عمار احمد
كثير من الناس فضلا عن المتابعين لامور السياسة بصورة دائمة اما يعرفون او سمعوا بالقاضي منير حداد الذي يشغل منصب عضو في المحكمة الجنائية العراقية المختصة التي انشأت قبل سبعة اعوام للنظر في جرائم ازلام نظام البعث المقبور ومحاكمتهم ، وبالفعل فأنها انجزت اشياء مهمة، من قبيل محاكمة المجرم الكبير صدام وعدد من المقربين منه واعوانه واصدرت احكام الاعدام بحقهم وبعضهم تم تنفيذ الحكم بهم وبعضهم الاخر لم ينفذ حتى الان لاسباب سياسية اكثر منها قانونية وقضائية.يقول القاضي منير حداد في اخر تصريح صحفي له قبل ايام قليلة (ان جميع من حاكموا الطاغية المقبور صدام واسهموا في اعدامه وانا من بينهم اقصوا عن مواقعهم تحت وطأة الضغوط التي تعرضنا لها من قبل اشخاص لهم اهداف محددة). ويضيف القاضي حداد قائلا (ان القضاء العراقي اليوم ليس بالمستوى المطلوب ومعظم القضايا والاحكام لم تتخذ فيها قرارات وحتى التي اتخذت فيها قرارات لم تنفذ لحد الان بسبب قضايا خاصة وصفقات سسياسية متعمدة تؤدي الى وقف تنفيذ الاحكام ، وان اغلبية القرارات التي تتخذ غير صائبة وغير صحيحة وخير مثال على ذلك صدور امر من رئاسة الوزراء بتكليف محسن ريسان تصفية الاعمال الادارية للمحكمة، بينما كان من المفروض ان يصدر مرسوم من رئاسة الوزراء يرشح بموجبه عضو من الهيئة التمييزية ثم ينتخب من قبل القضاة كرئيس للمحكمة ويتم الموافقة عليه).وفي الجانب الاخر من الصورة يسمع عامة الناس عن وجود محاولات مستمرة لسياسيين كبار من اجل اطلاق سراح ارهابيين من الطراز الاول مثل ذباح الفضل المدعو عادل المشهداني وكثير من امثاله، ناهيك عن هروب او تهريب بعض من عتاة الارهابيين والمجرمين ، ليس هذا فحسب بل ان الارهابيين يتمتعون في داخل سجونهم بظروف مريحة جدا من حيث توفر الكهرباء بصورة مستمرة، والطعام الجيد، ووسائل الاتصال وما الى ذلك من الامتيازات. شيء عجيب، وان لم يعد هناك شيء عجيب في العراق، ان يعاقب ويحاصر الشخص النزيه والنظيف والذي يؤدي عمله بصورة صحيحة، في حين يجد الارهابي والمجرم من يدافع عنه ويستقتل من اجله ، واذا كان ذلك هو الحاصل فكيف لنا ان نتوقع او ننتظر نهاية الارهاب في بلدنا العزيز ؟.
https://telegram.me/buratha