خضير العواد
المحرك الحقيقي للثورات العربيةأن الأنظمة ألتي حكمت الدول العربية قد آخذت بالتأكل وأصبحت مدت صلاحيتها قريبة للأنتهاء والقوى الكبرى تراقب عن كثب تحركات هذه الأنظمة والعلاقة السيئة وعدم الثقة مابينها وبين شعوبها , لذا أرادت هذه القوى تغير الأنظمة العربية المتآكلة قبل أن يغيرها الشعب عندها سوف تصبح المصالح الغربية في خطر بأخرى تكسب ثقة الجماهير وهذا يتم من خلال الجماهير نفسها , لهذا السبب ساعدت هذه القوى على التحرك ضد أنظمتها الدكتاتورية فدعمتها بألأعلام القوي كالجزيرة و باقي وسائل الأعلام العالمية بالأضافة الى وسائل الأتصال الأخرى كالفيس بوك وحتى الشعارات نلاحظها من ناحية النحو العربي فأنها غريبة على اللغة العربية فشعار ( الشعب يريد تغير النظام ) يبدأ بالفاعل كما هو الحال باللغة الأنكليزية .(people want to change the system)أي ترجمة حرفية للنص الأنكليزي أما اللغة العربية فأن الجملة فيها تبدأ بالفعل وليس بالفاعل (يريد الشعب تغير النظام) , وهكذا دعمت القوى الكبرى هذه الثورات ولم تدعم الحكومات التي خدمتها لعشرات من السنيين لأنها هي التي تريد تغيرها وتجديدها بأنظمة تخرج من رحم الثورات وتحافظ على المصالح الغربية .وبالفعل حصلت الثورات وخرجت الشعوب العربية التي تعاني الويلات من حكوماتها المتخلفة الرجعية والجميع يهتف بأسقاط النظام ولكن التجربة تتكرر في كل بلد المنظومة العسكرية تسيطر على الوضع بأعتبارها صمام الأمان والحامي الوحيد للشعب علماً أن الجيوش العربية خلقت لحماية الأنظمة وليس الشعوب فياخذ الجيش بزمام المبادرة ويزيح النظام السابق ويعين حكومة جديدة تقترب من هموم المواطنيين كما هو الظاهر وتحقق بعض المطالب البسيطة للشعب ولكن ليس هناك أي تغير جوهري بسياسة الدولة وأن حصل بعض التغير فهذا لوقت قصير كما هو الحال بفتح الحدود مع فلسطين لتهدئة الشعب المصري ومن ثم تبدأ سياسة الأنظمة السابقة وهذا ما حصل في تونس ومصر.أما الأنظمة التي لايراد تغيرها كما هو الحال في البحرين والأردن والمغرب فأنها تضطهد الشعوب الثائرة بكل الوسائل وتحصل على الدعم بكل أنواعه الاعلامي والعسكري ويتخلل كل هذا بعض البيانات والأستنكارات التي تنتقد هذه الحكومات لتهدئة الشارع المتفجر , أما الأنظمة التي يراد تغيرها جذرياً وتغير سياستها كما هو الحال في ليبيا وسوريا فأن القوى الكبرى تعاملها بكل قسوى وعنف وتدعم بالمقابل شعوبها من أجل الأطاحة بهذه الأنظمة كلياً وحتى إن تطلب الأمر التدخل العسكري فسوف تتدخل تحت أجمل العناوين ( حماية الشعب من جرائم الحكومات) وهذا ما حصل بالفعل في ليبيا ولكنهم لايريدون أنتصار الثوار على الحكم في ليبيا بل يريدون إضعاف الجانبيين الحكومي والشعبي حتى لايكون للطرفين القابلية لتسير البلاد إلا بطلب المساعدة من هذه القوى وهذا مايجري في ليبيا فليس هناك منتصر بل الجانيين منهزميين.أما الوضع في اليمن فلا يختلف عن الثورات العربية الأخرى فحاولوا أن يجربوا سيطرت الجيش أيضاً ولكن يقظة الجماهير أفشلت محاولة القائد الأحمر الأخ الغير شقيق للرئيس بالسيطرة على الشارع اليمني , وبسبب فشل تجربة سيطرت الجيش وعدم وجود البديل المناسب للرئيس علي عبد الله الصالح فأن الثورة في اليمن مستمرة الى أن يتواجد البديل الذي يحصل على ثقة الشعب ويحافظ على المصالح الغربية والخليجية وخصوصاً السعودية التي تلعب لعبة قذرة في جميع الثورات العربية ومنها اليمن .أما النظام السوري فهو أكثر الأنظمة العربية التي تسعى القوى الكبرى وإسرائيل وبعض الحكومات العربية الى تغيره لأنه أصبح النظام الوحيد الذي يقف أمام التحركات الأسرائيلية والأمريكية في منطقة المشرق العربي بل هو النظام الوحيد الذي يساعد جميع المنظمات التي تناضل ضد التواجد الصهيوني والأمريكي في المنطقة والداعم القوي للقضية الفلسطينية لهذا السبب يجب أن يُغير النظام السوري بأخر ينسجم مع توجهات الانظمة العربية الأخرى التي تريد التطبيع مع إسرائيل بالاضافة الى ضرب حزب ألله لبنان , فقد بذلت القوى الكبرى وأسرائيل المال بألاضافة الى التغطية الأعلامية المستمرة لما يجري في سوريا مع تضخيم الأحداث بشكل مروع .ففي كل هذا يراد من الثورات العربية أن تكون الوسيلة لتغير الأنظمة التي يراد تغيرها لأنها أصبحت مكشوفة لشعوبها ومن ثم جلب أنظمة جديدة تسير على نفس الطريق السابق مع بعض التغيرات التي لاتؤثر على الجوهر الذي يؤمن كل المصالح الغربية في المنطقة فهذا هو المحرك الحقيقي للثورات العربية وليس مصالح الشعوب أو حقوقها .
خضير العواد
https://telegram.me/buratha