قلم : سامي جواد كاظم
منذ ان سقط صنم العراق بدات انطلاق فضائيات تابعة لاتباع اهل البيت عليهم السلام والتي جاءت بعد قمع حرياتهم في الانطلاق فهل جاء انطلاقهم بشكل مدروس وهادف ؟
من البديهيات التي يجب ان يلتفت اليها المكلف اثناء قيامه باي عمل هي النية فكل عمل من غير نية يكون اما باطل او فاسد فالنية هي الهدف ، وطبيعة الهدف له ظروفه المحيطة به والتي يجب ان تدرس بدقة لا ان يكون العمل مجموعة افرازات محتقنة في صدر صاحب العمل لم يستطع البوح بها وفجأة فتح الباب على مصراعيه فاندفع تيار الافرازات بقوة من غير دراسة .
الكلمة اما حسنة او قبيحة وقيمتها ليست فقط بالذي ينطقها بل ايضا بالذي يسمعها فالمتكلم تقيم نصف شخصيته من خلال الكلمة والنصف الاخر من خلال تاثيرها في الاخر وقيمة الكلمة تقيم من خلال تاثيرها في الاخر اذن اصبح المتلقي هو الفيصل في تقييم قوة الكلمة وناطقها وعليه لابد من دراسة متانية في اختيار افضل الظروف لافضل الكلمات لنحصل على افضل التاثيرات .
اهم اشكال وقع فيه الاعلام الاسلامي الامامي هو قلة الدراسات الامامية الافتائية بخصوص عمل الاعلامي وما يتعلق به من جوانب اخرى فنية ومادية مما يدخل الاحتياط في عمل الاعلامي فتفوته فرص كثيرة للتطور الاعلامي .
فضائياتنا للاسف البعض منها تمتلك امكانات مادية هائلة لكنها تفتقر الى كفاءات تديرها واخرى فيها كفاءات ولكن لا امكانية مادية واذا ما انتقل الكفوء الى فضائية اخرى فهنالك خطوط قد تحد من طموحه وبين هذا وذاك يبقى الخطاب الاعلامي ليس بمستوى الطموح .
المفروض بالفضائية ان تكون خطوتها الاولى هي دغدغة مشاعر المتلقي على ان تنتقل الى ما تريد ان توصله من معلومة اليه اما الابقاء على ما يرغب المتلقي فهذا يعني النزول الى مستوى المتلقي من غير صعود المستوى الثقافي للمتلقي الى هدف الفضائية .
هل يجوز استخدام كفاءات اعلامية لا تلتزم بالاحكام الشرعية ؟ هذا اهم جدل يدور في الوسط الاعلامي الامامي ، اقولها وللاسف لا زلنا نراوح في مكاننا لا نحن استطعنا توظيب هذه الكفاءات ولا نحن استطعنا الارتقاء بامكانياتنا بمستوى هذه الكفاءات .
لو اقدمنا على شراء ساعة من فضائية مشهورة ولها متابعيها لبث برنامج اسلامي عصري يتماشى والافكار المطروحة على الساحة الثقافية فانه افضل من بث برامج احدى الفضائيات الشيعية لمدة سنة ، ولو استعنا بمذيع له مريدوه ومتابعيه لتقديم برنامج ينهض بالمستوى الثقافي للمتلقي افضل من مئة محاضرة يلقيها شخص غير كفوء من خلف مكتب وامامه اللاقطة .
الاهم في برامجنا الفضائية اليوم هو الشعر الشعبي واللطميات واظهار اصحاب الامتيازات المالية للفضائية مهما كان محتوى برنامجهم او خطابهم .
المسلسلات التركية التي بثت من على الفضائيات كان السلاح الوحيد لمواجهتها هي الفتوى وللاسف جاءت النتائج معكوسة فاين كوادرنا الاعلامية من انتاج مسلسلات ليس على غرار التركية بل الافضل منها ولنا مثل بمسلسل المختار الذي احدث زوبعة حتى في الوسط السعودي بل ان كثير من اتباع اهل البيت الذين كانت لهم معرفة بثورة المختار ترسخت في اذهانهم وتفاعلوا معها من خلال المسلسلة .
العنصر النسائي مهم جدا في الفضائيات وهذا الذي يسبب الاحراج والاشكال في كيفية عملها من غير ان ترتكب المحرمات وحجابها هو الاهم ؟ هل يحق لهم الاستعانة بكوادر لا تلتزم بالاحكام الشرعية ولكنها ذات كفاءة عالية تستطيع النهوض بالمستوى الثقافي لنسائنا من خلال ادائها ومهارتها في كيفية سرد المطلوب منها من ثقافة توعوية للمراة المسلمة ؟
عندما انتهت معركة الجمل بعث الامام علي عليه السلام عائشة زوجة النبي مع اربعين فارس الى المدينة وعندها تبين ان الفوارس هم نساء فهذا يعني انهن قطعن المسافة من البصرة الى المدينة ووسط الصحاري وهن ممتطيات الجمال والخيل ، فهل هذه المهارة جاءت بين ليلة وضحاها ام ان لها جذور ؟
في احدى حواراتي مع احد الاخوة المخرجين لاحدى القنوات الفضائية الشيعية سالته لم لا يتم بث الاخبار والمعلومات المصورة المهمة بغض النظر عن من يظهر في الصورة سواء كانت امراة متبرجة او غير ذلك ، فلابد لنا من الاطلاع على ما يجري حولنا والا اذا بقينا هكذا فاننا سنبقى ندور حول انفسنا ، فتردد في الاجابة وبعد مدة رايته وسالته عن ما تقوم به بعض الفضائيات الشيعية من عرض هذه الاخبار التي ذكرتها له فقال لي ان رايك هو الصائب فان هذه الاخبار كان لها الاثر الايجابي في استقطاب المشاهدين والتي من خلالها استطعنا بث برامج متخصصة في الرد على ما تحتوي هذه الاخبار من ضلالات .
قبل استشهاد السيد محمد باقر الصدر كان على وشك الاتفاق مع اذاعة مونتي كارلو على شراء ربع ساعة من بثها على ان يكون قبل نشرة الاخبار بربع ساعة ولكن يد الظالم طاغية العراق لم تمهله لتحقيق هدفه ، فلماذا لا نشتري ساعة من قناة الجزيرة او العربية او حتى روتانا فاننا قد نحقق اهداف لا نستطيع تحقيقها من فضائياتنا خلال سنة كما وان الصرفيات اقل بكثير من نصف صرفيات فضائية واحدة .
الشهيد مطهري كان يكتب مقال في مجلة روز زنانة الفارسية المتخصصة بملابس النساء وبعض صورها اشبه بالعاريات فكان يكتب فيها ويتعمد وضع صورته مع المقال فاثار حفيظة بعض من حواليه فقال لهم انا ان نشرتها في مجلة اسلامية فانها لا تصل الى الشباب المنحرف الذي يتابع مثل مجلة روز زنانة فلابد لنا من الذهاب الى عقر دارهم لتوعيتهم .
الاسلام اليوم في بعض او اغلب الدول الاسلامية بدا يجاهد المنكر على ارضه بدلا من ان يامر بالمعروف في البلدان غير الاسلامية فاصبحت ساحتنا صراع بيننا وبين المنكر فالستراتيجية الحربية تقول اذا ما اردت الحفاظ على هدفك فيجب ان تقاتل في المساحة التي هي خارج نطاق هدفك ، وفضائاتنا تصل الى هنالك فهل حققت ما نربو اليه ؟!!
https://telegram.me/buratha