدد والمسافة الفاصلة بين جمعتين وغيرهما.يرى زعيم الحوزة العلمية سماحة السيد الخوئي (قدس سره) أن صلاة الجمعة واجبة تخييرا، بمعنى: أن المكلف مخير يوم الجمعة بين إقامة صلاة الجمعة إذا توفرت شرائطها وبين الإتيان بصلاة الظهر، فإذا أقام الجمعة مع الشرائط أجزأت عن الظهر، وإذا أُقيمت الجمعة في بلد واجدة لشرائط الوجوب والصحة وجب الحضور على الأحوط (وجوبا). (منهاج الصالحين - السيد الخوئي ج 1 ص 185).وشرائط الوجوب هي: دخول الوقت، واجتماع سبعة أشخاص، أحدهم الإمام، ووجود الإمام الجامع لشرائط الإمامة من العدالة وغيرها مما يشترط في إمامة الجماعة بإضافة التمكن من إلقاء الخطبتين، ويرى البعض اشتراط الفقاهة أو الإجازة من الفقيه بالإضافة إلى ما ذكر.وشرائط الصحة هي: الجماعة، وأن لا تكون المسافة بين المكان التي تقام فيه صلاة الجمعة والمكان الآخر أقل من فرسخ(حوالي خمسة كيلو مترات) ، وقراءة خطبتين قبل الصلاة.وقال المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف): صلاة الجمعة واجبة تخييرا على الأظهر، ومعنى ذلك أن المكلف يوم الجمعة مخير بين الإتيان بصلاة الجمعة على النحو الذي تتوفر فيه شرائطها وبين الإتيان بصلاة الظهر ولكن إقامة الجمعة أفضل، فإذا أتى بها مع الشرائط أجزأت عن الظهر. (منهاج الصالحين - السيد علي السيستاني ج 1 ص 307 ).ومن هذه الحيثيّات وأُخرى غيرها تأتي الدعوة الإلهيّة بالسعي لصلاة الجمعة وترك كلّ ما سواها لهواً أو بيعاً أو ما أشبه من شؤون الدنيا، وهكذا أصبح السعي إلى الجمعة لدى بعض المسلمين (مذاهب وعلماء) أمراً مفروضاً بإجماع الأمة عند توافر شروطها.وقد اعتبر الكثير من فقهاء الإسلام وجود شرائط الوجوب والصحة وعدالة الإمام لإقامة صلاة الجمعة، ولعلّ ذلك مرتكز على كونها من الشعائر الدينية السياسية التي ينبغي أنْ لا ينتفع منها الظلمة ولا يتخذونها منبراً في تضليل الناس وتمكين أنفسهم، ونحن نقرأ في التاريخ كيف أصبحت خطبها مركزاً لحرب أولياء الله، كما فعل ذلك الحزب الأموي والعباسي تجاه الإمام علي وأهل البيت عليهم السلام، فهي من أهم وأبرز المناسبات التي يجتمع فيها المسلمون للتداول في أمورهم الدينية والدنيوية. ومن خلال منبر الجمعة ينقل إمام الجمعة صوت المظلومين ومطالب الشعب المشروعة إلى المسؤولين لمعالجتها وتقديم الأحسن والأفضل بما يخدم العباد والبلاد، وطالما إن المؤمن بحاجة إلى واعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه، وطالما نهدف جميعا إلى بلوغ هدف الخدمة الإنسانية النبيلة، فالذي يتبوأ مركزا لرعاية الناس أحق بأن يكون ممتنا لمن يكشف له مواطن الخلل والضعف لردمها والوصول معا إلى شاطئ الأمان.ولا يزال المواطن في الأعم الأغلب ليس لديه وسيلة أو منبر ينقل من خلاله صوته ومطاليبه ومعاناته إلا منبر الجمعة، لاسيما إذا عرفنا إن خطب أئمة الجمعة غالبا ما تتناول أوضاع المسلمين بما لهم وبما عليهم، وتعاطف الجميع لما يطرح من منابر الجمعة الهادفة يصب عادة في دعم مسيرة الإصلاح والتقويم لبعض المسارات الخاطئة والأخذ بيد البلد والشعب إلى ما فيه صلاحه وخيره وأمنه وازدهاره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك