نوال السعيد
معروف للجميع ان اقليم كردستان المؤلف من ثلاث محافظات لايتعدى مجموع عدد سكانها سكان العاصمة بغداد، تتمتع بحصة ثابتة من ميزانية الدولة الاتحادية تبلغ 17%، بأعتبارها اقليما فيدراليا، اي ان ميزانية الدولة الاتحادية العراقية اذا كانت ثمانين مليار دولار تكون حصة اقليم كردستان منها اربعة عشر مليار دولار ونصف المليار تقريبا، وبحسب النسب السكانية تكون حصة محافظة السليمانية ثلاثة مليارات دولار. ومثل هذا المبلغ يعتبر جيد الى حد كبير في لتحسين واقع المدينة من مختلف الجوانب والمجالات والنهوض بالمستوى الحياتي لابنائها. ونفس الامر ينطبق على محافظتي اربيل ودهوك.والمعروف ايضا ان اقليم كردستان غير ملزم برد المبالغ التي لم يتم صرفها الى خزينة الدولة الاتحادية، كما هي الضوابط المطبقة على بقية المحافظات.فمحافظة السليمانية غير ملزمة برد اي مبلغ لم يتم صرفه من الثلاثة مليارات دولار ، في حين ان محافظة مثل كربلاء التي يقترب عدد سكانها من سكان السليمانية كانت حصتها من ميزانية عام 2011 مليون ومائة الف دولار فقط لاغير ، وعليها في نهاية العام ان تعيد اي مبلغ لم يتم صرفها ولاي سبب الى خزينة الدولة الاتحادية. ومحافظة البصرة التي تعد ثاني اكبر محافظة من حيث عدد السكان بعد بغداد وتأتي ثلث موارد البلاد من خلالها، استلمت مليار دولار فقط. عندما يطلع المرء على بعض الارقام والحقائق في الدولة العراقية فأنه لابد ان يصاب بالدهشة والاستغراب لمفارقات عجيبة غريبة قلما يجد لها مثيلا في دولة نظامها ديمقراطي تعددي وليس ديكتاتوري استبدادي.اقليم كردستان يحصل على حقه ، وله حرية التصرف في صرف الاموال بالطرق التي يراها مناسبة، بأعتبار انه يتمتع بمقدار من الاستقلالية كأقليم فيدرالي وفق الدستور، ولو تمتعت بقية المحافظات بالاستقلالية وفق الدستور ايضا وعلى ضوء معايير النظام الفيدرالي الاتحادي لوجدت الكثير من المشاكل طريقها الى الحل.اعتقد ان الكثير من المواطنين في محافظات الجنوب والفرات الاوسط والغرب وبغداد يعرفون ان محافظات اقليم كردستان تتمتع بالكهرباء لمدة عشرين ساعة يوميا بينما هم لايحصلون حتى على ثمان ساعات من مجموع اربع وعشرين ساعة.انها بركات الفيدرالية في الشمال، وسلبيات المركزية في باقي انحاء البلاد
https://telegram.me/buratha