باقر عبالرزاق السعداوي
قبل مائة يوم قال لي احد الأصدقاء انه ينتظر ان يرزق بطفلة وسوف يسميها (انتظار) لان ولادتها ستصادف انتهاء مهلة المائة يوم التي حددتها الحكومة في تحسين واقع الخدمات وتوفير فرص العمل وزيادة في دخل رواتب بعض موظفي الدولة وتعيين الخرجين و ......... وتحسين ساعات تجهيز الكهرباء وغيرها . وعند سماعي اليوم بولادتها هنأته بولادة (انتظار المنتظرة) فقال إني تراجعت عن تسميتها وأسميتها ( وعود كاذبة)!! .الوعود عبر التاريخ كثيرة ومتنوعه وقسم منه لم يوفي أصحابها وقسم تم الوفاء بها على أحسن صورة أما أصحاب السياسة على مر التاريخ فان كل واحد منهم في حملته الانتخابية اول شيء يفكر به لتكون حملته ناجحة ويحضا بعدد من الأصوات تأهله للفوز بالانتخابات هي الوعود . أغرب الوعود الانتخابية ظهرت من الرئيس الامريكي جيمي كارتر الذي وعد خلال حملته الأنتخابية بكشف ملفات الحكومة بخصوص الأطباق الطائرة بحجة انه هو بنفسه شاهد مع 20 شخصا طبقا طائرا في سماء السادس من يناير عام 1969 الا انه تجاهل هذا الوعد فور دخوله البيت الابيض لأسباب تتعلق بالأمن القومي حسب ادعاءات الصحف آنذاك!! اما اوباما فكان أوفر حضا من كارتر وغيره من رؤساء امريكا فقد تولى باراك أوباما قيادة الولايات المتحدة بعد ثماني سنوات من تراجع الولايات المتحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وقد كانت المائة يوم الأولى للرئيس الأمريكي الجديد محل اهتمام من كافة الأوساط الأمريكية، التي هدفت بالأساس إلى تقييم أداء الإدارة الأمريكية الجديدة خلال المائة يوم الأولى لها في البيت الأبيض، وقد أكدت معظم التحليلات الأمريكية على أن الرئيس الأمريكي نجح في إعادة بناء الولايات المتحدة على الأصعدة كافة كما وعد في أول يوم له في البيت الأبيض. وقد كان هذا النجاح جليًّا في استطلاعات الرأي العام الأمريكية التي أعطت الرئيس نسبة من التأييد تفوق الرئيسين السابقين "جورج بوش" و"بيل كلينتون".. وعمَّا إذا كان أداء أوباما خلال المائة يوم الأولى يلبي طموح الأمريكيين رأى 61% أن أداء أوباما يلبي طموحهم كما يتوقعون، في حين رأى 25% أن أداء أوباما كان أكثر من طموحهم!!، في مقابل 9% يرون أن أداء أوباما كان أسوأ من طموحهم. ومقارنة بين أداء أوباما وطموح الأمريكيين والرئيسين السابقين "كلينتون" و"بوش" تقدم أوباما على الرئيسين فقد وصلت نسبة أوباما 25% مقابل 22% لبوش و12% لكلينتون هذا ما يخص رؤساء الاحتلال الامريكي.اما غورباتشوف فقد شغل منصب رئيس الدولة في الإتحاد السوفييتي السابق بين عامي 1988 و1991 ورئيس الحزب الشيوعي السوفيتي بين عامي 1985 و1991. كان يدعو إلى إعادة البناء أو البروسترويكا وهي سياسة استبدال الاشتراكية بالرأسمالية في الاتحاد السوفييتي يهدف للتطوير ليصبح الاتحاد السوفييتي حسب زعمه قادرا على العمل بكفاءة وليس فقط تشغيل الجموع، أدت جهوده إلى انهاء الحرب الباردة، ولكنها أدت أيضا إلى انهاء سيطرة الحزب الشيوعي السوفيتي وانهيار الاتحاد السوفييتي!!.اما الرئيس الارجنتيني فرناندو ديلا خلف الاحباط بعدما وصل الى السلطة في 10كانون الاول عام 1999 على وعد انهاء حال الفساد واعادة تنشيط الاقتصاد فالوضع لم يتحسن على الاطلاق لا بل شهد تراجعا في العديد من القطاعات ومنذ المائة يوم الاولى التي امضاها على رأس السلطة دافع الرئيس عن النوذج الذي ارساه سلفه البيروقراطي الليبرالي المتطرف كارلوس منعم وقام بتوقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي. اما لجنة مكافحة الفساد فلم تؤد وعود الرئيس سوى اجراءات سطحية ومحصورة بحق بعض الموظفين المقربين من كارلوس منعم.اما في بلدنا العزيز فلو اهملنا حقبة الثمانينات الغبرة وبدءنا من بداية التسعينات في الزمن الذي بدا بالاكتشافات العلمية على نطاقها في جميع دول العالم وتباهي الدول بصناعاتها ومشاريعها العملاقة التي لا تخفى على احد . كان الاكتشاف الوحيد لزمرة البعث الكافر (هي النشرة العبار) حيث كان يعاقب كل مواطن لا يقوم بمد نشرة تمجد الحزب تعبر شارع الحي او السوق !! وقد ترشح لنا مدير مدرسة في تلك الحقبة وقال في حال انتخابكم لي سوف اقوم بتبليط شارع المدرسة ورحل عن الدارة ولم يوفي الوعد وقال كل من جاء بعده بهذا الوعد على مدى 17 عام ولم يبلط الى اليوم رغم ان طول الشارع مائة متر وتقع المدرسة في وسط المدينة!!. ويقال ايضا انه كان لمدينة بغداد والي شديد الكراهية للتجار ووعد يوما ما ان يساوي بين معيشة التاجر ومعيشة المواطن . حيث انه اراد ان يجمع المال من تجار بغداد لسد نفقة زواج ابنه واستدعى التجار وتراصفوا خلف باب القصر ووضع الوالي في القصر صخل وسأل اول تاجر اذا عرفت هل هذا صخل ام رخل ( يقال ان الرخل ينتج من تزاوج الصخل مع الغنم) سوف اعفيك من دفع 1000دينار فقال التاجر هذا صخل يامولاي فالتفت الوالي الى حاشيته ما هذا فقال الحاشية بصوت واحد هذه رخل يامولاي! فدفع التاجر المبلغ وقد سماع التاجر الذي بعده فتهيأ وقال سوف لن يغلبني الوالي وعندما اعاد عليه السؤال قال التاجر هذا رخل يا مولاي فوبخه الوالي بكلام خشن تاجر لا يعرف الصخل من الرخل هذا صخل الا ترى بيضتاه البارزتان! فدفع التاجر المبلغ اما الثالث فسمع المناورتين وعند دخوله على الوالي اخرج الالف دينار وقال للوالي مولاي تريده صخل ام رخل هذه الضريبة يا مولاي!! لقد نفذت المائة يوم ولم نرى شيئا في الافق يستحق الذكر سوى تصريحات البعض ان المئة يوم ان مهلة المئة يوم اتت لرسم ملامح العمل للفترة المقبلة وكانت لبداية تقييم الوزارات وعملهها وتغيير الوزراء المقصرين . وكأن الدولة العراقية الجديدة عمرها مئة يوم فقط . ان عمر الدولة العراقية الجديدة التي اسست على دماء العراقيين هو 2800 يوم بالتمام والكمال . اتبسم دائما عندما امر على تل من القمامة ما قاله يوما احد الاصدقاء في هذا الزمن لانستطيع تدوير النفايات وكل يوم يتم التعاقد مع دولة لغرض تدوير النفايات دون جدوى فمتى نستطيع ان نصنع موبايل النوكا. لقد تبين للدولة ان التقصير فقط من اصحاب مولدات الكهرباء!! فالذي لايشغل 16 ساعة يصبح غير وطني ويحاسب.فلم يحاسب اصحاب المهن الاهلية ولا يحاسب المسؤولين المقصرين . قد يصبر الناخب مائة يوما اخرى واخرى ولكنه لا يصبر طويلا فلا يوجد بيننا النبي ايوب عليه السلام . نقول ان ميزانية الدولة كبيرة ، صحيح ان البلد كبير والتركة كبيرة لكن نريد ان نلمس (صخلا كان ام رخل) حتى يبدا الاطمئنان.
https://telegram.me/buratha