كريم الوائلي
النظام البائد كان قد ربح معركة الأمن الداخلي وان كان الثمن غاليا ومدفوعا من معانات الشعب العراقي ، ولكنه بالمقابل قد خسر حروب وارجع العراق بسببها إلى الخلف عقوداً طوال يدفع ثمنها اليوم مضاعفاً ، غير إن العراق الجديد ربح حرب التحرر من التخلف والاستبداد ، وتمكن من السيطرة على ثرواته التي كانت وما تزال سببا في معاداته ، وتمكن من الوثوب الى الطريق الذي اختطه لنفسه وصولا إلى إرساء دولة المواطنة المنشودة وان كان السير ليس حثيثا ويشوبه الكثير من العثرات والمعوقات ، ولم يكن الانتصار سهلا او مجانيا ، وليس خليقا بالمنتصر ان يقلل من شراسة عدوه وقوته واحترافيته وإلا لا قيمة للانتصار على عدو ضعيف وهزيل . ان أعداء العراق شرسون وقساة ولا قيم لهم ولا يعيرون وزناً لشرف الخصومة ، نعم ، ان للخصومة شرفا ، وأول من وضع للخصومة شرفها هو الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام فلم يكن عليا خصما مجردا لطرف بعينه ، بل كان خصما يحمل قضية ما هدء اوارها الى اليوم ، ولم يقاتل انتصارا لنفسه او مدافعا عنها ، ولو كان أعداء العراق اليوم أصحاب قضيه لكان جديرا بالعراقيين احترامهم ، ولكن اية قضية تبرر الغدر بالوطنيين وقادة الامن والعلماء والعزل من الناس . العراقيون ربحوا حربا ضروسا مع الارهاب الاعمى بكل اشكاله ومصادره وساهم فيها النساء والرجال ، الشيوخ والأطفال ، وما كان لأحد ان ينكر ذلك وهم الذين لملموا جراح ابناءهم وجمعوا أوصالهم بأيديهم بعد كل اعتداء ، وآثار انتصاراتهم ماثلة الان في أسس دولتهم وفي قاعدتها ومرتكزاتها وثرواتها، ولم يبق سوى زج الشباب المدَرب والمؤمن بقضية بلده لرفع عمائر الاعمار وصيانة الأمن والاستقرار وإنزال الهزيمة المرة بأعدائهم الذين لا هدف لهم إلاّ السلطة والتسلط والإبقاء على شعب محروم ووطن متخلف . ان كسب الحرب وإحراز النصر النهائي فيها يبقى مرهون بكسب معركة الكواتم التي تأخر إحرازها واستعصت على الحسم في بلد يمتلك من الأموال ما يمكنه من شراء الأمن بأي صورة ووسيلة ، فلم يعد الأمن حبيس بمنظومة وتجربة او بوصفة واحدة او رهينة بعنصر يمتلك دربة وحرفية كما كان معمولا به وان كان ذلك من أدوات العمل التكميلية ، انما الأمن اليوم منظومة من التقنيات المعقدة القادرة على إنتاج الاستقرار وفرض الأمن وكشف الخطوط المائلة التي تعمل سرا من داخل منظومة الأمن القومي والمستشرية اليوم في المنظومة الأمنية العراقية . ان ما يحتاجه الأمن اليوم من عناصر النجاح هو رجال مخلصون ومؤمنون بقضية بلدهم وتقنيات استخباراتية حديثة تتصل بالاقمار الصناعية واستعارات تجريبية من الدول الصديقة .
https://telegram.me/buratha