عبدالحق اللامي
حين تصدمك ارقام السرقات والفساد الخيالية التي بها تعمر البلاد ويترفه ابناؤها وتحل بها الازمات يصدمك بعدها ارقام الكفالات الهزيلة التي يطلق بها سراح (الحرامية) والفاسدين وكأن المسؤولين عن حماية العدالة والامن والثروة الوطنية يرسلون رسالة الى جميع الفاسدين والحرامية اسرقوا وانهبوا ونحن نتكفل بكم ونحميكم ونطلق سراحكم ما دمتم معنا وتسيرون مع نهجنا وتؤيدون بقاءنا على سدة الحكم وما دمتم ترسلون لنا حصصنا من الغنائم.سرقات بالمليارات وكفالات بالدراهم والفلسان، وزير متهم بفساد مالي بمليارات الدولارات كفالته (50) مليون دينار واصغر فرد من حمايته او عائلته يصرفها بأيام اوفي بعض الحالات بشهر، واخر متهم بأكثر من 23 مليار دينار كفالته ثمانون مليون دينار فلو حسبنا ان كل مليون دولار تساوي اكثر من مليار وعشرين مليون دينار عراقي فان ما يسرقه هؤلاء يساوي خزائن وميزانيات دول بأكملها..وغير هؤلاء من سرقوا ونهبوا وهربوا الاموال والثروات واطلق سراحهم بعد القبض عليهم بكفالات ماتت بين رفوف المحاكم قضاياهم ولازالوا يتمتعون بالجاه والمال والسلطة.شركات ومصانع في دول العالم يملكها مسؤولون وشخصيات مهمة وكبيرة ويستكثر هؤلاء وامثالهم علينا مفردات الحصة التموينية ويستكثرون علينا زيادة رواتبنا ويستكثرون علينا حل ازماتنا لانهم يريدون (الجمل بما حمل)، ويريدون ان يستأثروا بكل شيء فالكبار جدا لديهم المناصب والمراكز السلطوية والامتيازات والرواتب الفلكية والاصغر منهم لديهم الميزانيات والموارد يلعبون بها ما يشاؤون. ألا يستحون حين يعلن ان فلانا المتهم بسرقة المليارات اطلق سراحه بكفالة بعد ان مارس المسؤولون والقادة ضغوطا كبيرة على القضاة والمحققين ولجان النزاهة، وان فلانا من حرامية العهد الديمقراطي دافعت عنه كتلته وحزبه وبرؤوه من التهم رغم كل الادلة والوثائق وان علانا وبعد ان ظهرت فضيحته على الشاشات عاد الى منصبه ومركزه القيادي وفق أي منطق تحكمون؟ وبأي حق تساومون على ثروات الشعب وآمنه وحياة ابنائه؟انه منطق المصالح والتحاصص وتقاسم الغنائم منطق من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بحجر، كلكم بيوتكم من زجاج تكسر من زمان فأنتم وبحمد الله كل يوم لكم فضيحة وحبالكم مملوءة بغسيلها القذر واتهاماتكم لبعضكم البعض تعلو كل يوم وانتم امام الشعب مختلفون متصارعون ووراء الكواليس تتقاسمون وتعقدون الصفقات. الم يبق في الجبين حياء لتقطر منه قطرات تعيدكم الى رشدكم؟وعلى من تضحكون فقد اصبحتم والله مضحكة للضاحكين.
https://telegram.me/buratha