المقالات

نهب..ولصوصيه..على المكشوف

914 16:16:00 2011-05-30

الدكتور يوسف السعيدي

نهب..ولصوصيه..على المكشوف-----------------------------------------ليس الفساد بالمستعصي على التعريف انه التجاوز على المال العام وارغام المواطنين على دفع المال لانجاز معاملات وطلبات مشروعة هذا هو الفساد الداخلي...ونحن كثيراً ما نتحدث عن الفساد الداخلي ولكن ينبغي ايضا ان نتحدث عن فساد من نوع آخر وهو استلام ملايين الدولارات من جهات اقليمية معروفة مقابل خدمة مخططاتها... ولقد ذهب الجشع ببعض هؤلاء انهم لا يعطون اتباعهم الا النزر اليسير ويحتفظون بجل المبالغ المرصودة لانفسهم الامر الذي يثير غضب الاتباع بين الحين والحين...والامر هنا لا يقف عند حد التساوي مع الرشوة التي يمارسها بعض الموظفين بل هو عمالة، وخيانة للوطن، والا ما معنى العمالة والخيانة غير ان تخدم جهات اقليمية ودولية وتنفذ مطالبها وتعمل بمشورتها مقابل ثمن مدفوع؟.وهل للتجسس نفسه من تعريف آخر؟ والمصيبة ان هؤلاء انفسهم يرفعون اصواتهم، دون حياء، وكأن الناس لا يعرفون، يرفعون اصواتهم بالشكوى من الفساد المستشري، ويؤكدون بانه لا وسيلة للقضاء عليه الا بانفرادهم بالسلطة ليلهفوا المزيد ويحققوا مخططات من يدفع لهم... وها هم يزجون ببعض ذوي الحاجة وسط تظاهرات الجماهير التي تطالب بالحق ليحرفوا هذه الجموع عن مطالبها المشروعة، ويتهمون من خلال القنوات القابضة بالملايين الشرطة الفقراء المساكين بالعدوان عليهم، كما يتهمون الحكومة التي يشاركون فيها بمصادرة الحريات والارهاب الذي ما بعده ارهاب، فهلا قالوا شيئا عن حكومتين على الاقل تدفع لهم، فهل ان هاتين الحكومتين هما المثال والنموذج الاروع للديمقراطية؟ وهل قالوا لنا من اين لهم كل هذه الارصدة والعمائر في الدول الاجنبية؟اللهم لا نسألك رد القضاء بل نسالك اللطف به...اما في الداخل فليس الفساد المالي والاداري يتجلى فقط ان يأخذ موظف صغير بضعة دنانير لاخراج معاملة مواطن من دائرة الروتين وانجازها بالسرعة المطلوبة، فهذا امر وان كان خطأ لكنه يعتبر شيئا بسيطا ازاء نهش الملايين والمليارات... ليس بانجاز معاملة بل باخفائها تحت كلمة اختفت، ويتجلى الفساد ايضا باحالة المشروعات لمن ليسوا بقادرين على انجازها مقابل عمولات ترتفع بكلفة المشروع احيانا الى حد الضعف والضعفين، والادهى والامر بان المشروع لا ينفذ بالوقت المحدد او لا ينفذ بالمواصفات المقررة، او لا ينفذ بالمرة باية مواصفات وبأي زمن، ولم نسمع ان مقاولاً ما قد حوسب لهذا السبب، ولا بمسؤول قد حوسب، بل ان نكول المقاول يتخذ مبرراً لعدم استفادة المواطنين من مردوده...وهكذا صرنا نسمع ان الماء لم يصل الى هذا القضاء او تلك الناحية لان المقاول قد نكل بتعهده... اما من هو ويسدل الستار على القضية وكأن هذا التبرير يجعل الماء قد وصل.. اما من هو المقاول؟ وما هي الاجراءات التي اتخذت ضده؟ ومن احال عليه المشروع؟ ولماذا لم تتخذ اجراءات عند كل مرحلة بل يستمر دفع الاقساط المالية دون ملاحظة ما يجري على الارض من انجاز حتى اذا استنفذ جميع التخصيصات ظهر انه حتى المراحل الاولى من المشروع لم تنجز انما هناك قطع حديد خردة او بضعة الواح من الخشب وحارس مشغول بلف سجائره؟ونأتي الى قضية المليارات التي اختفت...كيف اختفت والمفروض انها في حرز حريز في احد المصارف وليس في ادراج المكاتب وانها في عهدة المسؤول الاعلى ومن يليه من الموظفين وان هناك قواعد للصرف لا يمكن تجاوزها فاين ذهبت؟ وكيف؟ ان مثل هذه الظاهرة لم تحدث الا في العراق...والمفروض ان وزارة المالية وديوان الرقابة المالية ان لا يقتصر عملهما التدقيقي على مراجعة المبالغ المصروفة وما يقابلها من وصولات صرف في نهاية كل عام... بل يجب ان تكون اجهزتها التدقيقية في حالة استنفار ومراقبة دائمية طيلة العام وفي توقيتات غير مقررة سلفا او يعد لها الحساب، ولتهيأ لها المعاذير...والآن نأتي الى النقطة المهمة وهي ان الذين اوغلوا في الفساد والافساد هم الذين يرفعون اصواتهم صائحين (الله اكبر من طغيان الفساد)، يحدث هذا في البرلمان، ويحدث في المقابلات التلفزيونية، ويحدث في التصريحات لكل وسيلة من وسائل الاعلام... والادهى والامر انه يحدث عندما يرسل هؤلاء بعضاً من اتباعهم وبعضاً من الفقراء الى تظاهرات الجمعة التي صارت موضة ليرفعوا اصواتهم لاعنين الفساد والفاسدين ومطالبين باقصائهم، ويدفع لهؤلاء ثمن بسيط مقابل ما تجود به حناجرهم وممن؟ يدفع الثمن من الفاسدين والمفسدين... والغاية؟ هي ان يمسكوا بتلابيب الحكم للحصول على المزيد من المال الحرام وتشويه المطالب المشروعة للجماهير... والحل؟الحل يكمن في قانون من اين لك هذا؟ويبدأ التساؤل من الذين كانوا حتى وقت قريب حفاة عراة لا يملكون ما يسد الرمق، حتى اذا تسنموا المناصب في الزمن اللعين اصبحوا من ذوي الملايين بل المليارات وصار لهم شأن، وصار لهم مركز اجتماعي يصنعه المركز المالي، وصاروا يتعالون على الناس الشرفاء...على انه جدير بالحكومة عندما تحاسب ان لا تستند الى اقوال الذين يسأل عن اموالهم فحسب بل لابد وان تكون لديها من الوسائل ما يكشف الحقيقة دون ادعاء... ليقال عن كل متهم ليس له ذنب بانه بريء ومواطن شريف وليقال عن كل من سرق اموال الشعب بانه واطئ الخلق ويجب ان ياخذ جزاءه في العقاب ويجب ان تسترد منه الاموال...وفي ظننا ان اول ما ينبغي ان يسأل عنه بعد المليارات التي قيل عنها انها اختفت هي نفط الشعب المسروق، من سرقه؟ ومن صمت على اساطيل السيارات التي نقلته وهو المسؤول امام الله والشعب؟ ولمن تم بيعه؟ وفي اي جيب استقرت عائداته؟.. لذلك كله نحن لا نعتقد ان محاربة الفساد تتم بمحض النوايا الطيبة او باجراءات ضد صغار الموظفين بل بمحاسبة اسماء صارت معروفة لكثرة ما نهبت وسلبت والله في عون المخلصين في دولتنا لان الفساد قد اصبح مؤسسة وليس مجرد افراد، مؤسسه لها اذرع ووسائل اعلام ومرتكزات داخل البلاد وخارجها ولذلك فان المهمة ستكون صعبة ومع ذلك فان النوايا الطيبة المشفوعة بالحزم، والاعتماد على ارادة الشعب قادرة اذا ما تلاقت على القضاء على الفساد والفاسدين والمفسدين...

الدكتوريوسف السعيديالعراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الباحث:قاسم بلشان التميمي
2011-06-02
استاذنا الفاضل دكتور يوسف السعيدي لك مني الف تحية وتحية على مقالك الرائع هذا وتشخيصك الدقيق للفساد دمت لنا كاتبا متميزا وحفظكم الله قاسم بلشان التميمي
الأنتفاضة_
2011-06-01
الأستاذ السعيدي . مايثير أستغرابي بكل مايكتب هنا وهناك هو (الغموض في تقديم المعلومة للقارئ).ولا أدري لماذا الكاتب لايقول ان المسؤول فلان فاسد وحرامي حتى تتكون عند القارئ ان هذا المسؤول الذي أنتخبه فاسد.لاكن عدم ذكر الأسماء يكون القارئ مشوش فهو يقرأ حقائق يلمسها في حياته اليومية لاكن يبقى السر من هو المسؤول الفاسد الذي لايتجرأ كاتب ان يقول فلان.استاذي الكريم..كل من أنتخب هذه الزمرة مشارك بالجريمة بمعنى أن أغلبية الشعب العراقي شاركهم جريمتهم لأنه أنتخب من دفع الرشى وأنتخب ابن العشيرة والحزب.
الدكتور يوسف السعيدي
2011-05-31
سرني كثيرا مروركما على المقال ايها الافذاذ من طينة العراق الجريح المظلوم...مثل هذه المقال ...نعم تثير الشجون...ولكوننا ننشر في موقع وكالتنا براثا....كلي امل بأن يرفع قانون من اين لك هذا الى البرلمان العراقي اولاً....وبعدها لكل حادث حديث...وبارك الله تعالى بكل الحيرين العراقيين الشرفاء
الحقوقي عباس الحسيني
2011-05-31
الاستاذ الكاتب الدكتور يوسف السعيدي كاتب متمكن ومعروف واقرأ له باستمرار , فقد حدد المشكلة في مقاله هذا ووضع الحل , فقانون من اين لك هذا هو قانون اثبت نجاحه وفعاليته في الكثير من الدول , لكن ياحضرة الدكتور يوسف السعيدي العزيز , اذا كان الفساد في العراق قد بلغ مؤسسة وليس مجرد افراد وهذا كلام صحيح تماما , بل ونضيف انه قد بلغ مؤسسات !!!. , فاذا كان الامر كذلك فمن الذي سيرفع مشروع القانون ومن الذي سيقره ويصوت عليه ومن الذي سينفذه بصورة قانونية حال اقراره اذا كان الفساد قد سرى مسرى النار في الهشيم ؟؟
امير العراقي
2011-05-31
الله اكبر بلد مرعب بكل المقاييس لاتسمع فيه الا الفساد الاداري والمالي وكل انواع الكوارث التي وجدت على وجه الارض وكل انواع الاحتيال والدجل العالمي موجود بالعراق الفضائيات العراقيه وغيرها تنقل هذه الكوارث وبهذا الحجم الكبير من الكوارث والحرمنه وسوء الخدمات من المفروض ان يكون فيه سعر البيت لايتجاوز الف دولار وهي كثيره لان الخطوره والمجازفه في العيش في بلد بهذا النموذج الكارثي من الحرمنه والعصابات والارهاب والغش والاحتيال والكذب وفقدان الامان والنفوس الضعيفه- الله يكون بعون الشرفاء في هذا البلد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك