حسن البحريني
هل يكون غدا يوم تاريخي في حياة ابناء الشعب البحراني الابي والصامد ؟ هل يوم غد هو محطة جديدة في مسيرة الثورة العاتية التي هزت عرش طاغية الصافرية وطغاة الرياض الذين شاركوا بقواتهم الغازية في جريمة العصر بعد احتلالهم البحرين وقمعهم لشبعها وتطبيق سياسة الابارتايد الطائفي بحقه ؟
لماذا يكون يوم غد تاريخيا ومحطة جديدة في مسيرة الثورة الشاملة ضد النظام الخليفي الفاسد ؟
ان رفع حالة الاحكام العسكرية القمعية يوم غد لا يعني ان القمع سوف ينتهي ولا يعني ان الطاغية سوف يقوم بسحب قوات الامن والمرتزقة والميليشيات والبلطجية من الشوارع بل هو يوم دعائي للحاكم الطاغية لتلميع صورة نظامه القمعي الذي اهتز اهتزازا بليغا كالزلزال في العالم ولدي الرأي العام العالمي ‘ لذلك فان اغلب المراقبين السياسيين ومصادر المعارضة الثورية لا تتوقع ان يكون هناك اي تغيير في موقف نظام الابارتايد الطائفي الذي يناور ويخادع ويتحرك بمكر وخبث وهو متمادى في عمليات القمع والاعتقال والتعذيب والتحفظ على المئات من ابناء الشعب في غياهب السجون وغياب اي بوادر قد تشير الى وجود تنازل او تراجع في ذلك .
وجاء خطاب الطاغية امام جمع من الصحفيين ليثبت ان النظام مازال مستمر في غيه ومتعنت ويمارس الخداع وسياسة المماطلة ‘ فلم يتطرق الطاغية الى اي من الملفات التي كانت ومازلت تشكل اساس الاحتقان السياسي والسبب في ماوصلت اليه البلاد وما قام به الشعب من ثورة شاملة ضد نظام ال خليفة واسرته الفاسدة ‘ خطابه سبب احباطا للمراقبين السياسيين وسبقه اجراء تعسفي اخر وذلك باستدعا ء ابرز دعاة الحقوق المدنية و المدافعين عن حقوق الانسان السيد نبيل رجب ومعه عدد من نواب البرلمان ورئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان الذي يعتبره المراقبون بانه "خط احمر" الا ان هذا الخط ايضا قد تم تجاوزه بايعاز من السيد الامريكي الذي اوعز عبر سفيره في البحرين وبمشورة من عراب البيت الابيض الى البحرين فيلتمان وذلك من اجل الضغط على المعارضة للدخول في حوار فاسد ومفسد وغير مفيد في ظل تواجد المئات من ابناء الشعب وقادته ورموزه في السجون وفي ظل استمرار سياسة التطهير والابارتايد الطائفي وفي ظل الاحتلال السعودي التكفيري الغاشم للبلاد .خطاب رأس النظام كان فارغا ومحبطا ودليل عدم وجود اي برنامج للتغيير الحقيقي ولا اليات الاصلاح الجذري الذي يؤدي الى ان يكون الشعب هو مصدر السلطات ويقرر مصيره بنفسه ‘ بل اعطى ضوء اخضر للتقسيم السياسي والطائفي في البلاد وشجع على الاستمرار في فكرة "البدعة الجديدة" وذلك باعطاء دور للطرف الثالث الذي خرج من رحم ال خليفة "تجمع الابارتايد " بقيادة عميل النظام عبد اللطيف اعتبره عدد من المراقبين نوع من الالتفاف على المطالب واعطاءها بعدا طائفيا الهدف منه ابقاء الامور كما هي عليه الان .
ان يوم غد يجب ان يكون يوما تاريخيا عظيما وذلك بالخروج كل ابناء الشعب عن بكرة ابيهم في تحدى صارخ لخطاب الطاغية وسياسته القمعية ونظامه الفاسد وخروجا على المعادلة الظالمة التي يراد تكريسها ظلما وعدوانا عبر الجيش السعودي المحتل والقوات المرتزقة ‘ ان خروج الشعب يوم غد الى الشوارع والتظاهر في كل مكان ودون خوف اوخشية من الالة الحربية والقمعية يمثل الحل الوحيد للخروج من عنق الزجاج ومنعطف في تحديد المصير وفي اثبات الوجود واي تخاذل او تقاعس يشكل تراجعا لعشرات السنين الى الوراء وسوف يخسر ابناء الاغلبية اكثر مما خسروه بعد احتلال الجيش السعودي للبحرين .
لا نريد القول بان دماء ابناء طرابلس الليبية هي ارخص من دماء شعب البحرين ولا ان دماء ابناءنا اغلى من دماءهم رغم انهم يخضعون لنظام اجرامي لا يتورع بارتكاب ابشع الجرائم وقصفهم بالمدافع والدبابات وقذائف الهاون الا انهم خرجوا يوم امس في احياء طرابلس في تظاهرة عارمة وغاضبة نددوا فيها بجرائم القذافي حاملين ارواحهم على الاكف من اجل حريتهم وخلاصهم من نظام هذا المجنون الاهوج في تحدى لن يسبق له مثيل ‘ فلماذا لايكون ابناء الاغلبية سباقين غدا ويوم الجمعة للخروج في تحدى لارادة الطاغية وكسر الجدار القمعي الذي يسعى النظام الى تثبيته من اجل النيل من كرامتهم وحقوقهم وحرياتهم ؟ ان ابناء شعب البحرين هم ابناء الاغلبية المظلومة يجب ان يخرجوا غدا الى الشواراع حسينيين فهم من مدرسة ال بيت الرسول عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام تلك المدرسة التي الهمتهم دروسا في الشهادة والنضال وعدم الخوف والتقدم نحو ساحات الوغى لتحقيق مقولة انتصار الدم على السيف ‘ انها فرصة لشعبنا الابي ومحطة جديدة في دفع مسيرة الثورة نحو منعطف تحديد المصير والوجود في ان نبقى احرارا او عبيدا لال خليفة ومرتزقتهم .
من هنا فان خروج ابناء الشعب يوم غد وكسر قيود الخوف للمرة الثانية سوف يدفع بالطاغية للتراجع خاصة وان ابناء الثورة استطاعوا من خلال الاحتجاجات المستمرة في المناطق المختلقة في الاشهر الثلاث الماضية اختراق قانون الاحكام العسكرية والطوارئ وتلقين المحتلين وعملاءهم وعبيدهم درسا في التحدي والصمود وهو امر يجب ان يتم اثباته يوم غد ويوم الجمعة من اجل ان لا يستمر سيف الارهاب مسلطا عليهم ويتم حرق اخر ورقة للنظام وطاغيته واخراجه من المعادلة السياسية كنظام فاشل وفاسد لا يستحق شعب ذو شرف رفيع وابي كشعب البحرين .
حسن البحريني
كاتب بحريني مقيم في السويد
https://telegram.me/buratha