وليد المشرفاوي
عندما يحدد للإنسان يوم للامتحان أو الاختبار يكون ذلك اليوم يوم تحدي وساعة مبارزة ونتيجة مصيرية سواء كان هذا الأمر دنيوي أو أخروي حيث تطوى فيه الصحف ويأخذ الإنسان صحيفة أعماله باليسار أو اليمين وعندها يطلع بشكل كامل على حصاد مسيرته وما قدمته يداه إن خيرا فخير وإن شرا فشر، ولات حين مناص. ولكن قبل هذا الوقت عليه الانتباه والحذر والتهيؤ لكي لا يغلب أو يفوته القطار فيبقى مراوحا في مكانه كالذي يقيده كابوس محاولا الإفلات منه ولكن دون جدوى. عليه قبل هذا إعداد خطة مرسومة مفصلة لكل حادث وطارئ تؤخذ في حسبانها طول وعرض الطريق وعدد الأشواك والمعوقات فيه، ومدة الزمن المستغرق من اجله. لكي يمكنه من تشخيص الأولويات واستقراء الواقع ومعرفة مشاكله وضغوطاته ووضع نقاط حمراء مميزة لكل مشكلة ومعرفة أسبابها، أبعادها، مصدرها، طرق مواجهتها وتقدير الجهد الممكن والمبذول لحلها وما تحتاج من قدرات ذاتية إبداعية لتطويع الصعب فيها أو ربما المحال لأنه من طلب العلا سهر الليالي. كما تقدر فيها حجم المساعدات المطلوبة للتعاون في حلها من القريب أو البعيد الذي تربطه رابطة الإيمان والمصير الواحد معهم لا بل تسخير كل الواقع لها وحسب الاستطاعة. بعد ذلك يجري السعي وراء من يشترك من الأحبة والآخرين ومن يهمهم الممتحن السائر لمواجهة الصعاب والامتحان، وعدم وضع الآخرين خلف الستار بدوافع الزهد بهم أو الغرور بالقوة الذاتية بسبب اندفاع أولي لنجاح نسبي في محطات سابقة لا ينطبق عليها واقع الوضع الحالي فقد تغيرت الأمور والمواقع وعبأت المحطات بغير أهلها لان الزمن متحرك وغير واقف ولا ينتظر احد (فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) والحذر كل الحذر من العقول الكهفية الجامدة التي تتحشد بالغرور الفارغ والتعالي غير المبرر أو مصادرة جهود الآخرين الذين كان لهم الفضل في مسيرة البناء وحشد الطاقات ومقارعة الأعداء بأي صورة أو شكل كان وعدم التنكر أو التقليل من أي مساهمة رافدة لحركة الجهاد لا بل يجب عدم الإصغاء للنداءات والأصوات المبحوحة التي لا يهمها من تفرق وضاع أو حرقِ أو غرق بل همها المصلحة والتحكم وملء الجيوب واختيار أحسن الأماكن للعيش السعيد بعد أن أعدت له ما تحتاج وعلى حساب بؤس وقهر الآخرين ودموع الأرامل وأبناء الشهداء، قلنا ونقول يجب السماع والانتباه فقط إلى أم ولد كما يقولون لان همها وديدنها قضية الإسلام والعراق أولا وأخرا وعدم السماع إلى اقتراحات وتراهات جوقات الذين هم أصبحوا بلاء على المسيرة حيث أنهم أول المستفيدين وآخر المضحين لا بل لم يكونوا مضحين أبدا بل حصدوا النصر بعدما نما وترعرع من دماء الشهداء الأبطال. أن البلاء وشدة والامتحان لم تكن في ذاتها صعبة ومشقة ومحيرة بقدر ما زين الشيطان الرجيم لإتباع القيادات المنفردة بالقرار بخلط الأمور وإثارة الغبار حول أكثر المسائل حساسية والتشويش على رأي الآخرين، ودفع الناصحين والمخلصين لا بل حتى عدم المبالاة بتوجيهاتهم ومقالاتهم التي طالما دعت إلى وحدة الكلمة والى الحيطة والحذر من الأعداء والمنافقين وتبني العقلانية والهدوء في السلوك سواء في التصريح السياسي أو التحرك الميداني والسماع لكل منادي محب يهمه أمر الإسلام ويحزنه تحزب الكفر. نعم قد يكون عدم القدرة في النجاح وأداء الامتحان بصورة لائقة قلة التجربة أو ركوب الهوى أو دوافع من إغراء الآخرين ولكن هناك أمور أخرى بالمقابل نادى بها الجميع للعمل سوية ولكن دون إذن صاغية كما سبقهم بذلك القران الذي طالب المؤمنين عموما أو أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بالخصوص عند مواجهة الزحف والامتحان والتحديات بإعداد القوة وبكل الاستطاعة وبذكاء وتفكير جدي للأمور والحذر والخوف من الغلبة ومفاجأة الزمان وترك التراخي وعدم تصديق التهريج الإعلامي والنفخ الفارغ أو انباع التحليلات الخائبة المفبركة المصنوعة في القوالب الغربية الاستعمارية أو إتباع ما يصدر من تصريحات من أناس ظهروا افقيا في الساحة السياسية دون سابقة من جهاد لا يهمهم إلا المصالح الشخصية والتفتيش عن المكاسب الآنية، نسال الله التنبه واليقظة وحفظ مسيرة المؤمنين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
https://telegram.me/buratha