حسن البحريني
لطالما صمّت آذاننا تصريحات ادارة البيت الابيض وطاقم السيد اوباما حول الاصلاحات في سوريا وتراجعها وعدم الكفاية ولطالما طالعتنا تقارير المراسلين حول مواقف الحكومة الامريكية حول استمرار عمليات القمع في سوريا وغيرها من المفردات التي تتزاحم حول المسئلة السورية فيما هي تكون غائبة عن البحرين وبعيدة كل البعد عن النظام الخليفي الحاكم .
فاذا بنا نرى ان الحكومة السورية وعلى رأس النظام بشار الاسد تبادر باطلاق سراح المئات من السجناء السياسيين والعفو عن الاخوان المسلمين واستقبال الوفود من مختلف الاطياف والمعارضة لاجراء الحوار معها .. وبغض النظر عن مدى امكانية ان تتحقق الاصلاحات كاملة في سوريا الا ان النظام السوري ‘ورغم الانتهاكات التي لا مناص من الاعتراف بها فهي تحدث بلا شك في كل دولة الا انه اقدم على خطوة يحسب له ولا عليه وهي خطوة تعادل تراجع الف ميل من قبل النظام الحاكم في البحرين .
ففي اليوم الذي من المفترض ان يكون السلام والامن وشعور المواطن بان الاجراء القمعي والتعسفي قد رفع ومع اعلان "ملك" النظام الحاكم برفع الاحكام العرفية وسحب الجيوش والعساكر وقوات القمع والمرتزقة ومنح الشعب الشعور بالامن للخروج الى الشوارع للتعبيرعن ارءهم بسلمية وحرية هذا اليوم تحول الى يوم كارثي بامتياز للاغلبية من ابناء الشعب البحراني حيث تضاعفت اعداد قوة الامن والقمع وخلع جنود ملابسهم الخاكية ولبسوا ملابس مدنية واخرى بيضاوية ونزلوا بكثافة الى الشوارع في االمدن والاحياء ومناطق البحرين وقاموا بالتصدي للمتظاهرين العزل الرافعين اعلام البحرين والمطالبين بحقوقهم المشروعة .
لقد سبق هذا الاجراء القمعي خطاب رأس النظام "حمد" الذي جاء مخيبا ومحبطا ووصفه المراقبون بانه "خطاب مأزوم" بما تضمن من لغة استعلائية ورفض واضح لاي من المطالب الحقة للشعب والمعارضة ودعوته الصريحة الى "حوار" الخوار وبدون شروط بمعنى ابقاء رموز وقادة الشعب في السجون والاستمرار في رفض اطلاق سراح المئات من ابناءه ومن مختلف الاطياف وخاصة الاطباء والمدرسين والنشطاء السياسيين والزج باعداد اخرى في المعتقلات وحظر التجمعات السلمية وانزال للحرس الملكي وقوات الامن والمرتزقة وجنود الاحتلال باعداد كبيرة الى الساحات وفي المدن والبلدات ‘ هذا الاجراء القمعي وما تضمنه خطاب الحاكم المستبد من اشارات واضحة بعدم استعداد النظام للتنازل او التراجع بل الاصرار على نهج القمع والاستبداد وخداع الراي العام والكذب وفبركة للاحداث يكشف مدى الاستخفاف الذي يمارسه النظام بكل شيء والاستهتار لمبادئ حقوق الانسان ولا ندري ان كان ذلك يسبب ايضا احراج لادارة السيد اوبام التي قالت يوم امس عن النظام السوري بعد ان اقدم على الافراج عن المئات من المعتقلين بانها "غير كاف" رغم ان مصادر سورية حسب موقع ايلاف الخبري اكدت على ان العمل جار على اطلاق كافة المعتقلين تدريجيا .. كما قالت واشنطن يجب ان يتعين اطلاق عن كافة المعتقلين السياسيين وتطبيق اصلاحات جادة !اما كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية فقد قالت ان " الاسد لم يدع الى وقف عملية العنف ضد شعبه ولم ينخرط جديا في اي نوع من جهود الاصلاح"!
الرأي العام اذ يثمن مثل هذه المواقف التي يتم اتخاذها من اجل الاصلاحات في البلاد المختلفة الا انه في نفس الوقت يشكك في صدقية ما ترمي اليه الادارة الامريكية خاصة وانها صامتة وساكتة عن الاوضاع الماساوية والكارثية وسياسة الابارتايد الطائفية التي تمارس في البحرين ‘ اذا كان القمع مرفوضا في سوريا والاصلاح الجدي مطلبا امريكا من اجل الشعب السوري فلماذا مثل هذا الخطاب غائب بالنسبة للمشهد السياسي في البحرين ؟؟ لماذا الكيل بمكيالين والازدواجية في التعامل مع قضايا حقوق الانسان ‘ فلماذا لم يطالب البيت الابيض نظام ال خليفة بالاصلاحات الحقيقية وبالافراج عن كافة المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والضمير ؟؟
أليس عارا على ادارة السيد اوباما التي تنظر الى حكومة ال خليفة كحليف ان تقوم قوات الحرس (الوطني) او الملكي وقوات القمع في يوم رفع احكام الطوارئ بقمع المظاهرات السلمية وانزال الجنود السعوديين والمرتزقة الى الشوارع لمواجهة شعب اعزل ؟؟
اوليس من العدالة ان تقوم ادارة السيد اوباما بتوبيخ هذا الملك الجبان والجبار على نفاقه ومكره وخداعه لشعبه وللرأي العام العالمي حيث يدعوا الى "الحوار" الكاذب وهو يحتفظ بعشرات من النساء الحرائر والمئات من الرجال الشرفاء في السجون ويشترط على المعارضة وابناء الاغلبية المظلومة الدخول في حوار "بدون شروط"!
أليست دعوته للحوار "بدون شروط" هي في حد ذاتها شرط للحوار لانها خالية من اي مبادرة ايجابية توحي بان هذا النظام جاد في الحوار وليس مناورة من اجل العودة الى المربع الاول والقفز على مطالب الشعب الحقة ؟؟
أليس عار على ادارة السيد اوباما وهي تخير "النظام السوري" بين الاصلاحات الحقيقية والانتقال الى النظام الديمقراطي او التنحي فيما هي ترفض ان توجه مثل هذا الخطاب الى نظام ال خليفة الذي وضع البحرين كلها في "السجن" واقفل عليها بالحراب وبالجيوش المحتلة السعودية والالالف من القوات المرتزقة ‘ وهو يمارس ابشع انواع التعذيب والقمع وسياسة الابارتايد اوالتطهير الطائفي بحق ابناءها ولم يقم باي اصلاح ولا اطلاق سرح السجناء السياسيين ولا رفع حقيقي لاحكام الطوارئ ولا اي شيء من الانتقال السلمي الى النظام الديمقراطي بل ان مايقوم به هو اجراءات تعسفية وقمعية وكارثية بحق ابناء الاغلبية من الشعب المظلوم ؟؟
اليس عار على ادارة السيد اوباما ان يحرم النظام على الشعب البحراني الخروج الى الشوارع ومنعه من التظاهر بشكل سلمي والتعبير عن اراءه ليس اي شيء اخر وانما فقط التعبير عن مطالبه فيما السيدة كلينتون تطالب النظام السوري "بوقف العنف ضد شعبه والبدأ بعملية حقيقية يمكن ان تقود الى التغييرات المطلوبة"! والحال ان الديمقراطية اليوم في البحرين معدومة والاصلاحات المطلوبة غير واردة في قاموس ال خليفة والعنف يمارس بشدة ووحشية ضد ابناء الاغلبية المضطهدة وجيش الاحتلال السعودي التكفيري والمرتزقة يمارسون هوايتهم في قمع وقتل ابناء البحرين بصلاحيات مطلقة ويقتحمون البيوت والمنازل الامنة ويروعون الاطفال والناس كانهم في غاب ؟؟
قليلا من الحياء يا سيد اوباما وقليلا من الاحترام لعقول الشعب الامريكي الذي يتطلع الى ادارتكم ان تمارس ضغوطا اكثر جدية على نظام الابارتايد الطائفي في البحرين ولجمه من التمادي في قمع واذلال ابناء الاغلبية من الشعب البحراني ‘ وهل نسيتم كيف صفق لك الحضور وانت تخاطبهم في واشنطن عندما ادرجت وبخجل في خطابك الى موضوع اطلاق سراح المعتقلين في البحرين قبل البدأ في الحوار !!؟؟
حسن البحريني
كاتب بحريني مقيم في السويد
https://telegram.me/buratha