علي جبار البلداوي
إن موت العلماء خطب جلل تتشنف له المسامع، بل تذرف له المدامع؛ لأن بموتهم تطوى صفحات لامعة، وسجلات ناصعة، من خصال الخير المتكاثرة، فرحيل العلماء ثلمة لا تسد، ومصيبة لا تحد، وفجيعة لا تنسى، فموت العالم معناه انهيار الأمة وتهدم لبنيان أقوام وحضارات أمم.حفظ الدين أعظم مقاصد هذه الشريعة الغراء، وإن من أعظم أسباب حفظ الدين حفظه بالرجال المخلصين، والعلماء العاملين، فوجودهم في الأمة حفظ لدينها، وصون لعزتها وكرامتها، وذود عن حياضها، فإنهم الحصن الحصين، والسياج المتين، الذي يحول بين هذا الدين وأعدائه المتربصين إن لله -سبحانه وتعالى- الحكمة البالغة، والقدرة النافذة في كونه وخلقه، وإن مما كتبه الله -جلَّ وعلا- على خلقه الموت والفناء، يقول سبحانه: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ للعلماء مكانة عظمى، ومنزلة كبرى، فهم ورثة الأنبياء، وخلفاء الرسل، والأمناء على ميراث النبوة، هم للناس شموسٌ ساطعة، وكواكب لامعة، وللأمة مصابيح دجاها، وأنوار هداها، بهم حفظ الدين وبه حفظوا، وبهم رفعت منارات وبها رُفِعُوا ان فقد العالم من اعظم الرازايا فماهي الا ايام قليله وتعود بنا الذكريات الى ارض النجف الاشرف والذكرى السنويه لرحيل شهيد العراق الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم (رض)عالماً جليلاً وداعية كرّس حياته للدعوة إلى الله، وخدمة دينه، ونشر العلم في كل مكان وفي كل بلد كان يحلّ فيه خلال مسيرة حياته الحافلة بالخير والعطاء والهداية والإرشاد ممتثلاً قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن". انه مثال العالم العامل، الغيور على دين الله، والحريص على هداية الناس، وتبصيرهم بأمور دينهم، والأخذ بأيديهم إلى جادة الصواب.ونعلم حق العلم أن العلماء لا يغيب امرهم عنا بل علمهم وتربيتهم وأخلاقهم باقية بين المحبين، فقد تعلمنا من شهيد المحراب (قدس)العلم الصحيح المتمثل في التمسك بالعقيدة الصحيحة وتعلمنا منه المواقف الثابتة مع ما نزل في الأمة من المدلهمات والنوازل العظيمة، فكان جبل علم وسيلا من الحق يتدفق علينا بمعينه وشهده المبارك
https://telegram.me/buratha