المقالات

نجاح العملية السياسية مرهون بحسم معركة الكواتم

1132 23:40:00 2011-05-30

كريم الوائلي

النظام البائد كان قد ربح معركة الأمن الداخلي وان كان الثمن غاليا ومدفوعا من معانات الشعب العراقي ، ولكنه بالمقابل قد خسر حروب وارجع العراق بسببها إلى الخلف عقوداً طوال يدفع ثمنها اليوم مضاعفاً ، غير إن العراق الجديد ربح حرب التحرر من التخلف والاستبداد ، وتمكن من السيطرة على ثرواته التي كانت وما تزال سببا في معاداته ، وتمكن من الوثوب الى الطريق الذي اختطه لنفسه وصولا إلى إرساء دولة المواطنة المنشودة وان كان السير ليس حثيثا ويشوبه الكثير من العثرات والمعوقات ، ولم يكن الانتصار سهلا او مجانيا ، وليس خليقا بالمنتصر ان يقلل من شراسة عدوه وقوته واحترافيته وإلا لا قيمة للانتصار على عدو ضعيف وهزيل . ان أعداء العراق شرسون وقساة ولا قيم لهم ولا يعيرون وزناً لشرف الخصومة ، نعم ، ان للخصومة شرفا ، وأول من وضع للخصومة شرفها هو الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام فلم يكن عليا خصما مجردا لطرف بعينه ، بل كان خصما يحمل قضية ما هدء اوارها الى اليوم ، ولم يقاتل انتصارا لنفسه او مدافعا عنها ، ولو كان أعداء العراق اليوم أصحاب قضيه لكان جديرا بالعراقيين احترامهم ، ولكن اية قضية تبرر الغدر بالوطنيين وقادة الامن والعلماء والعزل من الناس . العراقيون ربحوا حربا ضروسا مع الارهاب الاعمى بكل اشكاله ومصادره وساهم فيها النساء والرجال ، الشيوخ والأطفال ، وما كان لأحد ان ينكر ذلك وهم الذين لملموا جراح ابناءهم وجمعوا أوصالهم بأيديهم بعد كل اعتداء ، وآثار انتصاراتهم ماثلة الان في أسس دولتهم وفي قاعدتها ومرتكزاتها وثرواتها، ولم يبق سوى زج الشباب المدَرب والمؤمن بقضية بلده لرفع عمائر الاعمار وصيانة الأمن والاستقرار وإنزال الهزيمة المرة بأعدائهم الذين لا هدف لهم إلاّ السلطة والتسلط والإبقاء على شعب محروم ووطن متخلف . ان كسب الحرب وإحراز النصر النهائي فيها يبقى مرهون بكسب معركة الكواتم التي تأخر إحرازها واستعصت على الحسم في بلد يمتلك من الأموال ما يمكنه من شراء الأمن بأي صورة ووسيلة ، فلم يعد الأمن حبيس بمنظومة وتجربة او بوصفة واحدة او رهينة بعنصر يمتلك دربة وحرفية كما كان معمولا به وان كان ذلك من أدوات العمل التكميلية ، انما الأمن اليوم منظومة من التقنيات المعقدة القادرة على إنتاج الاستقرار وفرض الأمن وكشف الخطوط المائلة التي تعمل سرا من داخل منظومة الأمن القومي والمستشرية اليوم في المنظومة الأمنية العراقية . ان ما يحتاجه الأمن اليوم من عناصر النجاح هو رجال مخلصون ومؤمنون بقضية بلدهم وتقنيات استخباراتية حديثة تتصل بالاقمار الصناعية واستعارات تجريبية من الدول الصديقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هادي العامري/فنان واعلامي
2011-06-01
ونجاح عمليه الكواتم تحتاج الى تفليش وزارة الدفاع والداخليه لانهما مخترقتان حتى النخاع لكل من هب ودب بعثيه.ارهابيه .فدائيين.جهله اميين.جوعيه ... صعاليك سراق كلي اشلون راح تصفه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك