المقالات

حوار بلا نتائج

735 13:34:00 2011-06-06

جواد العطار

لا نعرف متى تنتهي الحوارات الثنائية بين دولة القانون والعراقية ، والتي طال مداها حتى اصبح واسعا جدا على تنفيذ اتفاق او تشكيل حكومة او حتى اقرار مبدأ الشراكة او المشاركة ... فاذا كان ذلك اللقاء المشترك مقبولا ، في الفترة التي تلت الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من اذار العام الماضي ، بمسعاه المشروع آنذاك لتهيئة النصاب اللازم لتشكيل الحكومة ، فان استمراره بعد اتفاق اربيل وتشكيل الحكومة والاتفاق على الرئاسات الثلاث اصبح لا يعني المواطن بشيء ولا يخدم العملية السياسية لانه ببساطة مسعى لترتيب اوراق القائمتين وتقاسم المناصب ، وما الشراكة والمشاركة الا ستار تختبيء خلفه تلك المفاوضات ... والاقسى من ذلك ان اللجان التفاوضية القائمة على الاجتماعات والمداولات تحمل معول التصعيد وخلق الازمة السياسية التي لا تنتهي ولم تنتهي ... بين توقف المفاوضات والتئامها من جانب واستمرار معاناة المواطن من جانب آخر ... بآلية تضر بالوضع العام خصوصا حينما يتوجه كبار المفاوضين الى الاعلام .فماذا حققت تلك الاجتماعات ؟ والى ماذا توصلت ؟لا يختلف اثنان ان المفاوضات لم تحقق اي شيء يذكر مع تعنت جانب ونقضه للاتفاقات وامل الطرف الآخر؛ الذي لا يوقفه شيء؛ بدفعه الى الاقرار بالاتفاق او الالتزام به ، اما النتائج التي توصلت اليها حوارات القائمتين ، فهي كثيرة منها :• استمرار الازمة السياسية بشكل يضر بواقع المواطن وعمل الوزارات وبوضع العراق وسمعته الدولية .• امتداد آثار الخلاف والجدل البيزنطي بين القائمتين بتأثيره السلبي؛ للاضرار بعلاقات العراق مع جواره الاقليمي الى الدرجة التي بدأت بعض الدول باستغلاله بشكل ملفت ... مثل قضية الخطوط الجوية العراقية التي لم تحل ... ليظهر ميناء مبارك الكويتي موخرا بعد ان عجزت الحكومة والقوى السياسية على ايجاد موقف موحد قادر على وأده قبل ولادته .• الاخفاق في تسمية الوزراء الامنيين رغم تدهور الوضع الامني وكثرة الخروقات في بعض المحافظات .• فقدان المواطن الثقة؛ بقواه السياسية التي انتخبها .• اتساع رقعة الشرخ في جدار الثقة بين المكونات السياسية واتساعه ، ويأس بعض المراقبين والمتابعين من امكانية اصلاحه ضمن الخارطة السياسية الحالية . بمعنى تشكيل حكومة اغلبية سياسية او دعوة مبكرة لانتخابات تشريعية جديدة قد تعيد رسم الخارطة السياسية بناءا على معطياتها الماضية .

بعد كل ما تقدم ... اما آن للعراقية ان تدرك ان المفاوضات عقيمة وان لا جدوى من استمرارها وانها تخسر من الخوض فيها اكثر مما قد تربح في مجلس السياسيات الستراتيجية او في وزارة الدفاع ... وما آن لدولة القانون ان تصارح الجميع بانها نقضت اتفاق اربيل او وجدت سقفه عاليا؛ وان تعلن للجميع بانها تعمل اليوم وفقا لسياسة الامر الواقع ، لتنتهي الى غير رجعة هذه المفاوضات والمداولات التي تشغل الرأي العام والاعلام وحتى السياسيين عن اداء اعمال اكثر اهمية ... الى مجرد البحث والتباحث ونقل الرسائل . ان الحل المطروح للخروج من دوامة المفاوضات والامل المعقود عليها ، ممكن ان يتم عن طريق خيارين امام المفاوضين من الكتلتين بعد ان وصلت الى طريق مسدود :الاول : توجه الكتلتين دولة القانون والعراقية الى مجلس النواب والتباحث خلف كواليسه ، لانهما اصلا ممثلتين في ذلك المجلس وجزءا رئيسيا من مكوناته وبالتالي فان اللجان التفاوضية المشكلة والمكونة من اعضاء المجلس ذاته بامكانها ان تجتمع وتعمل بصمت بعيدا عن الضجيج والاعلانات ووسائل الاعلام والتصريحات التصعيدية او المنرفزة التي تضر ولا تنفع .الثاني : توجه احد الطرفين الى المعارضة ( العراقية ) ، والعمل بطريقة جدية لايجاد احدى الآليتين :1. المراقبة الفعالة للاداء الحكومي بصورة تقومه وتعدل مسار المنحرف منه ، خدمة للمواطن - الناخب وتطلعاته .2. جمع النصاب اللازم ( ان رأت في ذلك مصلحة وطنية ) لسحب الثقة من الحكومة .وفي حال فشلت كل المحاولات فان مفاوضات استمرت لقرابة العام والنصف ، ولم تأتي بنتيجة كاملة شاملة ومانعة تقوم النظام السياسي تقويه وتجعله اكثر فعالية وتظهر فيه القوى السياسية بشكل اكبر بعين المواطن مثلما يظهر البلد بصورة اقوى واعظم تجاه محيطه الاقليمي والدولي ، لا طائل من استمرارها وليبحث من وضع الامل فيها يوما ما عن مخرج او منفذ للهروب منها قبل ان تنهيه وتطيح بمستقبله السياسي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك