احمد عبد الرحمن
خلال ثمان واربعين ساعة فقط ، وربما اقل من ذلك ظهر دليلان دامغان على ان المنظومة الامنية للبلاد تعاني من الضعف والخلل والاختراق، دون ان يعني ذلك انكار او تجاهل ما حققته من انجازات خلال الاعوام القلائل الماضية في مجال التصدي للارهاب.الدليل الاول اغتيال المدير التنفيذي لهيئة المساءلة والعدالة الشهيد علي فيصل اللامي بكواتم الصوت في منطقة وسط العاصمة بغداد يفترض ان للاجهزة الامنية والقوات العسكرية وجود وحضور حقيقي وواقعي فيه.واغتيال اللامي هو عملية ارهابية ضمن سلسلة طويلة من العمليات الارهابية التي لم تعد تستثني احدا، وخصوصا وانها باتت تنفذ بطرق ووسائل مختلفة ، ولم تعد تقتصر على السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة، فقبل اللامي سقط المئات-بل الالاف-من موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، اضافة الى اناس ابرياء من فئات وشرائح اجتماعية مختلفة.والدليل الثاني القاء القبض المتأخر جدا على ارهابي خطير كان يقود مجاميع تقتل وتذبح وتغتصب تنهب وتسلب، وكان ذلك الارهابي الخطير يتحرك منذ عدة اعوام تحت عناوين ومسميات متعددة، ليدخل السجون ويلتقي برفائه الارهابيين ويدخل المنطقة الخضراء ويقيم علاقات مع مسؤولين حكوميين وسياسيين... كل ذلك والاجهزة الامنية ومن يعنيهم الامر لايدركون ولايعون ماذا يجري حولهم وبالقرب منهم، وربما يدرك ويعرف البعض منهم ذلك.كم من امثال الارهابي فراس حسن فليح موجودين ويصولون ويجولون ويرتكبون ابشع الجرائم تحت غطاء القانون والسلطة ومنظمات المجتمع المدني وغير ذلك من العناوين؟.. لاشك ان عدد هؤلاء كبير وهو بحجم وسعة الارهاب الذي يمتد في كل زوايا خارطة الوطن دون كثير -ولاحتى قليل-من الخوف والتردد والوجل. ان المعاناة اليومية للمواطن العراقي بجوانبها الحياتية والخدمية والامنية، والتي تتجلى مصاديقها واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، لم تأت من فراغ، وانما هي حصيلة اخطاء وانحرافات وسلبيات واهمال، تراكمت جميعها لتوفر اجواء ومناخات مناسبة لاعداء العراق ليلتقطوا انفاسهم ويعيدوا تنظيم صفوفهم، ولينفذوا ماربهم الاجرامية الدنيئة.ولايمكن لكل من يشغل موقعا تنفيذيا كبيرا في الدولة،سياسيا كان ام امنيا ام عسكريا ان يتنصل من المسؤولية، ويبحث عن شماعات ليعلق عليها اخطاءه واهماله وضعفه. فأرواح الناس ودمائهم ليست رخيصة الى الحد الذي تستباح فيه في كل يوم عبر السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة وكواتم الصوت، من دون ان نجد من ينتفض لوقف هذا التداعي ووضع حد له.
https://telegram.me/buratha