المقالات

لقد غصصنا بالماء

842 16:40:00 2011-06-05

السيد حسين محمد هادي الصدر

من التاريخ الى الجغرافية لقد غصصنا بالماء قال الشاعر :مَنْ غصَّ داوى بشرب الماء غُصتَّه فكيف يصنعُ مَنْ قدْ غصَّ بالماءِمرّت بالعراقيين عقود من الزمن ، جرعهتم فيها الدكتاتورية الغاشمة ألوان العذاب والعناء ....لقد أفسدت الأخلاق ، فلم يعد الأب يأمن شر أبنائه المنتمين الى عصابات السلطة الظالمة ، ولا يستطيع الزوج أن يفضي بمكونات نفسه الى زوجته ، خشية ان تنقلب عليه يوماً ،وتوصل الى السلطة أخباره ...!!!ولم يكن ثمة من هامش للحرية بمعزل عن معزوفة الولاء للقائد الضرورة .!لقد صفيّت الحسابات مع الأحزاب السياسية كلها فعادت أثراً بعد عَيْن ؟؟؟..!!ولم تكن وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الاّ نسخة متكررة لا تمجّد إلا الصنم ...وحتى وزير الدفاع يسمع بأخبار الحرب من الإذاعة .ومعنى ذلك ان الدولة كلها اختصرت بشخص الحاكم الأوحد ، ولم تعد ثمة من أهمية لاية مؤسسة أو جهاز .أما شباب العراق فقد امتصتهم الحروب والمغامرات الطائشة .وحتى السجناء ،كان تشملهم حملات تنظيف السجون ، فيُقضى عليهم زرافات ووحدانا .كان التضييق على الناس ،يشمل كل المناحي ،الدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتعليمية والصحية ....وأُعدتْ أحواض التيزاب " للمعارضين الخطرين "وكانت تمتد الملاحقة إلى الأقرباء فلا يسلم منهم احد من العقوبة القاسية .وكانت الكتب الدينية، والكثير من البحوث العلمية والأكاديمية ،ممنوعة من التداول ، في حصار صارم للفكر والثقافة .ولم يكن شئٌ أسهل على الطاغية المقبور من إعدام عيون الرجال ، وفضليات النساء دون وجل وبلا تردد .وما المقابر الجماعية الاّ الدليل المادي على النزعة الأجراميه الفظيعة التي لم نزل نكتشف منها ما نكتشف ،عبر توالي الأيام ،أما السجون والمخابئ السرية تحت الأرض وفوقها فحدّث ولا حرج ...كل ذلك ولم يتعاطف مع محنة الشعب العراقي من أشقائه وجيرانه ومن المنظومة الدولية بأسرها الاّ القليل .وهذا هو الظلم المزدوج بعينه ظلم النظام الفرعوني وظلم الأنظمة المساندة له ، وبكل ألوان الاسناد .ولقد أوصل الطاغوت العراق الى مرحلة لا يملك العراقيون إزاءها الاّ القبول بالمرّ دفعا لما هو أمرّ .-2-لقد استطاعت المعارضة العراقية للنظام الدكتاتوري البائد ، وخصوصاً الحركة الاسلامية منها ،بعلمائها الأعلام ،وشهدائها الكرام ،وتضحياتها الجسام ،ان تكون الأمل للشعب العراقي المظلوم .ولقد فتح الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) بفكره ومواقفه ودمه ، بوابات الثورة على الكابوس الجاثم على رقاب العراقيين ،فابتدأت عمليات التصدي لهذا النظام ومؤسساته وأزلامه حتى هزّته في الصميم .وجاءت مواقف السيد الشهيد الصدر الثاني (رض) لتعبأ الامة للنهضة بوجه الظالمين عبر صلاة الجمعة وعبر حركته الميدانية المباركة وتماسه المباشر بالامة .وشاء الله ان يسقط الصنم ، في نفس اليوم الذي أغتيل فيه الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) راعي المسيرة النضالية لتسقط قلاع الدكتاتورية .ويسدل الستار على كُومة المخازي التي جمّعتها عبر سنوات حكمها العجاف -3-لقد أستقبل الناس حكّامهم الجُدد المنتخبين وهم في غاية من النشوة وداعبتهم الامال العِراض في عراق جديد ، يكون واحةً للحرية والأمن والأزدهار والأستقرار ،وصيانة حقوق الانسان .كما يكون نموذجاً للتعايش السلمي مع الأشقاء والجيران والمنظومة الدولية بوجه عام بعد أنْ ولّت الى الأبد ، تلك السياسة الطائشة التي شكّل فيها الطاغوت خطراً على السلم والأمن الدوليين .لقد أولى الكثير من المواطنين العراقيين السياسيين العراقيين الاسلاميين ثقة خاصة وكانوا عندهم بمثابة الماء الذي ،يلجأون اليه اذا ما غصوا ، ولكن التجربة دلّت على ان هؤلاء لم ينجحوا في الاحتفاظ بهذه الثقة ، فلقد اهتزت الى حد بعيد .لقد وصلت الأوضاع الى درجة اتهامهم بتهريب عتاة المجرمين من قتلة الأبرياء العراقيين من السجون ..!!إن ما ناله الكثير من صنائع الدكتاتورية البائدة ورجالها ، من المناصب والامتيازات ،لم تنله عوائل الشهداء الأبرار ولم ينله معظم أبناء العراق المخلصين من أصحاب المواهب والكفاءات .أين الإسلام إذن ؟وأين موازينه العادلة ، ومفاهيمه ومعطياته ؟ولماذا تنحر المبادئ علي يد من يدعي الانتساب اليه ؟وأنه لحساب عسير ، لا في الدار الاخرة وحدها بل في هذه الدار أيضا ، ينتظر الذين باعوا دينهم بعرض زائل ،ومسار باطل .

حســـين الصـــدر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام السعيدي
2011-06-06
العجب العجب جهاد اكثر من 30 عام واي جهاد ولصاحبه القدح المعلى قي قيادة المسيره الطويله وضمخها بدماء اهله من السادات العلماء والفضلاء من ال الحكيم تجاوزو 63 قدمهم على مذبح العراق وشعبه العظيم واخرهم جاد بنفسه وهو اقصى غايه الجود وكل هذا يشطبه الاخ صاحب المقاله بجره قلم او بنفس حاسده ولكن هيهات لن يمحى ذكرك ايتها الحسني النفس الزكيه التي قتلت غدرا بظهر الكوفه مع اكثر من سبعين من الصالحين وظلمت اكثر من بني جلدتها حيا وميتا اية الله العظمى المجاهد السيدمحمد باقر الحكيم شهيد المحراب الخالد
الكربلائي
2011-06-06
وماذا عن التعيينات لك والى اخوانك لماذا لاتخبرنا عنها وماهو راتبك اليوم
حيدر السماوي
2011-06-05
سيدنا الجليل شويه قليل من الأنصاف في مقالك هذا اكثر من 70 شهيدا من آل الحكيم لم تذكرهم على الأقل مر عليهم مرور الكرام وبالخصوص شهيد المحراب الذي نعيش ذكراه اليوم (لانفرق بين احد من رسلهم). أعتقد مثل هذه الأمور والنفسيات المتأزمه سبب وضعنا الحالي .ولله في خلقه شؤؤن
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك