الكاتب واإعلامي قاسم العجرش
أنشأنا بإمتياز نحسد عليه "كل" مستلزمات "ديكور" مكافحة الفساد، عدد يصعب إحصاءه من المؤسسات المعنية بالنزاهة وتثبيتها كمنهج لإدارة الدولة،وبات أمر مكافحة الفساد وكأنه عزما ثابتا، والدولة ذاتها ما فتئت تعلن المرة تلو الأخرى من أعلى هرم السلطة فيها، الحرب على الفساد، ولم تصمت طيلة الفترة الماضية عن تأكيد هذا العزم، ، ولم يتوقف الحديث عن هذا السعي للجْم هذا الغول واستئصال مخالبه وأنيابه التي انغرست في لحم الشعب ومصَّت دمه، ونصبت في كل زاوية من زوايا مؤسسات الدولة كاميرات قيل أنها خفية لمراقبة الموظفين ليتم كبسهم وهم يأخذون الرشى من المراجعين، لكن الدولة أو ناصبي الكاميرات فاتهم أن ينصبوا كاميرات عند الـ "الجايجي " في داخل الدائرة أو خارجها ، فهناك صار ميدان التسليم السريع: سلم بلم..!.فالفساد سادتي "مؤسسة" نشطة، فاعلة ، قوية ، ذكية ، صعبة المراس، هلامية ، زئبقية، والفساد الموجود والمرتبط بالوزارات وبعض مؤسسات الدولة، فساد مركب شديد التعقيد، ومنه الفساد المقلق لنا جميعاً والمرتبط باستخدام النفوذ وما يتم تحت الطاولة، فمعظم المسؤولين بمن هم في موقع النفوذ لهم علاقات ببعض الشركات الخاصة المرتبطة بهم، أو أن لبعضهم شركاتهم الخاصة المسجلة بأسماء أقاربهم أو أنسبائهم ، ويستطيعون توظيف مواقعهم ومكانتهم لصالح هذه الشركات وإرساء عقودات العمل عليها، أو العمولات التي تعطى من عطايا الاستثمار الخارجي الوافد للبلاد الذي يصطدم بالاحتكار والبيروقراطية ويقف عند مفاتيح العمل ومسهِّلي الإجراءات....إنه سادتي الفساد غير المرئي لابد له من تدابير تكون دريئة منه، فكيف يستقيم أن يكون هناك وزير أو مسؤول له عدد من الشركات إما يملكها أو هو شريك فيها أو على صلةٍ ما بها، يعطيها ويحول لها العمل ويتوسط لها عند غيره أو يحتكر لها ما يقع في مجال اختصاصه؟..هذا النوع من الفساد الناعم الذي لا تطوله يد الباحث عن المستندات.. يعني مثل الصل ، كانت جدتي تردد في مناسبات كثيرة :"صل ما ينكضش من ذيله" : إستدراك: الصل إبن الحية وهو سريع الحركة نشط لا يمكن الإمساك به من ذيله لملاسته، تعلمون مرة أخرى أعود الى جنوبيتي، يعني معيدي، ماينكضش تعني: لا يمكن الإمساك به .. سلام....
https://telegram.me/buratha