حسن البحراني
تحدثنا في مقال سابق عن احتمالية تحول البحرين الى عسير ونجران اخرى والى اطماع ال سعود في البحرين بجعلها حديقة خلفية لهم يفرغون في ارضها الطاهرة قذاراتهم واوساخهم وقلنا ان هناك اصوات عميلة وايادي خائنة تدعم التوجه السعودي وتسعى الى "سعودة البحرين" من خلال رفع الاعلام السعودية ودعوات جاهرة بالحاق البحرين بمملكة ال سعود الارهابية والغائها كبلد مستقل ‘ وقد تجلت اطماع ال سعود ومخططاتهم الارهابية والتوسعية في الغزو العسكري لبلادنا واحتلالها وقتل ابناء الوطن وقمع ثورتهم الابية والمظلومة والاستهتار بمقدساتهم واعراضهم وممارسة الابارتايد الطائفي بحق ابناء الاغلبية .
الاطماع السعودية لا تنحصر فقط في البحرين بل تتجه لتشمل كل دول الخليج وحتى اليمن ‘ نفوذ الدولة الدينية الظلامية والمحكومة بأفكار تكفيرية ورؤية ضيقة للحياة والانسان ترتكز على قوة المال وعائدات البترول التي يذهب جلها لدعم التطرف والارهاب ومحاولة التغلغل في اوساط المسلمين والشعوب من خلال ما يسمى " المشاريع الخيرية" وتحت يافطات كاذبة ونشاطات عناصرها المتطرفة والمتشددة والتي عادة تأخذ من بناء الجوامع ونشر المصاحف الكريمة جسرا لتكريس تلك النفوذ .
بعد احتلال البحرين من قبل جيش ال سعود برزت مخاوف محلية واقليمية و حتى دولية من ان يستمر الاحتلال السعودي للبحرين في ظل وجود حكومة فاشلة وعميلة وفاقدة للشرعية استدعت القوات الغازية لقتل ابناء الشعب الثائر ولوأد ثورتهم المظفرة التي زلزلت عروش الطغاة في المنامة والرياض ‘ تلك المخاوف عكستها تقارير المراقبين وتصريحات عدد من قادة العالم وخشيتهم من ان ياخذ الاحتلال طابعا ملاصقا لحالة القضم وضم البلاد الى دولة ال سعود التوسعية ولم يخفى حتى بعض من دول الخليج ومنها الكويت من خلف الكواليس تناول الحديث حول احتمالية ان يقوم الجيش السعودي بضم تلك البلاد اليها والغاءها من الخارطة كدولة مستقلة .
ورغم تلك المخاوف ووعي عدد من دول المنطقة لسياسات ال سعود وتجاوزهم لكل الخطوط الحمراء التاريخية فان سؤالنا كان يتركز في المقال السابق على ماهية المسؤولية الملقاة على عاتقنا كشعب البحرين ودورأبناءها في منع حدوث "عسير ونجران اخرى" وكيفية التصدي لهجمة ال سعود التوسعية والاحتلالية ؟
هل يمكن ان ننشر الورود على القوات الغازية المحتلة التي تعيث في بلاد الاوال فسادا وارهابا وانتهاكا للاعراض والمقدسات ؟
اليس من مسؤولياتنا ان نقاوم هذا المحتل بكل الطرق المشروعة لازاحة هذا الكابوس الخطر الذي يهدد مستقبل البلد وابناءه وحضارته وتاريخه وثقافته ؟
هل المقاومة تعني ان يتوسل ابناء الاغلبية المظلومة بالسلاح وقوة المقاومة المسلحة من اجل طرد المحتلين والغزاة القادمين من مملكة التكفير والارهاب ؟أليس من حق اي شعب تحتل ارضه من قبل الغزاة ان يبدي مقاومة باسلة وعنيفة كي يدحروا جيش الاجنبي المحتل من ديارهم ويطهروها من دنس وجودهم غير المشروع ؟
هذه اسئلة مشروعة لا بد من ايجاد اجابة صريحة وواضحة لها ‘ شعبنا مازال متمسكا بالسلمية وأساليبها الحضارية في الدفاع عن حقه المشروع والذود عن اعراضه ومقدساته وحقوقه التي تنتهك يوميا على ايدي القوات المحتلة وحلفاءها المرتزقة وعملاءها المحليين من عصابة ال خليفة المجرمين الذين فتحوا ابواب البلاد على مصراعيها لشذاذ الافاق من كل حدب وصوب من اجل قمع هذا الشعب الاعزل .
نحن لسنا امام فقط جيش من المرتزقة والمحتلين وانما امام مشروع استعماري سعودي يحظى بدعم بعض القوى الاقليمية وحتى الدولية الهدف منها تغيير البنية الثقافية والحضارية والسكانية والسياسية للبلد هذا المشروع يراد له ان يستمر من اجل الحاق البلد بمهلكة ارهابية وتكفيرية لا تحترم حقوق شعبها فكيف نتوقع منها ان تحترم حقوقنا ؟؟
ان امام شعبنا خيارات كثيرة ولعل خيار التظاهرات والخروج في الشوارع وتبني المقاومة السلمية المدعومة بقوة ارادة الصمود والتحدي لدي ابناء الاغلبية المظلومة هو جزء من مشروع مقاومة شاملة يجب ان لا يستهان بها كما ان الاستمرار في نشر فضائح النظام الخليفي وجرائم قوات الاحتلال عبر وسائل الاعلام المختلفة وخاصة العالمية امر له اولوية قصوى اي اهمال او تهاون قد يلحق الضرر بثورة شعبنا ومقاومته الشجاعة المستمرة ضد الغزاة وعملاءهم .ان المعركة الاعلامية جزء لا يتجزء من المعركة السياسية والمقاومة في الشارع لربما اي قصور في المعركة الاعلامية قد يعيدنا الى الخلف عشرات السنين ويعطي للمحتلين والنظام الفاسد الوقت الكافي لترتيب اوراقهم وتنفيذ مخططاتهم الجهنمية واجهاض مكتسباتنا الثورية .فلا يستهان بالجانب الاعلامي ومعركة الفسيبوك واالتوتيتر ووسائل التواصل الاجتماعي وايصال الحقائق والوثائق والمعلومات والتقارير يوميا الى الجهات العالمية والحقوقية ورؤساء البرلمانات وحتى اعضاءها والى كافة وسائل الاعلام في العالم .ــــــــــــــــــــ
في المقال القادم سوف نتطرق الى دور ايران في التغييرات التي تجري في منطقتنا وموقفها من ثورة شعب البحرين والى خطورة استمرار الاحتلال على المعادلات القائمة في المنطقة والتي تشكل جمهورية ايران احد اطرافها الاساسية .
حسن البحراني كاتب بحريني مقيم في السويد
https://telegram.me/buratha