سعيد البدري
في غرة شهر رجب المعظم وبعد انتهاء شعائر صلاة الجمعة وعند الضريح المقدس للامام امير المؤمنين كان الموعد وتم اللقاء انه لقاء الحبيب بالحبيب ونهاية طريق المشتاق للحظة اللقاء انه موعد يكون فيه الفناء غاية في التكريم وتقطع الاوصال منتهى المكافاة وبلوغ الامل ولسان الحال يعبر عن حقيقة توقفت الالباب عن فك رموزها وتحليل شيفراتها المعقدة لان خلوص النية وحضور العزم على البذل والعطاء كان السمة الغالبة على مشهد التضحية من اجل التقرب والاستزادة من هذا التواجد القريب والقريب جدا من ساحة الرحمة الالهية وكان المشهد الذي اريد له ان يخلد في ذاكرة الجميع هو ذات المشهد الذي اختطه ائمة الهدى وعناوين التقى ائمة اهل البيت عليهم فالقتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة بعد جهد جهيد وعلامات فارقة ثبتوها في الذوبان بذات الله وليس هذا فحسب فرسالة القدر التي يراد لها ان تكون واضحة بقدرة الواحد الاحد لم تكن الا تكريما لشخص الباقر الحكيم وردا لاجما لالسن طالما تطاولت على منهج الهي قويم لازالت خطوطه العريضة ومساحاته الواسعة تحتاج الى من يعمل عليها ويعطيها حقها بحثا ومناقشة وتطبيقا نعم ان مسيرة شهيد المحراب وتجربته واراءه السياسية التطبيقية لم تكن اختراعا مستقا من رؤى واستنتاجات شخصية صرفة بقدر ما كانت قراءات علمية واعية لنصوص الهية بنيت على فهم عميق ببصيرة مجتهد وعالم رباني لكتاب الله وسنة نبيه والائمة الاطهار من بعده لذلك فان الله سبحانه وتعالى انتصر لنفسه بتخليده لهذا المنهج الرصين المخلص وعبر عن رضاه باختياره تكريمه وتقليده وسام الشهادة في هذا التوقيت وفي هذا المكان بالذات انه رد واي رد ابلغ من ذلك ... سيدي ابا صادق كلما تذكرتك قلت في نفسي هل انصفناك وهل نستطيع ذلك حقا ولست ادري كيف استطيع انصاف من انصف الجميع من نفسه ولم يطلب يوما منهم غير ان يكون خادما لدين عظيم وائمة مقهورة وشعب مستضعف ...سيدي انت السؤال الكبير الذي لازال يطرح هنا في ذاكرة هذا الزمن ولازال يزلزل عروش الطواغيت كيف لامة ان تتجسد في رجل وكيف يكون الرجل امينا على مصير الامة اعتقد ان السؤال لازال حائرا ويبحث عن اجابة لا امتلكها وقد لايمتلكها الكثيرون ممن عاش معك وتلمس النور الذي كان يفيض بين جنباتك وقد اكون مغاليا ان قلت انك قربان العبور نحو شمس غد لا ظلمة فيه امام العقول والبصائر غد لايمكن لجيوش الظلم والعدوان ان توقفه من المضي قدما نحو حياة كريمة يرفض فيها ابناءك الخضوع للمستبدين مهما كانت الاقنعة التي يختبئون وراءها ... نعم ياسيدي لقد علمتنا كيف نرفض قولا وفعلا ان نركع ونذل وتمثلت بقول الاكرمين (( هيهات منا الذلة )) وها نحن نعيدها معك وبعدك ونقولها ملىء الافواه هيهات منا الذلة وهاهي الرقاب ممدودة في حب ال محمد والعراق الذي لابد ان يكون يوما عراق لكل العراقيين وليس لبعضهم هذا ما قلت ولابد لي وانا اعيش لحظاتي هذه بحضرتك ان اقول ايها الحكيم كنت حكيما ومضيت عظيما ولازالت كريما الانك علمتنا كيف نكون اوفياء لمبادئنا التي انتصرت لها بدمائك الزكية وخططت بها لنا طريقا نحو الحرية ايها الحكيم عش في الضمائر والافئدة خالدا مخلدا لن تتمكن خناجر الغدر وسيوف الجبن من انتزاع حبك من القلوب ايها الحكيم لازالت الحكيم في زمن كلما مضى حكيم تصدى وبرز حكيم يصحح المسار وهاهو عمار قد اعلن الانتصار لمنهج الحق وليتني ياسيدي استطيع ان اقول اكثر مما قلت فيك... سيدي ابا صادق لن انساك مهما اشتدت الصعاب واقتربت الاخطار تمثلا برباطة جأشك عند النوائب واستحضارا لما كنت تفعل عند الشدائد لن اقول اكثر من ذلك فانت في القلب والضمير وعلى اللسان في كل المواقف والاحوال عشقتك لانك الحكيم فيا ايها الحكيم عش في ضميري خالدا كريم.....
https://telegram.me/buratha