المقالات

الدكتور الجلبي والبحرين.. وتدخل سعودي في الديبلوماسية العراقية

801 00:52:00 2011-06-06

اسعد راشد

من حق كل انسان ان يعبر عن رأيه بالطريقة التي يريدها وهو حق مكفول وفقا لقوانين الاعلان العالمي لحقوق الانسان ‘ ليس من حق اي شخص او دولة او نظام او اي حاكم ان يسلب هذا الحق العالمي من اي انسان وتحت اي مبرر او حجة ..

التعبير عن الرأي ليس بالضرورة ان يكون من خلال الكلمة او خطاب رغم اهمية هذا المنحى الادبي ‘ فالتعبير عن الرأي هو موقف يتجلى من خلال اما الخطابة او من خلال اضراب او اعتصام او اي عمل سلمي .

العراق ليس بدعا من البلدان ولا شاذا من هذه المعادلة ‘ فمن حق ابناء العراق ان يعبروا عن معتقداتهم وعن موقفهم بشكل سلمي تجاه مختلف القضايا والاحداث التي تجري سواء في داخل العراق او خارجه وليس من حق احد ان يسلب شعب العراق وخاصة شيعته هذا الحق الانساني الذي تكفله الدستور وتكفلته القوانين الدولية ودساتير حقوق الانسان .

البحرين بيت القصيد في هذا المقال وهي الحد الفاصل بين عراق البعث وعراق الحسين ‘ عراق الغزو والحروب والاعتداء على الشعوب وعراق الموقف الانساني والوقوف مع المظلوم .

في الاونة الاخيرة تكاثر اللغط حول ما يقوم به الدكتور احمد الجلبي من تحركات ونشاطات من اجل نصرة شعب البحرين المظلوم وهو نشاط اثنى عليه اغلب ابناء شعب العراق الابي الذي لن ينسى تعاطف شعب البحرين وتضامنه معه ابان نظام البعث الدموي الطائفي الذي كان يحظى بدعم مطلق من قبل انظمة الطغيان في الخليج ‘ ففي زمن البعث الصدامي كان الطائفيون في الخليج وصحفهم في موقف عدائي شرس تجاه شعب العراق وابناء الجنوب وقد كانت وسائل الاعلام الخليجية تصف انتفاضة الشعب العراقي الشعبانية بالغوغاء والفوضى وكانت تزخر بالدعايات السوداء وبث السموم ضد تلك الانتفاضة المباركة وباركوا عمليات القتل الجماعي والابادة الشاملة التي كان يقوم بهام نظام البعث الطائفي ضد ابناء الجنوب في العراق ‘ فقد كان البحرانيون ولنقل بكل وضوح شيعتهم يتعرضون للبطش والاعتقال والتطهير الطائفي بسبب موقفهم التضامني مع العراق الجريح وشيعته وكانت المعتقلات تعج بهم بسبب خروجهم في مواكب العزاء وهم يرفعون شعارات تندد بالبعث وصدام المقبور ‘ هذا الموقف البطولي كنا نلمسه نحن العراقيون ايام المهجر ونعيشه بجوارحنا .. قافلة المختار ومن قبله مؤتمر نصرة شعب البحرين هي ممارسات سلمية تدخل ضمن المساعي المبذولة للتضامن مع شعب البحرين المظلوم وهم اهلنا والذي يتعرض اليوم لابشع انواع التطهير الطائفي ولاحتلال تكفيري من قبل اسوء الانظمة الدكتاتورية في العالم وهو نظام ال سعود الفاسد ..ولكن .. لماذا هذا اللغط الذي اثاره البعض وقيامهم بنشاط معاكس لمنع مثل هذا التضامن ؟ ولماذا برز فجأة هذا التماهي من قبل بعض المحسوبين علينا ومن خلف الكواليس البعثيون هم من يقفون خلف هذا التماهي مع نادي الطغاة في الخليج واجندتهم المشبوهة في منع العراق من ان يلعب دوره في الشأن الاقليمي ؟؟

هل حقا هو صحيح ما يروج له البعض بان مايقوم به الدكتور احمد الجلبي وغيره من الاطياف العراقية من تضامن مع شعب البحرين المظلوم هو تدخل في الشأن الداخلي لذلك البلد؟؟!! وما هي المعايير اللازمة لوصف التحرك الشعبي للتضامن مع شعب البحرين بانه تدخل في الشأن الاخر؟؟

ليس هناك اي معيار واضح ولا مبدأي لوصف التضامن مع شعب البحرين بانه تدخل في شان ذلك البلد ‘ هذا العمل الانساني تكفلته الدساتير العالمية وهو نشاط لسنا نحن اهل العراق اول من يقوم به ‘ فقد سبقنا الاوربيون عندما ارسلوا قوافل اغاثة الى الفلسطينيين اثناء حصار غزة صفقت لهم وسائل الاعلام العربية قبل الاوروربية ولم يصفها حتى اليهود بانها تدخل في شأن الدولة العبرية ‘ كما ان السفينة التركية التي خرجت لاغاثة اهل غزة وكسر الحصار وكان على ظهرها عدد كبير من الصحفيين والاطباء والحقوقيين واعضاء برلمانات وقد تعرضت لهجوم من قبل خفر السواحل الاسرائيلية عبر الانزال الجوي واحتجاز السفينة ‘ لم يصفها حتى الاتراك انفسهم بانه تدخل او عمل جنوني بل لاقى بترحيب وتأييد اردوغان رئيس وزراء تركيا رغم العلاقات الديبلوماسية الجيدة القائمة بين الاتراك والاسرائليين الا ان ذلك لم يمنع من ان يبحر الاتراك بسفينتهم الى غزة لكسر الحصار .

ولماذا عندما يقوم ابناء العراق بعمل تضامني مع ابناء جلدتهم في البحرين تجد النباح يعلوا الافاق وخطاب النشاز يبدأ ببث السموم والتخريب على مثل هذا العمل الانساني ؟؟لماذا الضحك على الذقون ‘ أوليس الغزو السعودي للبحرين وقتل وقمع شعبها تدخل في شأن البحريني؟ ولماذا يحق لال سعود التدخل في البحرين ولا يحق للعراق كبلد عربي التدخل ولو رمزيا من خلال قافلة انسانية او تضامن سياسي مع شعبها ؟هل كان التدخل السعودي وغزو جيوش الوهابية للبحرين جاء برضى الشعب البحراني الذي اسقط باغلبيته في المسيرات الشعبية الضخمة شرعية ال خليفة ولم يكن الغزو السعودي الا من اجل انقاذ ال خليفة من السقوط ؟فاذا كان لال سعود كـ((دولة عربية)) الحق في التدخل في البحرين ـ وان اعطوا ذلك مبررا تحت عنوان "درع البعيرة" ـ فان للعراق كبلد عربي له مشتركات كثيرة وقواسم تجمعها مع اغلبية ابناء شعب البحرين الحق الاكبر للتدخل من اجل انقاذ اهله في ارض الاوال !ولكن لماذا فجاة برز خطاب نشاز في العراق ضد التوجه الشعبي والرسمي للتضامن مع اهلنا في البحرين؟؟

مصادر خاصة في الحكومة العراقية اوصلت الينا ما مفاده ان السعوديين وال خليفة قد حركوا اذنابهم في العراق للضغط على المسؤولين من اجل منع اي تضامن مع شعب البحرين المظلوم ‘ وقد لعبت عناصر في الخارجية العراقية دورا سلبيا في هذا الامر خاصة وان هذه الوزارة مازلت مخترقة من قبل ال سعود وعناصر البعث المتأمرة معهم ‘ وقد استدعت وزارة خارجية ال خليفة القائمة بالاعمال العراقي في المنامة لتسليمها مذكرة احتجاج على ما وصفوه بتدخل بعض اعضاء البرلمان العراقي في الشان البحريني وتصريحاتهم ضد حكامهم ‘ طبعا نسي ال خليفة ان صحفهم ووسائل اعلامهم الطائفية تتقيأ بالقاذورات وهي تنعت شعب العراق باوصاف هي اقرب لخطاب البعث والشوفينية العربية ‘ تلك المذكرة وقبلها رسائل سرية من ال سعود حركت الايادي البعثية وعناصر قومجية وطائفية لوضع العقبات وخلق جو من العداء لحركة ابن العراق البار الدكتور احمد الجلبي ..

الامريكيون دورهم اختصر في الترقب دون التدخل فيما عملاء ال سعود والبعثيين قاموا بنشاط محموم من اجل اجهاض التضامن الشعبي والرسمي مع ابناء شعب البحرين المظلوم ‘ اما ما يخص قافلة المختار التي كان من المزمع ان تبحر الى سواحل البحرين رغم رمزيتها الا ان منعها كا يهدف ليس القافلة بعينها وانما ضرب الارادة الشعبية وكسرها كي لا تتعاطف مع اهلها في البحرين ‘ هذه المؤامرة شاركت فيها عناصر بعثية وايادي ال سعود التي تم شراء ذممها بالمال الحرام وهي تسعى لضرب دور العراق واقصاءه خدمة لاجندة مهلكة الوهابية ومخططاتهم الارهابية الرامية ضرب ربيع الثورات في العالم العربي .

نحن نعلم ان دولة رئيس الوزراء العراقي تتعرض لضغوط ال سعود وبعض الضعفاء الانفس والمتخاذلين ولكن هذا لا يعني ان ال سعود ونادي الطغاة في الخليج سوف يحسنون الظنون بنا مهما حسنت ظنوننا بهم فهم قد جبلوا على الحقد والكراهية ضد عراقنا الديمقراطي وسوف يستمرون في التآمر على العراق مهما حاولنا التقرب اليهم او حتى اعادة المياه الى مجاريها معهم لان انظمتهم السياسية لا تقبل بعراق يحكمه النظام الديمقراطي الذي اتى بالشيعة الى الحكم فهم مستمرون في دعم اعداء العراق والارهابيين واحتضان المجرمين بل وتوظيف فدائي صدام وعناصر الامن البعثية المهزومة من اجل قمع شعب البحرين ‘ لانهم يعيشون خريف السقوط قصر الزمن او طال .من هنا يجب ان يعي السياسيون في العراق ان اي تراجع في دعم شعب البحرين هو ضرب لدور العراق الاقليمي وحرق الاوراق التي بيدهم من اجل انظمة زائلة وحكام اقتربت آجالهم ‘ العراق يملك اوراق كثيرة وهي اهم من كل تلك الاوراق التي بيد ال سعود ونادى الطغاة في الخليج ‘ العراق بلد نفطي وموقع استراتيجي وحدود مترامية الاطراف وعلاقات دولية هذه الاوراق تضاف اليها ورقة "الوجود الامريكي" على ارضه تعطيهم الاحقية في ان يكونوا لاعبين رئيسيين في المنطقة لا "ملعوبين" ياسادة! فهل لكم ان تستعوبوا حجمكم ودوركم المطلوب ؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هاشم
2011-06-09
لقد اثبتت لنا السنوات السابقة ان الدكتور الجلبي هو رجل الموقف والكلمة الحق وهو لايهادن ولايجامل على حساب هذا الحق، رغم ان الدكتور الجلبي هو زعيم لحزب ليبرالي ولكنه لم ولن ينسى طائفته واخوانه وهو عمل ولايزال يعمل لأعادة جقوق هذه الطائفة المسلوبة من الف واربعمائة سنة بالاضافة الى انه عدو البعث الأول وقاهر البعثيين وسيدهم صدام القذر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك