المقالات

هل بات العراق على كف عفريت بسبب اخطاء ( المالكي )

1078 16:23:00 2011-06-02

بقلم الكوفي

جميع الاحداث السياسية التي تشهدها البلاد تشير الى عواقب لاتحمد عقباها خصوصا بعد تصاعد الصراع المحتدم بين دولة القانون والقائمة العراقية ،

بالطبع لم تكن هذه الاحداث وليدة الساعة كما يظن البعض وانما لها اسبابها الواقعية اذ انها بدت تلوح بالافق بعد ان اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة من قبل المفوضية العليا للانتخابات ،لقد ارتكبت قائمة دولة القانون جملة من الاخطاء القاتلة التي اوصلت البلاد لمثل هذه الصراعات والتي لا اظن انها ستنتهي على خير الا اللهم اذا قدمت كتلة دولة القانون المزيد من التنازلات لكي تحتفظ برئاسة الوزراء حتى وان كان ذلك على حساب غلق ملف البعثيين وتعطيل عمل هيئة المسائلة والعدالة بعد مقتل رئيسها التنفيذي الشهيد ( علي الامي ) ومنح اياد علاوي صلاحيات توازي صلاحيات المالكي او تفوق عليه ،

بدأت الاخطاء القاتلة عندما اصر ( نوري المالكي ) ان يخوض الانتخابات بمعزل عن الائتلاف الوطني الموحد وكان حينها يظن انه سيكتسح الساحة وسيحصد اغلب المقاعد البرلمانية وبذلك سيتاح له تشكيل الحكومة دون الحاجة الى من كان قد وقف الى جانبه بالامس ودعمه ، ولكن اتت الرياح بما لا تشتهي السفن ،

لقد طالبت المرجعية الدينية والكثير من العقلاء والخيرين ان يدخل الائتلاف الوطني الموحد الانتخابات بنفس التشكيلة وان يحافظ على وحدته وقوته من اجل ان لا تتشتت الاصوات ولا تتعدد الكتل والكيانات من اجل الحفاظ على العملية السياسية ، دولة القانون ابت ذلك بل ان المالكي كان المعارض الشرس لمثل هذا الائتلاف رغم انه وعد بأن لاخيار عن الائتلاف وهو سفينة النجاة للعراقيين وسرعان ما تنصل وانقلب ودخل الانتخابات بمعزل عن الائتلاف ،

قبيل الانتخابات البرلمانية وقبل ان تظهر النتائج بدأت تصريحات قياديي دولة القانون ليل نهار ان من يفوز بأغلب المقاعد له الحق ان يشكل الحكومة وهذا الخطاب الزم دولة القانون قبل غيرها بالامتثال ،

ظهرت النتائج وكانت مفاجئة لدولة القانون وباقي الكتل والكيانات اذ ان القائمة العراقية اتت بالمركز الاول وهذا معناه ان دولة القانون احرجت نفسها كما احرجت الكتل الشيعية الاخرى بسبب خطاباتها المستعجلة والغير مدروسة والتي بموجبها اعطاء الحق للقائمة العراقية في تشكيل الحكومة ،

هنا اوقعت دولة القانون نفسها في مأزق فراحت تشكك بالانتخابات وطالبت بأعادة الفرز من جديد وعطلت تشكيل البرلمان لفترة من الزمن وتأزم الوضع السياسي وقد تم اعادة الفرز من جديد وكانت النتائج هي نفسها كما اعلنت عنها المفوضية في المرة السابقة ،

عندها تنصلت دولة القانون عن كل خطابها وقالت ان من يمتلك اكبر عدد من المقاعد داخل البرلمان هو من له الحق في تشكيل الحكومة ، بسبب هذا التنصل وهذا الانقلاب دخلت البلاد ازمة جديدة وتعطيل اخر لعقد البرلمان جلسته الاولى ،

اضطر المالكي ان يتحالف مع الائتلاف الوطني العراقي لتفويت الفرصة على القائمة العراقية وكان يفترض بالائتلاف الوطني ان يملي شروطه على المالكي لا العكس لانه هو من تسبب بكل هذه المشاكل وهو من اعطى الحق للعراقية ان تطالب بتشكيل الحكومة بسب التصريحات التي اطلقتها قيادات دولة القانون ،

الائتلاف الوطني ايضا ارتكب جملة من الاخطاء رغم انه كان مجبر ولا خيار امامه وذلك عندما اعلن دخوله في التحالف الجديد الذي جمعه مع دولة القانون والذي سمي بالتحالف الوطني وتقديم التنازل لترشيح المالكي رئيسا للوزراء ،

المالكي معروف بتنصله وانقلابه وهذا ليس اتهاما له وانما واقع حال اثبتته الحقائق على الارض ولم يكن يكتفي بكل هذا ، فراح الرجل من جديد ينقلب على من تحالف معه ومنحه الثقة ووقع على وثيقة الذل والخيانة في اربيل من اجل التمسك برئاسة الوزراء دون ان يلتفت الى المكيدة التي اوقعته فيها القائمة العراقية ،

بعد ان تعطل تشكيل البرلمان لخمسة اشهر والحكومة لسنة تقريبا قدم المالكي تنازلات كبيرة في اتفاق اربيل دون ان يرجع الى حلفائه وقد افتضح امره داخل قبة البرلمان ولكن بعد فوات الاوان بالنسبة لحلفائه ووضعهم امام الامر الواقع منتشيا بمساندة العراقية اليه ،

القائمة العراقية هي ليست المجلس الاعلى وليست كتلة الاحرار كما ظن المالكي وكان يظن ان تنصله عن التنازلات التي وقع عليها اسهل مايكون متناسيا انه قد اعطى البعثيين مناصب عليا ومكنهم ، قامت القائمة العراقية بتكبيل المالكي وطوقت عنقه بالاتفاقية وحاصرته من جميع الاتجاهات وها هي اليوم تطالبه بتنفيذ ما وقع عليه في اتفاقية اربيل بعد ان حصلت على وزارات عدة ،

المالكي ليس امامه اي خيار اخر اما ان يعطي كثير من التنازلات واما ان يقدم استقالة حكومته امام البرلمان ويدعو الى انتخابات جديدة وهذا سيكلف الشعب العراقي كثير من المعانات وكثير من التدهور وربما يعرض العملية السياسية الى الانهيار وارجاع البلاد الى المربع الاول هذا اذا لم يدخل البلاد في صراعات اخرى لايعلمها الا الله .

بقلمالكوفي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الكوفي
2011-06-03
اخي العزيز الغالي ( غريب ) وجميع الاخوة الاعزاء المسؤول عن قنوات الكوفي في اليوتيوب هو ولدي وليس انا والان هو في سفر وان شاء الله عند عودته سيباشر العمل كما انني اظن انه سياتي لكم بكل جديد ، نشكركم على السؤال والاستفسار .
مروان العاني ابو الحكم - بغداد الاعظميه
2011-06-03
سيدي الكريم- الانسان يتعلم من خطاءه والعزف على نغم الطائفيه انتهى لان عند الصعود في اي باص نقل ستسمع أن الخلاف ليس شيعي سني هو خلاف مناصب اما عن اخطاء دولة القانون عديده من الغرور بفوزهم بانتخابات المحافظات والخطأ الثاني من التحالف الوطني كان عليه أعطاء العراقيه حق تشكيل الحكومه واجزم انها لاتسطيع الا بشروط التحالف الوطني 159 مقعد الا حدث العكس شكلت الحكومه بشروط العراقيه وما نراه اليوم من العواقب لصراع الطرفين اما عن الخوف من المجهول من الانتخابات المبكره اقول عكس ذلك لقدرة الشعب من فرز الآصلح
غريب
2011-06-02
مشكوررر اخي الكوفي مجرد استفسار أين انت من اليوتيوب اخي صار مدة ماكو؟؟؟؟؟
ياسر العنبكي
2011-06-02
احسنت واحسنت واحسنت واجدت واجدت واجدت ، وقطعا فأن مالم تكتبه هو اكثر مما كتبت اخي العزيز الكوفي.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك