بقلم علي الموسوي / هولندا
تعقد لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي لكرة القدم `الفيفا` اجتماعاً استثنائياً يوم الأحد 29-05-11، للبت في `انتهاكات` محتملة من جانب أربعة مسؤولين دوليين، من بينهم القطري محمد بن همام، وطلب الأمين العام للفيفا، جيروم فالكي من لجنة القيم فتح تحقيق في تقرير تقدم به عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي، والأمين العام لاتحاد منطقة `الكونكاف`، جاك بليزر، حول انتهاكات محتملة لميثاق شرف الاتحاد من قبل مسؤولين بالفيفا.وأعلن فالكي تشكيل لجنة للتحقيق في الفيفا لملاحقة بن همام ومسؤولين آخرين في قضية تقديم رشى بمبالغ تصل الى الملايين من الدولارات لاستمالت رؤوساء الاتحادات الدولية والقارية والتصويت للملف القطري لاستضافة كأس العالم لعام 2022..!!؟؟ ومن المعلوم ان رئيس الاتحاد الآسيوي القطري بن همام كان المرشح الوحيد لمنافسة السويسري جوزيف بلاتر لرئاسة الفيفا ... وقد اضطر للانسحاب من المنافسة على سباق رئاسة الفيفا بعد توالي الفضائح واعترافه الصريح بجزء منها حتى قبل قبل مثوله أمام اللجنة ومن المؤكد أيضآ ان من كان يقف وراء بن همام أمير قطر والعائلة الحاكمة !!! وباتت قطر واستضافتها لكأس العالم عام 2022 ورئيس الاتحاد الاسيوي بن همام في مهب الريح ... والسبب الرئيسي هو عدم معرفة قطر لحجمها الحقيقي والجري وراء السراب !! .. ولو انتهت قضية استضافة قطر لكأس العالم بسلام وخروج بن همام بريئآ من التهم الموجهة اليه سنجد هناك قضايا وقصص كثيرة وأدوار مشبوهة أخرى ارتضت قطر لنفسها في لعب أدوارها القذرة وأنكشف المستور وظهرت الحقيقة ، وقد تكون هذه القشة التي ستقصم ظهر قطر وتكشف ألاعيبها السياسية وستدفع ثمنها آجلآ أم عاجلآ و باتت الأمور أكثر وضوحآ ، بعد ان أرتكاز الدور القطري على سياسة الشد والجذب والاستقواء بالقواعد العسكرية الأمريكية والمنافع الاسرائيلية الموجودة على أراضيها ، لقد تركت قطر تساؤلات عديدة وعلامات استفهام كثيرة حول الحجم والدورالسياسي والدولي الذي انيط بها !! وبدى لجميع المتابعين انها تتقن الدور الذي تقمصته باستحقاق وجدارة ! ، ومنذ مجئ الشاب حمد بن ثاني والسيطرة على مقاليد الحكم بالعملية الانكلابية أو الانقلابية !! واشتراط الابن على والده عدم العودة الى قطر والا سيواجه الموت المحقق !!.. بدأ الحاكم الجديد في الظهور وأخذ زمام الامور من الآخرين وبدأت قطر وأميرها حمد بن ثاني في منافسة الكبار ومحاولة سحب البساط منهم بتقديم المبادرات الخليجية والاقليمية وحتى الدولية منها وأصبحنا كل يوم نسمع في خبر جديد عن الدور القطري المشبوه في حل الأزمات والنزاعات في مناطق مختلفة من العالم ، وقد أبدى الكثير انزعاجهم وامتعاضهم من هذا الدور المأزوم خصوصآ ان هناك دولآ خليجية واقليمية كبيرة بحجمها ونفوسها وثرواتها وعلى رأسها مصر والسعودية والأردن لاتسمح لنفسها أن تأتي دويلة صغيرة لكي تحشر أنفها في كل صغيرة وكبيرة وتتقمص نفس الدور للدولة العبرية وتكون دولة قطر الاسرائيلية الخليجية وبامتياز!! وقد برهنت قطر لأسيادها انها الدولة الوحيدة التي يجدون عندها ما لايجدونه عند الآخرين وذلك من خلال برنامج مدروس تم التخطيط والاعداد له جيدآ لتصبح سوبر باور جديد في المنطقة وتعطى الأولوية لها كحليف مهم وستراتيجي لديه مواصفات كثيرة تتشابه فيها مع الكيان الصهيوني ومن المفيد التعرف على هذه الأدوار وهذا الأداء المحكم والمدروس !!!..
أولآ : انشاء قناة الجزيرة باشراف مخابراتي أمريكي واسرائيلي مشترك وتسخير الماكنة الاعلامية بشكل ذكي جدآ في خلط الأوراق وابعاد الشبهات عنها كمنفذ لمخططات مخابراتية دولية وقيامها في التصدي والدفاع عن القاعدة والتطرف الاسلامي حتى ظن البعض انها قناة ذو جذور اسلامية خاصة بعدما هيأت الأسباب لذلك بادخال المذيعات المحجبات في أول قناة فضائية عالمية وتم التركيز على برنامج الشريعة والحياة ومديرها السلفي أحمد منصور واستضافة الشيخ المتطرف القرضاوي حامل لواء الفتنة والسلفية الجهادية التي ينتمي اليها زعيم تنظيم القاعدة الحقيقي أيمن الضواهري ! وصمام الأمان لحكام قطر والعراب الكبير في دعوة وجلب المصالح اليهودية والاسرائيلية واستضافتهم في قطرتحت ذرائع مختلفة ومسميات دينية ..وتم ابراز القناة عالميآ ووضعها في الكيبل المخصص لنقل القنوات العالمية والمهمة في جميع الفنادق العادية وال5 نجوم وفي كل أنحاء العالم والسبب لايخفى عليكم !! وكما يعلم الجميع ان أي قناة لايمكنها أن تظهر حتى في دولنا العربية والاسلامية الا بموافقة الكبار والسماح لها في البث على هذا القمر أو ذاك كما حصل مع قناة المنار اللبنانية وقنوات أخرى ذات طابع اسلامي أوشيعي ...
ثانيآ : ملامسة مشاعر الشعوب العربية والاسلامية المضطهدة في الدفاع عن حقوقهم واستضافة السياسين والاعلاميين في برنامج الرأي والرأي الآخر والذي يتقن ادارته البعثي القديم فيصل القاسم ..وابراز هذه المظلومية والدفاع عنها خدمة لمصالح أكبر وأعظم ..!!
ثالثآ : تقديم الدعم المالي واللوجيستي للحركات والمنظمات المطالبة بالخلاص من أنظمتها ومحاولة سحب البساط من المخلصين منهم وجرها الى الفلك الأمريكي مع التحفظ والامتناع على تقديم هذا الدعم لمن هو خارج النطاق الأمريكي والاسرائيلي وبشكل صريح !!، وحالة الانتفاضة الشعبية في البحرين للمطالبة بتحسين الأوضاع والحقوق وقمعها بالطرق الوحشية والبربرية والسكوت عن ذلك بل الممباركة لهذا الفعل الشنيع خير دليل على ما نذهب اليه في وصف الحال ..
رابعآ : تقديم المبادرات والدعوات والتوسط بين الفرقاء في لبنان!!
وتكثيف التواجد القطري في جنوب لبنان وتقديم المساعدات النقدية والعينية للأبناء الجنوب الذي يقطنه غالبية شيعية وهي حالة شاذة في السلوك القطري ولكننا سنأتي على الأسباب ؟؟؟ !!
1- بعد ان عجز العدو الصهيوني والمخابرات العالمية والآلة العسكرية في عزل حزب الله اللبناني وتحييده عن الحياة السياسية جاء الدورالقطري المشبوه في دعوة المستثمرين واقامة المشاريع الحياتية لأبناء الجنوب اللبناني ذوي الغالبية الشيعية لاستمالتهم ومحاولة القضاء على الروح الوطنية التي لديهم من خلال تقديم المساعدات الخيرية والعينية .. ومن المسلمات التي بات يعلمها الجميع هو وجود أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط في قطر والدور الدنيئ الذي لعبته قطر في حرب تموز بوقوفها الى الجانب الاسرائيلي واطلاق صواريخ كروز الموجهة من قطر لضرب حزب الله في منطقة الضاحية لذلك عندما نذكر تقمص القطريين للدور الاسرائيلي فاننا نعني ذلك وبالشواهد والأدلة التي نمتلكها وقد تعلم حكام قطر اليهود كيف يقدمون الزهور بيد ويطعنون من الخلف باليد الأخرى ...
وحاولت المخابرات الاسرائيلية كشف مواقع حزب الله في المناطق المختلفة في الجنوب اللبناني محاولة الوصول الى مراكز القياديين بحجة التقارير الأعلامية والخبرية لقناة الجزيرة وربما شاهد الكثير منا تقرير الاعلامي غسان بن جدو عن حزب الله وتصويره المخابئ السرية وكشف بعض الخطط العسكرية لحرب تموز وقد كان عرض هذا الفيلم موضع حيرة وتساءل المخلصين عن كيفية السماح لهذه القناة أو أي قناة أخرى بالتصوير وايصال الصور والمعلومات مباشرة الى العدو الصهيوني للاستفادة منها في تقييم جاهزية حزب الله والاجهاز على أبناء المقاومة في أي عملية عسكرية قادمة لدولة الكيان الصهيوني في لبنان !! ومن الجدير ذكره ان الاعلامي غسان بن جدو قدم استقالته من قناة الجزيرة رافضآ لسياسة الاملاءآت ومعربآ عن غضبه من الازدواجية في التعامل من أحداث البحرين ، وقد سعت قطر الى لعب نفس هذا الدور المزدوج والخبيث في جمهورية ايران الاسلامية ودول أخرى مر ذكرها ..
خامسآ : تقديم الدعم للفصائل الفلسطينية واختراقهم واستدراجهم الى المفاوضات مع الكيان الصهيوني ....
سادسآ : التدخل السافر في الشأن العراقي بدعوة أزلام النظام البعثي السابق
واستضافة قتلة العراقيين وتجنيس الكثير منهم ضمن ضوابط طائفية بحته والتآمر على العراق بالاشتراك الفعلي في تقديم كافة أنواع الدعم والتحضير لحسابات مستقبلية في حال اجهاض العملية السياسية الوليدة في العراق ..
سابعآ: العمل على دعم ملفات خليجية تفيد في تقوية دول الخليج في وجه ايران والمنشآت النووية الايرانية .. والسماح للكيان الصهيوني والقوات الأمريكية بمراقبة وضرب أي تحرك ايراني محتمل أو مشبوه ، وذلك بالانطلاق من القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في قطر في الوقت الذي تسعى قطر وأميرها على تقوية العلاقات القطرية الايرانية وايصالها الى أعلى الدرجات من التنسيق والتفاهم ، نجد سيناريو خلط الأوراق نفسه يتكرر مع حزب الله في لبنان وسوريا وايران !!...
ثامنآ : (العمل على مسارين في سوريا بالضغط السياسي على رئيس النظام السوري لسحبه الى مائدة المفاوضات المزعومة وخارطة الطريق الجديدة التي يبشر بها الرئيس أوباما ، ومحاولة فك الارتباط الروحي والستراتيجي للمثلث السياسي السوري اللبناني الايراني وعزل حزب الله واضعافه ومحاولة القضاء عليه بشتى الوسائل ) .. (والاشتراك الفعلي في الاحداث القائمة في سوريا من خلال العمل على نشر الفوضى فيها بجميع الوسائل المتاحة وعلى رأسها قناة الجزيرة وجعل المواطن السوري يتحرك نحو التغيير. ووضع حكام سوريا أمام خيارين لاثالث لهما اما القبول بالشروط القاسية وركن المبادئ والثوابت التي يدعيها النظام أو عزله وتغيره واستبداله بنظام جديد يهيأ له .... وبالمناسبة لست في موقع الدفاع عن الانظمة الشمولية والديكتاتورية التي أذاقتنا الأمرين وشخصيآ أجد الكفر ملة واحدة !!!
وبعد استعراضنا وتصورنا لأهم جوانب السياسة القطرية في المنطقة تبقى هناك مجموعة من الامور الغيبية ويبقى الزمن يسابقنا في تصوراته الأخرى .. !! ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ... ومع تحفظنا الشديد على القادمين الجدد من السلفيين ودعاة التأسيس لأمارات اسلامية في هذا البلد أو ذاك وآخرها ما أعلن هذا اليوم عن سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة زنجبار في جنوب اليمن وقد يخدم ذلك القيادة السورية الى حد كبير ويبعد عنها أي تدخل مباشر محتمل في الوقت الحاضر!! وذلك خوفآ من اللعب بالنار والقادم المجهول ...!! وستعيد أمريكا وأذنابها حساباتهم من جديد .. وبات من المرجح أن ينقلب السحر على الساحر خصوصآ بعد التحولات الكبيرة في الدول الخليجية كالبحرين وعمان ... وظني أن التغيرالقادم ليس ببعيد عن قطر وحكامها خاصة بعد أن تكشفت جميع الأوراق وباتت دولة قطر ونظامها السياسي في مهب الريح .
https://telegram.me/buratha