قلم : سامي جواد كاظم
لم تنل عقيدة من عقائد الامامية الاثني عشرية عداء وقدح مثل ما نالت فكرة الامام المهدي روحي له الفداء من تشكيك وتنكيل ولان الايمان بهذه الفكرة هو ايمان عقلي تعبدي ، فلهذا نجد ان المعادين لهذه الفكرة دائما نراهم يقدحون بخرافة العمر الطويل ، ولهذا القدح دوافع ونوازع واهمها هي سلسلة الاثني عشر التي يحاولون بترها من خلال انكار الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، والذي يطلع على ادعاءاتهم فانها من التفاهة بحيث انها لا تنطلي على من لديه ادنى درجة تفكير مع العقلانية في الراي .هنالك كتاب اقتنيته من المكتبات السعودية يحمل عنوان " المهدي المنتظر بين حقائق اهل السنة وافتراءات الشيعة " تاليف ابراهيم ابو شادي ، طباعة دار الغد الجديد ، سنة الطبع 2007م ، فمن عنوان الكتاب يدل على عدم حيادية الباحث وان عنوانه اول سيل الشتائم ، ولكن المفيد من هذا الكتاب عندما تكون كلماته افرازات نفسية حاقدة فانها تتخلل كثير من الهفوات التي تدين صاحبها .المشكلة في الكتاب انه استعمل اسلوب الخلط كما واستخدم كثيرا الفعل المبني للمجهول مع الاستشهاد باسماء نكرة من قبيل قال جماعة من العلماء ، من هم ؟ لا احد يعرفهم ، هذه الاستشهادات تدل على ضعف الكاتب ، ولكنني استنتجت نتيجة مهمة من خلال استخدام هكذا اسلوب في هكذا كتاب والذي هو نموذج من عشرات الكتب التي تنتشر في مكتباتهم ، حيث انه اتضحت لي الصورة ان هذا الاسلوب هو احد الاساليب التي تستخدمها مشايخهم للابقاء على من يتبعهم من الشباب فقط فالخطاب موجه لشبابهم للحفاظ عليهم وليس لغرض اقناع الطرف المخالف او المحايد ، حيث ان موجة الاستبصار بدات تطفع على السطح الوهابي .حديث الاثني عشر خليفة بالرغم من انهم اعتمدوه من مصادرهم ومن ثم يبداون الرد على الامامية وهذا الاسلوب لا يؤخذ به فالاجدر حوارنا وردنا بما تتضمنه مصادرنا شريطة ان يكون معتمدا لدينا .اعود الى حديث الاثني عشر الذي اعتمده مؤلف الكتاب للطعن بعقيدة المهدي حيث جاء في الكتاب ص 32 ماهذا نصه " وقال الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه ( الرد على من كذب بالاحاديث الصحيحة الواردة في المهدي ص160: والاقرب في هذا كما قال جماعة من اهل العلم : ان مراد النبي (ص) بهذا الحديث ـ اي حديث الاثني عشر ـ لا يزال امر هذه الامرة قائما ما ولي عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ومراده من ذلك ، الخلفاء الاربعة ومعاوية وابنه يزيد ثم عبد الملك بن مروان واولاده الاربعة [ يقصد: الوليد ، سليمان، يزيد، هشام] وعمر بن عبد العزيزهؤلاء اثنا عشر خليفة "...لاحظوا عبارة " قال جماعة من العلماء، من هم العلماء الذين قالوا ؟ هكذا قول لا يؤخذ به من قبل العرفاء والعلماء والباحثين . ولاحظوا ان اختياره للاثني عشر جعله مراد النبي (ص) وهذا مصداق لقول رسول الله (ص) من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعدا في النار ، وهنا لست بصدد تقييم اختياره للاسماء الاثني عشر .تابعوا معي ماذا يقول مؤلف الكتاب ابو شادي في نفس الصفحة يقول " ولا يجوز اعتبار المهدي احد الائمة الاثني عشر كما ذهب ابن كثير في البداية والنهاية حيث ان عبارة لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة ( والمهدي حتى الان لم يخرج فكيف يصح ان يقال ان الامر قائم الى خروج المهدي .....انتهى لاحظوا شطحة الحق على لسان ابي شادي عندما قال لايجوز اعتبار المهدي احد الائمة الاثني عشر ولم يقل الخلفاء الاثني عشر حيث انهم يصرحون في بقية مصادرهم ان النبي قال اثنا عشر خليفة ولم يقل امام .كما وانه لو سلمنا ان الدين قائم مع الاثني عشر خليفة اذا عند ظهور المهدي ـ حتى ولو كان مهديهم ـ فهذا يعني ان الدين لا يقوم لانه ليس ضمن العدد !!وهل ان الدين كان قائم في زمن يزيد وابيه وبقية الامويين ؟!!!يعود مؤلف الكتاب فيذكر اراء لفرق ليست شيعية وينسبها للامامية الاثني عشرية لكي يمارس التدليس في تشويه صورة الامامية امام شبابهم فيذكر الجارودية والاشعرية والقرامطة والبعض منها من اختراعات المؤلف حيث ذكر قال جماعة من الشيعة ان الامام علي هو المهدي المنتظر واخرون قالوا الباقر واخرون قالوا الصادق واخرون قالوا الكاظم وهكذا بدأ يسطر التخاريف وينسبها للامامية وكل هذه الاراء لم يذكر لها مصدر الا كتاب من مصادرهم السلفية الذي لا يؤخذ به على حسابنا .تمعنوا جيدا في هذه العبارة التي كتبها المؤلف في كتابه ص 52 ما نصه " والقليل منهم يرى ان الحسن العسكري له ولد وهو الامام الثاني عشر وهو المهدي المنتظر وكان ذلك قديما ولكن مع مرور الازمان وتعدد الاهواء وكثرة الاغراض الدنيوية والسياسية قويت هذه الفكرة واشتدت حتى كثر اتباعها في عصرنا الحاضر .....يقول كانوا قلة فكيف نسبت لنا تلك الفرق والجماعات ولانكم تعلمون معتقدات تلك الفرق واهية لهذا نجدها ذهبت الى زوال وعدم مبالاتكم لها لانها اكذوبة اما الفكرة الصح فانها تنمو مع العقول المؤمنة ومع استحداث الظروف التي تثبت ضرورة الامام المهدي ولهذا نجد ان تبرير المؤلف هو افتراضات نفسية نجمت من حقدهم على فكرة الامام المهدي فجعل سبب الانتشار اغراض دنيوية وسياسية ، في حين لم نجد في مصادر السلف ولا حديث يذكر كيفية ولادته على حسب زعمهم طالما تحدثوا عن كيفية ظهوره ومدة حكمه وشكله .هذه السفاسف الوهابية لها عقول تصدق بها بل ان الاجواء التي تهيء هذه العقول موجودة في السعودية انقل لكم هذا الحوار مع احد الاخوة السعوديين سائق سيارة اجرة واثناء مروره من على جامعة للبنات قلت له ان الحكومة تعمل جيدا على منع الاختلاط فنظر الي بطرف عينه ولم يجبني فقال لي زميلي الذي كان معي انا اختلف معك فالبنت الشريفة لا تسير في الطرق الخطا فايده السعودي وراح يتحدث عن واقع المراة في السعودية وقال ان المجتمع السعودي على صنفين صنف البدو وهم الاكثرية وصنف الحضر وهم الاقلية فالبدو يحكمون على فساد المتعلمة وهذا راي ابن وهاب فقلت له لماذا لم يتم تثقيفهم ؟ فقال هم يريدونهم هكذا اذكر لك هذه القصة امي من البدو لاحظت ان اخي لم يصل الفجر فقالت لي ان اخيك اصبح شيعي لا يصلي ......تخيلوا انهم يعتقدون الشيعة لا يصلون وركزوا على عبارة هم يريدونهم هكذا فمن هم الذين يريدون ان يبقى الشعب الحجازي متخلف ؟
https://telegram.me/buratha