بقلم علي الموسوي / هولندا
لقد كانت لنا وقفة احترام وتبجيل في تاريخ العمالقة الكبار من أمثال الشهداء العظام .. الصدر الأول والثاني ومحمد باقر الحكيم (قدس سرهم) وتناولنا المحطات الآهم والأبرز في حياتهم الشريفة والجهادية في مقالات عديدة ونعيش هذه الأيام الذكرى السنوية الموحدة لشهيد المحراب وعزيز العراق ( قدس سرهما ) ومن العرفان والوفاء لحجة الاسلا م والمسلمين العلامة السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله نحاول التعرف على أهم الملامح الجهادية والسياسية لعزيز العراق ( قدس سره ) .
بسم الله الرحمن الرحيموبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ..صدق الله العلي العظيم
أسأل الله أن لايحرمني محبتكم ويوفقني لخدمتكم والتضحية من أجلكم... كنتم أهلي وعشيرتي واخواني.. وسوف أبقى لكم خادمآ ولم أرغب أن أزيد همآ الى همومكم ولكنها مشيئة الله ... بهذه الكلمات المعبرة ختم العلامة المجاهد السيد عبد العزيز الحكيم حياته الشريفة في آخر رسالة موجهة للشعب العراقي ...
رحل عزيز العراق بعد معاناة طويلة مع المرض ، وعيناه على العراق وشعبه تاركآ خلفه ارثآ عظيمآ ومشروعآ سياسيآ متكاملآ مبنيآ على أساس صلب ومعبد بدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين ... هذا المشروع الذي بني على أساس الحرية والعدالة والمساواة لكافة أبناء الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه وعلى اختلاف مذاهبه وأديانه ..لقد كانت حياة السيد الراحل زاخرة ومعطاءة لاتعرف الكلل والملل وقد نذر نفسه منذ صباه لخدمة المرجعية وحمل معه هموم الأمة في رحلة جهادية طويلة حملة معها الكثير من المعاناة ...
حضي السيد الراحل برعاية واهتمام الامام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وشهيد المحرابالسيد محمد باقر الحكيم ( قدس سرهما ) .. وتتلمذ على يد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم وآية الله السيد عبد الصاحب الحكيم وآية الله السيد محمود الهاشمي ... ثم حضر دروس الخارج في الفقه والأصول لدى الفيلسوف والاستاذ الامام الشهيد الصدر (قدس سره) كما حضر لفتره درس البحث الخارج لدى مرجع الأمة الأعلى السيد الخوئي (قده) ..اختاره الشهيد الصدر (قده) الى جانب كل من شهيد المحراب والمرجع السيد كاظم الحائري وآية الله السيد محمود الهاشمي عضوآ في اللجنة الخاصة والتي عرفت بالمشورة حينذاك .. وقد كان للسيد عبد العزيز دورآ بارزآ بعد اعتقال الشهيد الصدر (قده) بترتيب العلاقة بين السيد الشهيد وحلقة وصل مع تلامذته والجمهور العراقي كافة ، وتحمل في ذالك أخطارآ كبيرة هددت حياته وقد أوصى الشهيد الصدر رضوان الله عليه كبار تلاميذه في أن يجعل السيد عبد العزيز الحكيم ( هارونه ) في اشارة الى العلاقة الرسالية بين موسى وهارون عوكتب له وكالة عامة مطلقة قليلة النظير بين المراجع ووكلائهم لما تحمل من ثقة تامة بالسيد عبد العزيز ولما عرف عنه بالتدين والتعفف ...
بعد ان أصدر الشهيد الصدر (قده) فتواه الشهيرة بالتصدي للنظام البعثي المجرم وازالة حكم الكابوس عن صدر العراق ، تبنى السيد الراحل عبد العزيز الحكيم الكفاح المسلح ضد النظام ...وبعد هجرته من العراق انتخب عضوآ في الهيئة الرئاسية للمجلس الأعلى في اول دورة له ثم مسؤولآ للمكتب التنفيذي في الدورة الثالثة وفي عام 1986 ترشح لعضوية الشورى المركزية حتى انتخابه رئيسآ للمجلس الأعلى بعد استشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( قده ) ..
كان عزيز العراق سندآ قويآ وداعمآ للعملية السياسية ايمانآ منه بوحدة العراق والعراقيين ضمن اطار الدستور ولعل اصراره في الحضور الميداني وتشريع القوانيين وهو في أحلك ضروفه الصحية كان له الأثر الأكبر في احتواء الصعاب والأزمات ...لقد كان الفقيد الراحل الرقم الصعب في تاريح العراق السياسي وكان عصي على قوات الاحتلال وقد ذكرذلك السيد بريمرفي مذكراته عندما تحدث عن رجالات العراق واصفآ الزعيم الراحل بالرقم الصعب والقوي ، لقد طرز الراحل الكبير اسمه المبارك بحروف من ذهب في عملية التغير السياسي والخلاص من الديكتاتورية ... ومن خلال هذا الاستقراء لهذه الشخصية الكبيرة نقف متصاغرين وبحزن شديد ولكننا نستذكر تاريخ مشرف وانجازات نفتخر بها جميعآ ونحاول ايجاز قسمآ منها ...
أولآ : تأسيسه لحركة المجاهدين العراقيين ..
ثانيآ : تأسيسه للمركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق والذي تطور فيما بعد ليصبح مصدرآ رئيسآ لمعلومات لجنة حقوق الانسان في العراق التابع للأمم المتحدة والمقرر الخاص لحقوق الانسان في العراق لدى الأمم المتحدة وزير خارجية هولندا السابق الدكتور هانس فان دي ستول وانبثقت فيما بعد منظمة حقوق الانسان في العراق وكانت ومازالت لها مكاتبها وفروعها في الكثير من بلدان العالم ومنها هولندا ...
ثالثآ : كان لسماحته الدور الأهم في تأسيس المحكمة الخاصة لمحاكمة النظام البائد ..
رابعآ : ساهم الراحل الكبير في تأسيس وكتابة الدستور وبناء المؤوسسات ...
خامسآ : ان من أول الاوليات لعزيز العراق اصراره وتأكيده المستمر للحكومة الأمريكية والمحافل الدولية بضرورة تخليص العراق واخراجه من الفصل السابع ونيل حريته واستقلاله وسيادته ..
سادسآ : تأسيسه الائتلاف العراقي الموحد ..
سابعآ : تأسيسه الائتلاف الوطني العراقي ومباركته له وهو على فراش الموت ..
ثامنآ : كان لسماحة السيد دورآ مهمآ في نصرة المرأة وتثبيت حقوقها وهو من دعى لتأسيس اليوم العالمي لمناهظة العنف ضد المرأة وجعل ذلك مناسبة لاحياءها كل عام في الأول من صفر ..
تاسعآ : العمل على تأسيس مؤسسة الشهداء والتي تعنى بعوائل الشهداء ..
عاشرآ : بناء علاقات متميزة مع جميع الأطراف والكتل السياسية وكان خيمة للمحبة والتوافق بين الأخوة الكرد والعرب وحضي بمقبولية ومحبة الجميع ..
اننا اليوم نعيش ذكراكم سادتي ... ونقف لكم اجلالآ واكبارآ ونؤكد لشعبنا الكريم مسؤليتنا الكاملة جميعآ بالدفاع عن كل ماأنجز لخدمة العراق وشعبه ...
الكل معز في ذكرى الفقيدين الكبيرين شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محد باقر الحكيم والعلامة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم ( قدس سرهما ) ..... وانا لله وانا اليه راجعون
https://telegram.me/buratha