المقالات

حزب الدعوة واستشراف المستقبل

800 21:19:00 2011-06-03

قاسم الخفاجي

ليس من شك ان طريقة الحكم وادارة الدولة العراقية تعني من خلل جوهري واضح يتمثل في نقاط جوهرية

الاولى الضياع في مفهوم التوافقية ومايجره ذلك من انسدادات في طريق تشكيل الحكومة وانعدام المسؤولية لدى طرف معين يرفض ان تستقر الدولة والحكومة رغم ان هذا الطرف لايمثل الا اقل من 10% من السكان الا انه يستمر في عرقلة استقرار الوضع العام .مستفيدا من ترهل الحكومة وكسلها وعدم جديتها في محاسبة العناصر الفاسدة وايضا الارهابية مما خلق جوا مساعدا جعل النظام ومؤسساته تعيش في حالة المراوحة بل واحيانا الفشل. ومن الادلة على ذلك عدم تنفيذ احكام الاعدام بمئات المجرمين ممن قتلوا المدنيين العراقيين بدماء باردة.

ثانيا جهل الكثير من الاطراف بالعمل الديمقراطي ودعاماته الاساسية ومنها ان لاديمقراطية بدون معارضة برلمانية مؤسساتية فاعلة.فلامعى لوجود حكومة بلا معارضة سياسية تنتقد وتستجوب وتقيل وتصحح فمجرد ان الجميع يصر على الاستيزار يعني ذلك انعدام النضج وافتقار الخبرة في اسلوب العمل وتنمية العمل الحكومى وتنشيط الياته تصاعديا وانعدام التجديد ايضا. فالمعروف عن النظام الديمقراطي انه يجدد نفسه باستمرار ويستحيل حدوث ذلك بدون معارضة برلمانية

ثالثا لقد توهم السيد المالكي حيث ظن ان فترة ال 100 يوم تنطبق على العراق ايضا وهذه الفترة لها تسمية دقيقة وهي فترة قياس اداء الحكومة وليس تحقيق الانجازات وهذه الفترة فترة قياس الاداء يعمل بها فقط في الدول ذات الانظمة المستقرة مثل امريكا وفرنسا وبريطانيا ولاتنطبق على العراق ولكن المالكي اخطا حيث ظن ان العراق يمكنه ايضا قياس اداء الحكومة العراقية خلال 100 يوم فان اوضاع العراق لاتسمح بذلك مطلقا

لذا يتوجب على حزب الدعوة ان يعي مسؤولياته التاريخية في هذه اللحظة الحساسة فالمطلوب اليوم هو ابعاد الحزب عن مراكز النفوذ والقرار وتشترك في ذلك اطراف خارجية وداخلية متعددة المصالح والاهداف . اما المحرك الاساس لهذه الجهات فهي السعودية.

الاحتمالاتان الاحتمالات الحاضرة وعلى صعيد المستقبل المنظور تؤكد ان حزب الدعوة سيظل الاول في الساحة العراقية من حيث التحشيد والكارزمية والاستمرارية بسبب عوامل ليست غائبة عن ذهن اي مراقب. لذا فان الواقع يحتم على الدعوة تهيئة شخصيات جديدة لتحل محل السيد المالكي الذي تصر اطراف خارجية وداخلية على استبعاده لاسباب طائفية بحتة . توهما منها ان البديل سيكون موافقا لقياساتها وهو امر لن يحدث ابدا . فالعراق الجديد يتحرك وينطلق من خيارات شعبه ولن يدور في فلك اي دولة او جهة كائنة ماكانت.

تحاول شخصيات حزبية كثيرة تحضير نفسها لرئاسة الحكومة وهو حق للجميع كفله الدستور وعلى راس هؤلاء اياد علاوي الذي لن يصبح رئيسا للحكومة الا على سطح كوكب المريخ الذي لاتتوفر فيه اسباب الحياة.فالطامحون لمنصب رئاسة الحكومة كثيرون ولكن المجال قد اغلق بوجه الشخصيات المعروفة على الساحة والبحث جار عن وجوه جديدة للمرحلة المقبلة في اي انتخابات قادمة.

المالكي تتم محاصرته كما ذكرت ولاسباب فئوية وشخصية و طائفية وتافهة.لكن في نفس الوقت يجدر به اجراء تغييرات جوهرية واسعة وترشيق الحكومة الى 20 وزيرا فقط وطرد والغاء مناصب اخرى لادور لها سوى ارهاق الميزانية وتبذير المال العام .فهناك شخصيات باتت ممجوجة ومستهلكة مثل علي الدباغ وقاسم عطا واخرين على شاكلتهم يجدر برئيس الوزراء استبدالهم فورا كونهم باتوا يعطون الحكومة شكلها الفاشل والمتعب بل وحتى فاقد المصداقية بحسب القرائن والشهادات.

مطلوب مؤتمر دستوري تحت عنوان من اجل دولة المؤسسات الديمقراطية وشفافية الادارة تشترك فيه كافة الاحزاب والمكونات ينتج عنه صياغة بيان يؤكد المسار الديمقراطي وهياكله وسبل انجاح عمل البرلمان والحكومة وتنظيف الادارات من الفساد والمفسدين. على ان يتفق الجميع على انهاء مايسمى بمرحلة التوافق والمحاصصة وانها لم تحقق الا الفشل والتناقضات وان لارجعة اليها مطلقا.كما ان الضغط على المالكي كشخص سيتزايد خلال السنة القادمة ومابعدها حتى الانتخابات القادمة والتي يجب في اوانها الا يقبل اي طرف عراقي فاعل بالتوافقية او المحاصصة بسبب ما انتجته من فشل وضياع وانتكاسات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد التميمي
2011-06-06
س ع هاي انتو شتسولفون شنو محاصر شنو سيف بتار المالكي هو رأس الفساد والذى لا يرى ذلك اما مخدوع غير مدرك لما يجري او له اهدافه الخاصة والدليل تغطية المالكي على الفاسدين من حزبه ومساعدته في تهريبهم الى الخارج كذلك صفقات تهريب الارهابيين التي اتضح انها تدار من مكتبه اضافة الى استثنائه البعثيين ومصالحة القاعدة ولا ننسى تنازلات لاعداء العراقيين من سياسي الداخل ودول الجوار مثل سوريا التي اراد محاكمتها دوليا قبل الانتخابات ثم تغير الوضع بعدها اضافة الى تفريق الشيعة وتمزيقهم هل تريدون انجازات سيئة اخرى
زيـــــد مغير
2011-06-04
أتمنى من السيد رئيس الوزراء الذي أكن له كل الحب والأحترام أن (يكون سيف بتار بالحق ) لمدة شهر واحد فقط ويصفي المفسدين الذين في البرلمان والحكومة ..ويطالب بالمجرمين الذين هربوا وآوو الى دول العربان ويقيم عليهم الحد في هذه الحالة ستصلح كل الأمور .
مروان العاني ابو الحكم - بغداد الاعظميه
2011-06-04
سيدي الكريم - ذكرت في مقالتك الجميله عبارة - المالكي تتم محاصرته لآسباب فئويه وسخصيه وطائفيه وتافهه ولم تذكر سيدي حجم الفساد والذي يتهم مع الاسف ان المالكي يتستر عليه كان على المالكي مثلما حصل على تأييد الشعب في ضربه للخارجين عن القانون بضرب الفاسدين بداية من مكتبه ومن ثم حزبه وصولا للاخرين لاصبح المالكي حبيب كل الشعب دعك من الكتل الناس تريد حقائق وهذا حسني مبارك لم يسقط بسبب سياسته الخارجيه لامع اسرائيل ولا الغرب سقط للفساد المحيط به من ولديه الى المصفقين قويا له وقضية محافظ كربلاء السابق شاهد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك