احمد عبد الكريم الخطيب
قال الشهيد الصدر:أني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الأمة بذلت الوجود من اجل الشيعي والسني على السواء، ومن اجل العربي والكردي على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحدهم جميعاً وعن العقيدة التي تهمهم جميعاً).
(يا أخوتي يا أبنائي من أبناء الموصل والبصرة من أبناء بغداد وكربلاء والنجف من أبناء سامراء والكاظمية من أبناء العمارة والكوت والسليمانية من أبناء العراق في كل مكان، إني أعاهدكم بأني لكم جميعاً ومن أجلكم جميعاً وأنكم جميعاً هدفي في الحاضر والمستقبل، فلتتوحد كلمتكم ولتتلاحم صفوفكم تحت راية الإسلام ومن أجل إنقاذ العراق من كابوس هذه الفئة المتسلطة، وبناء عراق حر كريم تغمره عدالة الإسلام وتسوده كرامة الإنسان، ويشعر فيه المواطنون جميعاً على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم بأنهم أخوة يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم وتحقيق مثلهم الإسلامية العليا المستمدة من رسالتنا الإسلامية وفجر تاريخنا العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي الشهيد, لقد تلاحم ابنائك الشيعة مع السنة والعربي مع الكردي والتركماني والمسيحي مع المسلم والمسلم مع الصابئي والصابئي مع الازدي في بنفسج زفة العرس الانتخابي حاملين معهم بقايا احباءهم في كيس جمعوه من المقابر الجماعية, ولبسوا لباس الامل وزينوه بدماء الشهداء ووضعوا اكفانهم على اكتافهم,ومشوا الى مراكز الاقتراع بمشيت وقار وطمانينة, انه وقار من قرر الذهاب الى الحرية عن طريق الموت الذي يعترض طريقه ارهابي مهددا حياته,وطمانينة سيدنا المسيح حين صلبوه,وقد ذهبت تلك الفئة المتسلطة التي كانت جاثمة على صدور ابنائك في العراق كما جثم اللعين على صدر جدك يوم الطف,ولكن يامولاي من يحكم اليوم واعدا ايانا بمئة يوم قد انقضت منها خمس سنوات لم يشعرنا باية كرامة انسانية,فكل يوم تداس هذه الكرامة الف مرة وبات الشعب العراقي رهينة بيد فئة تدعي الشراكة وتعمل على تقليصها لتستفرد بها وكانها غنائم الصندوق الانتخابي.
اعلم ياسيدي بان الشعب لايزال يتضرع في دعاءه للخالق بانه يرغب في دولة كريمة كما كنا نفعل قبل ان يذهب الطاغية, فاي دولة كريمة قدمتم في حكومتكم للمواطن؟ حيث ان الكرامة الوحيدة التي وفرتموها للمواطن هي تلك التي تدعوه للذهاب للتصويت وبعدها تصلوا الى كراسيكم عن طريق تلك الاصوات, اي ان المكسب الوحيد الذي قطف ثماره الشعب ببذرة الديمقراطية التي سقاها بدماء اطفاله ودموع ثكالى الامهات واهات الاباء وحرقت الشباب قد قطفتموها لكم, ولهذا الكرسي الذي تقسمون به بدلا من القسم الذي اديتموه في مجلس النواب على ان تكونوا بخدمة الشعب؟فاي نكث بالوعد واي حنث بالقسم واية خيانة للشعب الذي منحكم الثقة,تلك الثقة التي مسحتها افعالكم كما مسح اللون البنفسجي من اصابع العراقيين وخوفي اكثر بانكم قد مسحتموه من قلوبهم,تلك القلوب التي ملئتموها قهرا وحرمتم الاب ان يحلم بمستقبل لاولاده, والام ان تشعر بالامن لضناها,فانتم قد اصابتكم الطمائنينة حتى التخمة من الامتيازات والاموال والمشاريع وكانها مشاعا قد استوليتم عليه,ثم وضعتم قانونا لجعل هذا الاستيلاء شرعيا,ولم تنتظروا فتوى فانتم تعملون بالاحتياط.
كيف تجدوا الجرئة لتقوموا للشهداء مجالس عزاء وتدعون الناس اليها وتصرفوا الاموال فيها وتصحبوا معكم وسائل الاعلام لتمجد افعالكم, وخارج مجلس العزاء تقف حسرات المحتاجين وويلات الناقمين على الوضع الذي وصلوا اليه بسببكم,لقد حولتم الشعب الى (هم) وتحولتم الى (نحن), حيث استطعتم توفير ل(نحن) في المنطقة الخضراء الكهرباء والماء ولم توفروه ل(هم),وجعلتم بينكم وبينهم الف حجاب من سيطرات عسكرية واخرى البستموهوا لباس التكنوقراطية زيفا,حيث ان لباسها الحقيقي هو الفساد,ذلك الفساد الذي ادعيتم القضاء عليه,وهاهو يغتال بكاتم احد محاربيه بانعدام الامن المستمر بالتدهور,ذلك الامن الذي ادعيتموه بانه من ايجابيات حكومتكم التي اكتسبتموها بالقنابل والدبابات لضواحي مدينة الصدر والبصرة والعمارة والكوت والناصرية وخلصتم العراق من الخارجين عن القانون, ذلك القانون الذي اتختذتموه شعارا لدولتكم,تلك الدولة التي غيبتموها على حساب احزابكم ومؤيديكم ومناصريكم فضعفت الدولة واستقوى الحزب,
وقد استقوى على الشعب وعلى بقية الشركاء في العملية السياسية واضعا اياهم ومجلس النواب تحت الاقامة الجبرية لعدم تفعيل مبدا الشراكة من اجل مكاسب اكثر كان اخرها فرض النائب الثالث لرئاسة الجمهورية في اسوء استخدام لكلمة حق يراد بها باطل بسوق النخاسة ضمن شركة محدودة الاخلاق اسمها المحاصصة, وبات الشعب رهينة بيد حزب واحد مامور بشخص قوي من باب ان العراق لايحكم الا من شخصية قوية, تلك الشخصية القوية التي نالت قوتها بواسطة الاخرين الذين دعموه ثم ادبر لهم, وشراكة ادعاها فبان بطلانها ووعود قطعت ثم نكثت, فياحسرة على تلك الدماء التي سالت من اجل الحرية والديمقراطية فكل شهيد يشعر في الاخرة عن طريق اولاده بالخيانة.
انها حسرة مواطن عراقي لايشعر بكرامة وعدل في وطنه, يرى بان الامور تتجه نحو تثبيت للدكتاتورية بقناع جديد اسمه المركزية, وينسخ مبدا الشراكة بمنسوخ الاكثرية,وتتحول تلك الاكثرية في مجلس النواب الى موظفين عند السلطة التنفيذية وسنعتقد باننا لازلنا في 2002.رحم الله شهداء العراق
https://telegram.me/buratha