المقالات

حسن الشيرازي شهيد الموقف الاول

1685 20:51:00 2011-05-28

جواد العطار

قلة من الرجال ، على مر التأريخ ، من يصنعون الاحداث وعلى يديهم تحدث الانعطافات ، وهذا ما اشار اليه القرآن الحكيم في سورة الواقعة ( ثلة من الاولين وثلة من الآخرين ) الآية 39 - 40 ، حتى ان اصحاب وانصار الانبياء والمصلحين كانوا قلة في وسط ملايين البشر؛ لكن كل واحد منهم اصبح فيما بعد امة .في التأريخ العراقي الحديث والمعاصر هناك رجال كثر واجهوا الديكتاتورية وعملوا من اجل الشعب العراقي ، لم يبخلوا بشيء في سبيل تحقيق المصلحة الوطنية دون مصلحتهم الشخصية ، حتى حفروا اسمائهم بحروف لا تمحى على وريقات واحبار الكتاب والمؤرخين العراقيين والعرب ، ومن امثالهم محمد رضا الشبيبي وجعفر ابو التمن والشيخ محمود الحفيد وشعلان ابو الجون والشهيد الصدر الاول والشهيد الصدر الثاني والسادة شهداء آل الحكيم وغيرهم الكثير والكثير ممن لا تحضرني اسمائهم . لكن التأريخ وكتابه لم يكن منصفا دائما خصوصا عندما يمر على بعض الشخوص دون تقييم؛ ومن جملتهم السيد حسن الشيرازي الذي نحن على ابواب ذكراه الثانية والثلاثين ، والذي تميزت حياته ومواقفه ، بالتالي :1. اول من تنبه الى الفكر المنحل لحزب البعث ( الاقصائي الآحادي الهجين ) والذي اريد له ان يكون بديلا للفكر الاسلامي في ستينيات القرن الماضي .2. اول من حذر من حزب البعث عند مجيئه الى السلطة عام 1963 عندما حاول مسخ الفكر الاسلامي وتلويث التأريخ العربي بابعاد الاحزاب الاسلامية عن اهدافها الحقيقية . 3. اول من اكد على ضرورة اشراف المرجعية على العمل الحركي الاسلامي ضمانا لعدم انحرافه عن مساره واهدافه . 4. اول من حذر من تحول الاحزاب الاسلامية الى احزاب سلطوية ، كما يحدث اليوم . وفي هذا يقول الشهيد حسن الشيرازي في كتابه ( كلمة الاسلام ) ان لم تضطلع المرجعية بدور الاشراف والنظارة على عمل الاحزاب فان الاحزاب الاسلامية ستحول السلطة الى هدف وليس وسيلة .ان في مسيرة الشهيد الحافلة المليئة بالبطولة والشجاعة ، مواقف لا تنسى ومنها موقفه حينما القى قصيدته ( زعيمنا الكرار ) امام سلطة بعث 1963 ، وهي في اوج قوتها وسطوتها ، بمناسبة ذكرى ولادة الامام علي عليه السلام ، والتي من جاء في بعضها :دستورنا القرآن نهتف باسمه وشعارنا في العالم الاسلاموزعيمنا الكرار لا ميشيل لا ماركس لا القسيس لا الحاخامجاؤوا فكانت لعنة حمراء ومضوا فكانت فرحة بيضاءويل العراق فليله لا ينقضي حتى تقوم حكومة الاسلام

القصيدة تدل بما لا يقبل الشك ، ان الشهيد لا يخشى في الحق لومة لائم ولا يتوانى عن قول الحق عند سلطان جائر ... لذا سارع البعثيون حين وصولهم الى السلطة ثانية بانقلاب عام 1968 الى اتهامه بالتخطيط والتدبير لانقلاب على النظام بالتعاون مع رشيد مصلح الذي كان حاكما عسكريا واليد اليمنى لعبد السلام عارف ، ليبقى الاول في المواقف وحتى في الاعتقال والتهم ... فهو اول رجل من الحوزة العلمية يعتقل بهكذا تهمة . وحتى في اعتقاله لعب دورا مميزا في قصر النهاية وسجن بعقوبة ، وكان النظام قاب قوسين او ادنى من تنفيذ حكم الاعدام بحقه لولا تدخل رؤساء بعض الدول العربية والاسلامية والوفود الشعبية التي كانت تتقاطر يوميا لزيارته في سجن ديالى ، ما دفع النظام لتحويل العقوبة من التصفية الجسدية للابعاد القسري الى خارج العراق . ولم يؤثر الابعاد في نشاط الشهيد رغم ما لحق به من آثار تعذيب لازمته حتى لحظة استشهاده ، فأسس الحوزة العلمية في سوريا وفتح في لبنان مركزا للتعليم الديني سماه (مدرسة الامام المهدي) وكانت لبنة لاجل تخريج العلماء والخطباء . كما فتح (دار الصادق) للطباعة والنشر والتي قدمت خدمات جليلة الى العالم الاسلامي قاطبة .وفي اليوم السابع لوفاة الشهيد الصدر الاول من عام 1979 ، كان الشهيد حسن الشيرازي يقيم مجلس عزاء له في بيروت ، وهو في الطريق اليه استهدفته اليد الآثمة لمخابرات النظام البعثي برصاصات غادرة استقرت في رأسه الطاهر ، ليسجل ترتيبه الذي لن يقبل غيره حيا كان ام ميتا؛ اول معارض للنظام يتعرض للاغتيال خارج العراق من قبل اجهزة النظام البعثي .ورغم كل ما قدمه الشهيد من مواقف وبطولات واعمال جليلة وتضحية ما بعدها تضحية ناذرا نفسه لقضيتي الاسلام والعراق ، فاننا اليوم نقف متعجبين لان احدا لم ينصفه لا من الكتاب والمؤرخين والمهتمين بشأن العراق السياسي المعاصر ولا من القوى السياسية العراقية والاسلامية ولا من الحكومة التي كان يفترض بها ان تحتفي بتكريم الشهداء من خلال نقش اسمائهم في الشوارع او تسمية الاماكن العامة او المدارس باسمائهم او حتى ادخال مواقفهم في المناهج الدراسية لتبقى في ذاكرة الاجيال ... وحتى لا تمر ذكرى استشهادهم مرور الكرام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي المسعودي
2011-05-29
من أغتال السيد الشهيد لماذا لم يقدموا الى المحاكم مثل عملية أغتيل الشيخ طالب السهيل .وتحياتي لكم أيها الاخ الفاضل جواد العطار .
حامد عواد عودة
2011-05-29
الأخ جواد العطار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أعتقد لولا موقع براثا الموقر وأصحابه المخلصين لما وجدت مكان آخر تكتب عن شهيد الحق ضد الباطل هكذا هي الحياة ماذا يكلف صفحات الشبكة العنكبوتية الشيطانية إذا نشرت خبر ذكرى شهادة الإمام المفكر السيد الشهيد آية الله حسن بن المهدي الشيرازي ( قدس سره) والذي بذل جهده ونفسه من أجل إعلاء كلمة الله الحق. حتى وصل به الأمر أن يجوب الأرض وقاراتها.أجل أخي جواد من يجعل لقطة صغيرة بيت يكلف الدولة والمال العام هل تتصور بأن هكذا أفراد حكومة يتذكرون الشهداء سلام
عبد الرزاق السعيدي
2011-05-29
رحمة الله عليك مولاي سيد حسن واللعنة الدائمة على البعثيين القتلة .. ارجوا من شباب العراق اليقظة الدائمة من مؤامرات البعثيين والدول الاعرابية واتخاذ سيرة حياة الشهيد عبرة ومنار ينير طريقهم اتجاه ظلمات الفتن المخابراتية التي تصاغ في الامارات والاردن مثل اليماني الدجال وكذلك الخراساني الذي يعد في اقبية المخابرات الاردنية تحت اشراف سميح البطيخي ...لخذل الامام المهدي حين ظهوره الشريف بسبب كثرة الدجالين والابواب المزيفة ولا حول ولا قوة الا بالله ...شكر خاص لصاحب المقال وبارك الله به واكثر من امثاله .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك